طباعة هذه الصفحة

علي فرقاني لـ «الشعب ويكاند»:

بلماضي سيجد حلاّ للغيابات الكثيرة... ومباراة زامبيا ليست شكلية

حاوره: محمد فوزي بقاص

 استدعاء لاعبين جدد يؤكد أن التحضير لتصفيات المونديال انطلق

 توفير «قاعدة حياة» لكل فريق أولوية الرئيس القادم لـ «الفاف»

 

قبل مباراة «الخضر» في زامبيا برسم الجولة الخامسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2022 بالكاميرون، التي ضمنت الجزائر التواجد بها خلال الجولة الماضية، اتصلنا بقائد المنتخب الوطني الأسبق علي فرقاني، الذي تحدث لنا عن أهمية مواجهتي «الشيبولوبولو» وبوتسوانا، موضحا أن الناخب الوطني سيكون أمام مهمة تجريب لاعبين جدد، كما أكد بأن بلماضي شرع في التحضير لتصفيات كأس العالم بعدما استدعى كلا من (توبة، زروقي، خاسف)، وهو ما سيمنحه الكثير من الحلول مستقبلا، وقد يساعده في سن نهج تكتيكي جديد للمنتخب، كما تحدث عن انتخابات الفاف وعن أمور أخرى، في هذا الحوار...

«الشعب ويكاند»: «الخضر» يواجهون المنتخب الزامبي اليوم الخميس لحساب الجولة الخامسة من تصفيات «الكان»، يرى بعض أن أشبال بلماضي أمام مهمة سهلة، ما تعليقكم؟ (الحوار أجري يوم الثلاثاء)
نقطة مهمة تطرقت إليها، صحيح البعض يعتقد أن المنتخب الوطني سيكون في نزهة بالعاصمة الزامبية لوزاكا، بما أن الجزائر بطلة إفريقيا وضمنت خلال الجولة الفارطة تأشيرة التأهل إلى النسخة المقبلة من كأس أمم إفريقيا 2022 المقرر إقامتها بالكاميرون، من الطبيعي أننا نتواجد في وضعية مريحة قبل هذا اللقاء، كون اللاعبين سيخوضون المواجهة دون ضغط، كما أننا لسنا في حرج مقارنة ببقية المنتخبات في القارة السمراء التي لم تضمن بعد التأهل ولم تستفد من جميع لاعبيها في المواجهة الأولى من تاريخ الفيفا لشهر مارس. نحن كذلك نعاني من هذا المشكل في اللقاء الأول وكنا نود أن نلعب بكامل التعداد، لكن متأكد من أن بلماضي سيجد الحل المناسب لهذه المعضلة وهو الذي يعشق التحديات، وإذا عجز عن ذلك لن تكون عواقب هذه المواجهة وخيمة على المنتخب الوطني، بل ستكون جد مفيدة بالنسبة للطاقم الفني الذي سيستخلص الكثير من الدروس.
 
الغياب الاضطراري لبعض اللاعبين أمام زامبيا، سيكون فرصة مناسبة لتجريب الوافدين الجدد، خصوصا في المناصب التي يقترب لاعبوها من اعتزال اللعب الدولي، أليس كذلك؟
الناخب الوطني يفكر في ذلك منذ مدة، هناك عدد من اللاعبين الذين تقدموا في السن، كما أنه يبحث عن ضمان ازدواجية المناصب، وضع يضطره دائما للبحث عن تجريب لاعبين جدد، وهذه المرة سيلجأ إلى ذلك وقد يكون ذلك أمرا جد مفيد لمستقبل الخضر. المواجهة ضد الشيبولوبولو ستكون صعبة وجادة في نفس الوقت، كون المناسب يلعب داخل قواعده آخر حظوظه للبقاء في سباق التأهل للعرس القاري، يجب أن نكون إيجابيين لأن بلماضي غرس في اللاعبين روح الفوز مهما كان المنافس وقوته، وعودنا دائما على مباريات قوية ودية كانت أم رسمية.
 بلماضي جرّب في السابق سبانو رحو ومديوب وبدران في محور الدفاع، وهذه المرة استدعى أحمد توبة، هل تعتقد أنه شرع في التحضير لتصفيات مونديال قطر 2022؟
نعم، شرع في التحضير لتصفيات كأس العالم بقطر، التي تنطلق شهر جوان المقبل. الآن نملك ثلاثة لاعبين في محور الدفاع توجوا بكأس أمم إفريقيا مع الخضر هم (بن العمري، ماندي، طاهرات)، وحليش اعتزل اللعب الدولي بعد «كان» مصر. ومنذ ذلك الوقت وبلماضي يبحث عن لاعب رابع لخلافة حليش، أعتقد أنه وجد أخيرا بدران الذي بدأ يستدعيه بانتظام لتربصات الفريق الوطني، وهو الذي يلعب أساسيا بالترجي الرياضي التونسي محليا وقاريا للموسم الثاني على التوالي ويؤدي مباريات كبيرة. والآن جاء استدعاء توبة المدافع الذي يبلغ طوله مترا وتسعين سنتمترا، وفوق ذلك هو مدافع متعدد المناصب وتلقى تكوينا ليلعب في محور الدفاع وكذلك ظهيرا أيسر، وهو لاعب بمواصفات خريج أكاديمية بارادو رامي بن سبعيني.
مرة أخرى، لا يمكننا انتقاد خيارات بلماضي الذي ينتقي دائما لاعبين بمواصفات تحمس لتجريبهم، وفي كل مرة يكتشف لاعبا مميزا يخلق التنافس على المناصب داخل مجموعته، الأمر الذي سيجعل المنتخب الوطني يبقى دائما في قمة عطائه وسيمنح حلولا إضافية للناخب الوطني، خصوصا أن جميع المنافسين سيعملون على الإطاحة بالقائد رياض محرز ورفاقه، ولهذا الأمر المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية يتابع كل المحترفين الجزائريين في مختلف البطولات الأوروبية والعربية، والآن قام بتوسيع بحثه للاعبين مزدوجي الجنسية في بطولات جديدة، على غرار توبة الذي لعب لكل الأصناف العمرية للمنتخب البلجيكي، ومتوسط الميدان زروقي الذي تدرج في الأصناف الشبانية لفريق أجاكس أمستردام، كما تابع خريج مدرسة نصر حسين داي نوفل خاسف بفريق تونديلا البرتغالي.
 هل تعتقد أن بلماضي سيغيّر النهج التكتيكي (4-1-4-1) الذي اعتمد عليه منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، إلى خطة تسمح بالاستحواذ أكثر على الكرة وصناعة اللعب؟
الآن يجب التريث ومشاهدة كيفية تأقلم الوافدين الجدد على المنتخب الوطني وسلوكهم فوق أرضية الميدان، حتى يتمكن من ضبط مخطط تكتيكي جديد، يسمح «للأفناك» من الاستحواذ أكثر على الكرة خلال أطوار المباريات، ولهذا الأمر لا يجب أن يعتبر البعض أن مباريات زامبيا وبوتسوانا شكليتان، لأنها مباريات رسمية بطابع تحضيري لتصفيات مونديال 2022، وكذلك ستكون بالغة الأهمية لترتيب الفيفا الذي سيسمح لنا من التواجد دائما في المستويات الأولى في قرعتي أمم إفريقيا والمونديال.
 اللاعبون يفكرون أيضا في مواصلة سلسلة المباريات دون هزيمة وتحطيم الرقم القياسي العالمي، الذي يتواجد بحوزة المنتخبين الإسباني والبرازيلي بـ35 مقابلة؟
هذا حافز آخر لتقديم مباريات كبيرة والعودة بنتيجة إيجابية من زامبيا، خصوصا أن اللاعبين، كما قلت لك منذ قليل، سيلعبون متحررين من كل الضغوطات، والتفكير بهذه الطريقة سيجعلنا نستمتع أكثر بمباريات المنتخب الوطني الجزائري، ونعيش كل مباراة بهدف إضافة نتيجة إيجابية جديدة، تسمح لنا بمواصلة كتابة التاريخ مع هذا الجيل المميز من اللاعبين.
من الصعب تقديم تكهن حول نتيجة المواجهة، لكن بما أن الجزائر في صدارة المجموعة الثامنة بعشر نقاط، وزامبيا في المركز الأخير بثلاث نقاط، كيف ترى نتيجة اللقاء؟
أعتقد أن الجزائر يمكنها فرض التعادل دون أي مشكل، وفي الجولة المقبلة ضد بوتسوانا سنفوز عليها بالنتيجة والأداء.
نحن على بعد أيام فقط من انتخاب رئيس جديد على رأس الفاف وأمام مهمة مواصلة الاعتناء بهذا المنتخب وتحقيق مكاسب جديدة لكرة القدم الجزائرية؟
حاليا لا نعرف أسماء المترشحين. لكن الهدف الأول الذي يجب أن يعمل عليه الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم ومكتبه الفدرالي، هو ضرورة إيجاد حل لتوفير قاعدة حياة لكل فريق، يجب العودة سريعا إلى التكوين، لأن المادة الخام متوفرة ويمكننا تكوين أفضل اللاعبين بالعالم، وهذا لا يعني بأنني أطالب بإقصاء اللاعبين المغتربين... لكن من الضروري أن يكون لدينا الخيار في كل المناصب وكل الفئات العمرية من داخل وخارج الوطن، ويجب علينا أن نطبق ما قامت به المدارس الأوروبية في تكوين اللاعبين، في مقدمتهم فرنسا التي تقدم لاعبين مميزين لكل بطولات العالم وللمنتخب الفرنسي وكل المنتخبات الإفريقية.
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الفرق الجزائرية كانت تكوّن لاعبين مميزين وعلينا العودة إلى العمل، وإذا فشل الرئيس الجديد في بلوغ ذلك، كرة القدم لن يكون لها أي مستقبل في الجزائر دون اللاعبين المغتربين، مثلما هو الحال الآن.