طباعة هذه الصفحة

مختصون لـ «الشعب «: 

تسريع التلقيح لمحاصرة الفيروس

سهام بوعموشة

شدد مختصون في الصحة، على التقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي لمحاصرة بؤر انتشار الفيروس، خاصة بعد إعلان معهد باستور عن ظهور سلالات جديدة من الفيروس المتحور ببلادنا، مطالبين بتسريع وتيرة التلقيح وتعميمها على كل الفئات لكسر سلسلة انتقال الفيروس.
يرى البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة، أن السلالة المتحورة التي وصلت الجزائر ضعيفة ولا تتحرك كثيرا، فهو يشبه الفيروس القديم التقليدي ولم يسبب مشاكل، مثلما حدث في موطنه لظروف المناخ أو الأرضية الموجود فيها. وبحسبه، فإنه من الصعب التكهن الآن إلا بعد إجراء دراسة للتعرف على سبب عدم توفر هذا الفيروس الذي انتقل إلى الجزائر على نفس قوة وخطورة المتحور الذي كان في أوروبا.
وأضاف، أننا في وضعية لا نعرف فيها المستقبل، لأننا لا ندري ما هو تطور هذا الفيروس، وهل فيه إمكانية لوجود متحور محلي يكون أقوى من المتحور القادم من أوروبا، مشيرا أن الاستقرار الوبائي لا يعني أننا قضينا على الفيروس، خاصة مع شهر رمضان الذي يشهد اكتظاظا في الأسواق وزيارة الأقارب.
في هذا الصدد، شدد خياطي على التقيد بكل الإجراءات الوقائية وعدم الاستهتار، لأن المتواجدين بالخارج يمكنهم نقل عدوى الفيروس لأهلهم، قائلا: «يجب أن يدركوا أن لديهم مسؤولية شخصية تجاه عائلاتهم ومحيطهم».
وبخصوص التلقيح، ألح رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة، على تسريع العملية باغتنام فترة الاستقرار. وبحسبه، فإنه لو تم تلقيح من 5 إلى 10 ملايين نسمة يمكننا وقف زحف الفيروس، مشيرا إلى أن المنظمة العالمية للصحة طالبت الدول الأوروبية بتسريع التطعيم، لأنهم يلقحون ببطء شديد.
واعتبر محدثنا بلوغ المناعة الجماعية بالأمر الإيجابي، معلقا على تصريح خبير أوروبي بالوصول إلى المناعة الجماعية بأوروبا في 14 جويلية، بأنه مجرد نظرية لا يمكن اعتباره صحيحا. وبحسبه، من المحتمل قبل هذا الشهر ظهور سلالة خطيرة تغير منظور الجائحة.
من جانبه أبرز الدكتور محمد ملهاڤ في تصريح لـ»الشعب»، أهمية الاستمرار في نفس الإجراءات الوقائية المتخذة منذ بداية ظهور أول حالة إصابة بكوفيد-19 وزيادة في الحجر، لمحاربة بؤر السلالات المتحورة الجديدة كي لا ينتشر الفيروس ويسبب مشاكل صحية كبيرة على مستوى المستشفيات، مشيرا إلى أنه في حالة انتشار هذه السلالات تصبح المستشفيات متشبعة بالمرضى وغير قادرة على الاستقبال، ولهذا بادرت كل الدول لإجراءات غلق المجال الجوي.
وأكد أن اللقاحات تعتبر لحد الآن فعالة ضد كوفيد-19 والسلالات المتحورة أيضا، داعيا لتسريع عملية التلقيح لتشمل كل الفئات التي يجب أن تلقح، حيث أنه في البداية كانت استراتيجية متبعة من كل الدول بإعطاء الأولوية لتلقيح الفئات الأكثر عرضة للخطورة وهم المسنون، أصحاب الأمراض المزمنة، الجيش الأبيض، الأسلاك الأمنية والمسؤولون، وذلك بحكم عدم توفر اللقاح بالكميات الكافية.
ويرى الخبير البيولوجي، أنه يجب الانتقال إلى وتيرة أخرى وهي تعميم اللقاح وتسريعه، لأنه كلما لقح عدد كبير من المواطنين، كلما تم الحد من انتقال الفيروس، وبالتالي كسر سلسلة انتشاره.
وفي رده عن سؤال حول بلوغ المناعة الجماعية بأوروبا في 14 جويلية، بحسب ما أعلن عنه خبير أوروبي، قال إن أوروبا لديها معطيات صحيحة تستند إليها ويتحكمون في الإحصائيات، كما أن لديهم وتيرة تلقيح متسارعة، على عكس الجزائر، فلحد الآن لا نعلم عدد الملقحين والإصابات، باستثناء الإصابات المؤكدة عن طريق اختبار «بي.سي.آر» المعلن عنها من طرف وزارة الصحة. كما أن هناك أشخاصا لا تحصيهم الوزارة وهم الذين لا يقصدون المستشفيات وآخرون حاملون للفيروس، لكن لا تظهر عليهم الأعراض.