طباعة هذه الصفحة

بعد رفـض المغرب مبادرة الاتحاد الإفريقي

الأمم المتحدة مطـالبة بتحمّل مسؤوليتها في الصّحـراء الغربـية

جلال بوطي

شكّلت دعوة مجلس الأمن والسّلم الإفريقي باستئناف المفاوضات حول نزاع الصحراء الغربية خطوة لجس نبض طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو، لكن رفض الرباط لمقترح الاتحاد الافريقي بوقف الحرب والعودة الى المفاوضات يغيّر المعطيات الراهنة، ويدعو إلى مراجعة مبدأ احترام الدول الأعضاء للميثاق التأسيسي للإتحاد، ويستدعي تدخل الامم المتحدة لحلحلة الوضع.

بات استمرار الحرب على طول الجدار العازل في الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو السيناريو الوحيد أمام النزاع الذي بدأ يتّخذ مناحي مختلفة رغم تراجع حدة القتال، في ظل غياب مشاهد تنقل ما يحدث بين الجيش المغربي ومقاتلي البوليساريو منذ سقوط وقف اطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي، وهو ما يؤكّده الموقف الرسمي للجمهورية الصحراوية.
لكن اتجاهات النّزاع حسب ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا، محمد سيداتي، تتّجه إلى تحمّل الأمم المتحدة مسؤوليتها فيما يحدث. وأكّد، أمس، أنّ القرار الأخير لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، بخصوص القضية الصحراوية «يُعبّد الطريق أمام الأمم المتحدة» بمسؤوليتها لتسوية النزاع في الصحراء الغربية، وطالب المنظمة الاممية بتحمل مسؤوليتها «بكل حزم وإرادة اتجاه الشعب الصحراوي».

تمسّك بتقرير المصير

 رفض المغرب مقترح الاتحاد الافريقي باستئناف المفاوضات مع البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، غير أنّ محمد سيداتي أوضح أنّ مجلس السلم والأمن الافريقي، جدّد التأكيد في بيانه الأخير على أنّ النّزاع في الصّحراء الغربية هو قضية «تصفية استعمار»، وأنّ حق الشّعب الصحراوي في تقرير مصيره ثابت، ما أجهض، حسبه، كل أحلام المغرب في «قبر القضية الصحراوية».
واعتبر عضو جبهة البوليساريو أنّ هذا الموقف «يؤسّس لمرحلة جديدة في نضال الشعب الصحراوي لبناء دولته المستقلة على جميع أراضيه المحتلة». وتوقّع أن تعرف القضية الصحراوية بعد هذا القرار «ديناميكية جديدة» على كافة مستويات النضال، سواء تعلق الامر بمعركة الكفاح المسلّح أو المعركة القانونية أو السياسية ، ما من شأنه، يقول، أن «يُعبّد الطريق أمام مجهودات الأمم المتحدة»، و»يسهّل من مهمتها» في تسوية النزاع الذي طال أمده في الصحراء الغربية.
وقال في هذا الصدد «الاتحاد الإفريقي يُوفّر الدّعامة والسّند  للأمم المتحدة لكي تؤدّى المهمة المنوطة بها في استكمال تصفية الاحتلال في آخر مستعمرة في القارة الافريقية.

الكرة في مرمى الأمم المتحدة

 أمام رفض الرباط لمقترح الاتحاد الافريقي، تتمسّك البوليساريو بحقها في الدفاع عن مطالب الشّعب الصّحراوي. وفي هذا الشأن نبّه الدبلوماسي الصّحراوي إلى «خطورة مخطّطات النظام المغربي وأطماعه التوسعية في المنطقة»، مشيرا إلى أنّ «نضال الشعب الصحراوي يتعلّق بأهداف تتقاسمها الشعوب الإفريقية من أجل التحرر، ونبذ منطق الضم بالقوة، والاستيلاء على أراضي الغير» في تحد سافر للميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي، وللمواثيق والقرارات الأممية، خاصة ما تعلق بتصفية الاستعمار وتقرير مصير الشعوب المضطهدة.
ويرى سيداتي أنّ «الكرة الآن في مرمى الأمم المتحدة»، التي يتوجب عليها - حسبه - استغلال فرصة استعداد الاتحاد الإفريقي للتعاطي مع موضوع الصحراء الغربية «بجدية» لمواجهة مناورات المغرب، وإجباره على تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة.
وكانت مفوضية الاتحاد الافريقي، نشرت الخميس، القرار الذي اتخذه رؤساء الدول الافريقية بخصوص الصحراء الغربية، ووضع قرار مجلس السلم والأمن الافريقي مسألة الصحراء الغربية في سياقها الحقيقي لتصفية الاستعمار من خلال التأكيد على حق الشّعب الصّحراوي الثابت في تقرير المصير، وكذا على مسؤولية المنظمة القارية.