طباعة هذه الصفحة

توقّف البطولة أثّر سلبا على اللاعبين والمنتخب

واقع كارثي تعيشه كرة اليد الجزائرية

نبيلة بوقرين

تتواصل علامة الإستفهام حول البطولة الوطنية لكرة اليد بعد توقفها لمدة سنة كاملة، والذي كان في 16 مارس 2020، الذي جاء مباشرة بعد صدور قرار غلق المنشآت الرياضية نظرا لتفشي فيروس كورونا القاتل، حيث سئم اللاّعبون من الوضعية التي يعيشونها، خاصة بعدما عادت الدول الأخرى إلى المنافسة منذ أشهر، ما جعلهم يتحسّرون على ابتعادهم الطويل عن المنافسة الرسمية، بالرغم من إعطاء إشارة انطلاق التدريبات وفقا لبروتوكول صحي لحماية الرياضيين، إلاّ أنه لم يتم تحديد تاريخ العودة بشكل رسمي لحد الآن، ما جعل اللاعبين وعشّاق الكرة الصغيرة في بلادنا يمتعضون ويوجّهون أصابع الاتهام إلى مسؤولي اللعبة والرياضة بالجزائر.

قرار العودة للتدريبات الذي صدر في بداية شهر فيفري كان بمثابة الخبر المُفرح للجميع في وسط الكرة الصغيرة، بعدما أُعيد فتح القاعات أمام الأندية من أجل التحضير للبطولة، خاصة بعدما حدّدت المديرية الفنية في الاتحادية الجزائرية شهرين للإستعداد قبل الشّرُوع في خوض غمار المواجهات الرسمية، الأمر الذي جعل اللاعبين يتفاءلون بالخروج من النفق المظلم، الذين دخلوا فيه لسنة كاملة جعلت مستواهم الفني والبدني يتراجع كثيرا، وهو ما سيكون له انعكاس سلبي على كل الفئات العمرية من الأصاغر إلى الأكابر وحتى المنتخبات الوطنية.

لاعبون يعانون البطالة بسبب تهميش الاتحادية

من جهة أخرى، فإنّ التّوقّف عن لعب المباريات له تأثير في الجانب الإقتصادي، سواء بالنسبة للأندية لأنّ المموّلين دائما يتعاملون مع الجهات التي تنشط بغرض الإشهار، وفي نفس الوقت تهميش الإتحادية ونظام المنافسة الهاوي واللاّعبون لا يتقاضون أجورهم، إلا في حالة ما إذا لعبوا المباريات، ما خلق حالة بطالة كبيرة ومعاناة عدد كبير منهم.
كما أنّ هناك الكثير من العائلات التي تقتات من كرة اليد، ومنهم من يمارس رفقة زوجته الكرة الصّغيرة، ما اضطر بعضهم إلى ممارسة نشاطات أخرى للخروج من أزمة غياب الدّخل، ما جعل صرخة الجميع تتعالى من أجل العودة للمنافسة لإنقاذ الوضع من كل الجوانب، خصوصا أن كرة اليد هي الرياضة الجماعية الأولى من حيث الألقاب والثانية من حيث الشعبية في الجزائر.
ضف إلى ذلك، أنّه كان من المقرر أن تحتضن الجزائر البطولة الأفريقية للأندية الفائزة بالكؤوس شهر ماي القادم قبل أن تتراجع مؤخرا، والتي أعيد برمجتها في المغرب بقرار من الإتحاد الأفريقي، في حين أصبح الهدف الوحيد للأندية العودة إلى المنافسة وفقط.

المنتخب دفع الثّمن  في بطولة العالم

واقع كرة اليد الجزائرية انعكس بشكل مباشر على المنتخب الوطني، الذي عانى هو الآخر أثناء التحضيرات الخاصة ببطولة العالم التي جرت بمصر في جانفي الفارط، بالرغم من إنطلاق التدريبات في شهر سبتمبر إلاّ أن تراجع المستوى البدني للاّعبين كان باديا، كون غالبية التعداد ينشط في البطولة الوطنية المتوقفة، وإكتفوا بالتربصات التي برمجها الطاقم الفني للمنتخب بقيادة الفرنسي ألان بورت، الأخير وجد صعوبة في إيجاد الحلول اللاّزمة لضمان أفضل إستعداد للمونديال، إلى درجة أنه لم يتمكن من تنظيم مباريات ودية حتى مع الأندية الجزائرية.
بالرغم من تنقل العناصر الوطنية إلى بولونيا في أواخر ديسبمر ولعب أربعة لقاءات ودية من المستوى العالمي، إلاّ أنها لم تكن كافية لتعويض النقص الكبير في الجانب البدني للعناصر التي تلعب بالجزائر، باستثناء اللاعبين الذين ينتمون لأندية خليجية وأوروبية، والدليل كان واضحا خلال أول مواجهة ضمن بطولة العالم بالرغم من أنها جمعتنا ضد المنتخب المغربي المتواضع، إلاّ أننا وجدنا صعوبة في الفوز عليه، بسبب الفارق البدني الذي كان له دور كبير، ولولا خبرة بعض الأسماء لما تمكّنت العناصر الوطنية من قلب الموازين في الدقائق الأخيرة، نفس الأمر بالنسبة لباقي المباريات، حيث كان أداء متباينا لكنه بالمقابل كان يتحسن مع مرور الجولات، ما يعني أن غياب اللقاءات كان المشكل المباشر.

التنقل إلى ألمانيا من دون تربّص...؟

لم تستخلص الاتحادية العبرة من مونديال مصر، وبقيت دار لقمان على حالها حيث بقي اللاعب المحلي بعيدا عن المنافسة، بالرغم من أنه كان معنيا بالتحضير لدورة ألمانيا التي جرت بين 12 و14 مارس المؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو 2021، حيث اكتفى بركوس ورفاقه بالتدرب مع أنديتهم التي عادت للنشاط في الفاتح فيفري إلى غاية موعد تنقلّهم إلى برلين في الـ 9 من الشهر الجاري من دون القيام بتربص خاص بالموعد، بسبب عدم إلتحاق الطاقم الفني بقيادة كل من ألان بورت والطاهر لعبان، الثنائي الذي تنقل إلى فرنسا مباشرة بعد نهاية بطولة العالم في 26 جانفي.
وفي ظل الغيابات العديدة في التشكيلة الأساسية بالنسبة للعناصر التي تنشط في الخارج في صورة كل من حاج صدوق، كعباش، داود، رحيم لأسباب مختلفة، قدمت العناصر الوطنية ما عليها حيث ظهرت بوجه مشرّف بداية من مواجهة سلوفينيا ثم السويد وأخيرا ألمانيا، وذلك راجع إلى إرتفاع نسق المباريات بعد المونديال وشعورها بروح المسؤولة تجاه الراية الوطنية.
للإشارة، فإنّنا تحصلنا على معلومات من مصادر كشفت لجريدة «الشعب»، أنّه قد تم تحديد تاريخ 2 أو 4 أفريل للعودة إلى المنافسة، أي بعد الجمعية العامة العادية لإتحادية كرة اليد التي يترأسها حبيب لعبان المقرر إقامتها يوم 1 أفريل، في انتظار التأكيد على أرض الواقع خاصة بعدما فرضت وزارة الشباب والرياضة الإستمرار في القانون السابق والتغيير سيكون بعد تجديد العهدات الأولمبية، وبما أن أغلب الأندية ترغب في إنهاء الموسم من دون سقوط والتركيز على دورة اللقب فقط، نظرا للمشاكل المالية التي زادت الطينة بلّة.