طباعة هذه الصفحة

بتنظيم من المدرسة العليا للأساتذة بوهران وجامعة مستغانم

المناهج التعليمية والتربوية زمَنَ الجائحة في ملتقى دولي

أسامة إفراح

ينظّم قسم اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة بوهران، بالتنسيق مع مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية وتحليل الخطاب بجامعة مستغانم، الملتقى الدولي الأول حول«المناهج التعليمية والتربوية في ظلّ الإصلاحات الجديدة زمن كورونا». ويهدف الملتقى، المنظم افتراضيا مطلع أفريل الداخل، إلى دراسة الأسس المعرفية والخلفيات التربوية والسياسية للقراءات المعاصرة في ظلّ الجائحة، وإعادة تنظيم الأهداف التعليمية لتحقيق تعلّم أفضل، بالانتقال من التعليم التقليدي إلى الإلكتروني.
ينعقد عن طريق التحاضر عن بعد، يوم 4 أفريل الداخل، الملتقى الدولي الأول حول «المناهج التعليمية والتربوية في ظلّ الإصلاحات الجديدة زمن كورونا»، الذي ينظمه كلّ من قسم اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة بوهران، بالتنسيق مع مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية وتحليل الخطاب بجامعة مستغانم.
يأتي هذا الملتقى في وقت تفرض الترتيبات المتلاحقة اليوم على الفاعلين التربويين والقائمين على تدبير الشأن التعليمي، إعادة النظر في برامج وخطط التعليم (ولا سيما عن بعد) بما يسمح بمجاراة إيقاع هذه المتغيرات والمستجدات، خصوصا أن المجتمعات الإنسانية باتت توصف بـ»مجتمعات المخاطر والأوبئة».
وتعتبر المناهج البيداغوجية والتربوية المؤطر الفعلي لأساسيات العملية التعليمية، حيث تمتد مفاعيلها الى مستويات ورهانات أعمق مرتبطة بتنفيذ العملية التربوية في وجهها الأكمل شكلا وأداءً، ما جعلها أكثر عرضة من غيرها للتعديل والتحسين.
وقد أبانت الأزمة الصحية الأخيرة عن جدوى إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم ومعالجة مشاكله، حيث شكّلت الأدوات الاتصالية والتكنولوجية الجديدة الدينامكية المحركة لكل العمليات التعليمية الموازية خلال فترة الحجر الصحي، زيادة على إجماع مختلف الأدبيات التربوية على أن إدماج نظم الاتصال الجديدة هو المسلك الوحيد الذي يضمن الانخراط في اقتصاد ومجتمع المعرفة، وملاءمة التكوينات مع حاجات ومهن المستقبل.
وقد كثرت الطروحات والاستقطابات حول سبل تحسين المناهج وتطويرها من جهة، وعلى ضرورة اللجوء إلى نظم اتصالية تقنية واجتماعية تساعد المتعلّم على مواكبة التطورات الحاصلة، وتكسبه المعارف والمهارات والخبرات وتمكنه من فرص التنافس وتحقق الجودة وتحسن النوعية البيداغوجية. حيث تتعدّد مستويات توظيف التكنولوجيات الجديدة في المجال التربوي سوآءً على مستوى التواصل أو البحث عن المعلومة أو الإبداع أو الترفيه البيداغوجي، إذ تتيح الموارد الرقمية التربوية مختلف التطبيقات متعدّدة الوسائط والدروس التفاعلية والألعاب التربوية وبنوك المعطيات الرقمية، والذي ينقص في السياق الجزائري هو توحيد الإطار المنهجي لإدماج هذه التكنولوجيات.
وفي خضم التجاذبات التي تحيط بالإصلاحات والتعديلات الجديدة اليوم، يأتي هذا الملتقى ليحاول البحث في مدى جودة محتوى المناهج الدراسية، وفي مواكبتها واقع ما بعد الجائحة، خاصة مع ظهور برامج تعليمية جديدة، تتبنَّى الاستراتيجيات الذكية في بناء المُحتويات التعليمية، عبر استخدام أحدث التطبيقات، التي تطوِّرها الشركات الناشئة، والمؤسسات في قطاع التعليم، إلى جانب الاطلاع على أنماط التعليم، وأساليبه، وتوجهاته، وسياساته، ونظمه، سواءً على صعيد التعليم العام أو الجامعي، «وقد بدأت بوادر هذه التحوّلات بالظهور فعلاً»، يؤكّد منظمو الملتقى.
وفي هذا السياق، يسعى هذا الملتقى إلى تحقيق أهداف منها: معرفة الأسس المعرفية والخلفيات التربوية والسياسية للقراءات المعاصرة في ظلّ الجائحة، واكتشاف علاقة المناهج التعليمية بالتقويم التربوي في ظل الإصلاحات الجديدة وزمن كورونا، وإعادة تنظيم الأهداف التعليمية وهذا سعيا إلى تحقيق تعلّم أفضل، من خلال الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني، وتبيان أن التدريس عن بعد هو البديل الأفضل في ظل جائحة كورونا، فهذه المرحلة تشكِّل منعطفاً جديداً لتطوير الأدوات والاستراتيجيات التعليمية.
كما يهدف الملتقى إلى الاطلاع على أنماط التعليم الجديدة، وأساليبها، وتوجهاتها في ظل جائحة كورونا، وبحث سبل تمكين قطاع التعليم من مسايرة التحول الرقمي، ومعرفة دور الأدوات الاتصالية الجديدة في مواكبة التحديات  التربوية.
ولتحقيق هذه الأهداف، قُسّم الملتقى إلى مجموعة من المحاور، يتعلّق أولها بالمناهج التعليمية والتربوية قراءة في المفاهيم والأسس البنائية، وثانيها باستثمار أهم النظريات والمناهج التعليمية المعاصرة في زمن كورونا، وثالثها بآفاق تطوير المناهج التعليمية في ظل الإصلاحات الجديدة، ورابعها بأنماط التعليم الجديدة في ظل جائحة كورونا، وخامسها بطرق تحسيس الأستاذ بأهمية استخدام تكنولوجيا الاتصال في السياق التعليمي.
أما سادس هذه المحاور فيتعلّق بتوظيف أدوات الاتصال في إنتاج الموارد الرقمية التربوية، فيما يدرس المحور السابع الممارسات التربوية الجديدة في ظل الفضاء الرقمي، بينما يعالج المحور الثامن والأخير سيناريوهات تربوية إرشادية لاستخدام تكنولوجيات الاتصال الجديدة.