طباعة هذه الصفحة

المختص في المناعة، الدكتور طه خالدي:

مناعة «القطيع» سبب انخفاض الإصابات بكورونا

خالدة. ب

شهدت بلادنا انخفاضا ملحوظا في معدل الإصابات خلال الأيام الماضية، واستقرارا نسبيا في الوضع الوبائي، مقابل ارتفاع قياسي في الإصابات ببعض الدول الشقيقة والأوروبية، ما يشير إلى احتمال اكتساب المناعة الجماعية لدى 50 بالمائة من الأشخاص.
عن انخفاض الإصابات حاليا، يعلق الدكتور المختص في المناعة طه خالدي. في تصريح لـ «الشعب»، أن بعض الدول، على غرار تونس والمغرب، تسجلان ارتفاعا في عدد الإصابات، بينما نسجل انخفاضا محسوسا لأسباب عديدة، يعمل مركز البحث في التكنولوجيا بقسنطينة على دراستها، غير أن الأمر المحتمل ـ بحسبه ـ هو حدوث مناعة «القطيع» لدى الأشخاص.
أوضح الدكتور بخصوص «مناعة القطيع»، أن الفيروسات يمكنها نقل العدوى إيجابيا، هذا ما أكدته إحدى التجارب التي أجريت على الحصبة الألمانية وأثبتت أن الآباء الذين أخضعوا أبناءهم إلى التلقيح اكتسبوا مناعة جماعية، ما يعني أن إصابة 70 بالمائة من الأشخاص بالعدوى يكسب المجتمع مناعة جماعية.
وتقوم استراتيجية المناعة الجماعية - بحسب الدكتور- على فكرة، أنه عند إصابة أكبر عدد ممكن من الأشخاص بكورونا، فإن معظمهم سيتماثلون للشفاء، ومن ثم ستكون لديهم مناعة ضد الفيروس، الأمر الذي سيساعد على تقليل الوباء في النهاية، هذا ما أكدته الدراسة الأخيرة للبروفيسور كمال جنوحات، التي أثبتت -بحسبه - أن 50 بالمائة من الأشخاص الذين أجروا التحليل الجزئي «بي.سي.أر» لم تظهر عندهم الأعراض.
وجاء في الدراسة الأخيرة، أن الأشخاص الآخرين الذين ظهرت عليهم الأعراض وتماثلوا للشفاء واكتسبوا المناعة تستمر سنة بعد الإصابة، ما يعني مرض عدد كبير من الأشخاص أكسب مناعة جماعية، أي أن الفيروس يتعرف عليه الجسم بشكل عادي ويصبح محصنا ضد المرض.
ويرى خالدي، أن جملة من الأسباب أدت إلى هذه المناعة، حيث أن الدراسة التي يقوم بها عدد من الأطباء المختصين، كشفت عن انخفاض كبير في عدد الإصابات المسجلة، مقابل زيادة في الفحوصات اليومية، وأن عددا قليلا من الخاضعين لفحص» بي.سي.ار» تظهر نتائجهم إيجابية، في حين توجد عينة من الأشخاص خضعت للفحص، ولم تعلن عن إصابتها بالفيروس.
ويرجع الدكتور ذلك إلى اتباع بلادنا في بداية الجائحة إجراءات استباقية وقائية تتعلق بإغلاق المطارات والعزل الصحي لسنة كاملة، إلا أنه ومع رفع الإجراءات ازداد عدد الإصابات، قبل أن تنخفض تدريجيا وبشكل ملحوظ، ما يؤشر على حدوث شيء من مناعة القطيع، إلى جانب الوعي والثقافة العلاجية للكثير من الأشخاص الذين يلجأون إلى التداوي بالأعشاب، ساعد على تقوية الجهاز المناعي لديهم.
وأكد المتحدث، أن المعطيات تشير إلى أنهم اكتسبوا مناعة جماعية، خاصة وأن هناك أعدادا هائلة من الإصابات لم يكشف عنها ولم تسجل لدى الوزارة، مما يعني تكوين أجسام مضادة لدى الغالبية وحدوث مناعة كبيرة، إلا أنه يبقى احتمال إلى غاية تأكيده، خاصة وأننا نعيش- يقول المتحدث - طفرات في الفيروس، قد لا تفسر انخفاض أعداد الإصابات باكتسابها.
وبخصوص عملية التلقيح، دعا الدكتور المواطنين إلى القيام بالتلقيح، لتعزيز المناعة الجماعية التي تزيل الفيروس، خاصة وأن التطعيمات المستعملة في الجزائر تتوفر على عامل الأمان والفعالية، لأنها تقليدية مبنية على أساس الفيروس المعطل، الذي يسمح بتوفير درجة أمان عالية جدا.