طباعة هذه الصفحة

المدير العام لـ «كاسنوس» فيصل بن طالب لـ«الشعب»:

الرقمنة لتحسين الخدمـات وتحقيـق الجوارية

سعاد بوعبوش

 التضامن بين المنتسبين والأجيال المقبلة أساس نظام الخدمات

 نحو التكيّف مع التقسيم الإداري الجديد

 شراء سنوات التقاعد مرهون ببلوغ 65 سنة

 اختار الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء «الإدارة الليّنة» والاندماج التدريجي في التطورات التكنولوجية والتحليلات الرقمية لإدارة العمليات وتخفيف الإجراءات والمعاملات الإدارية التي كان يقوم بها، لمواكبة مسعى التحوّل الاقتصادي. ويتيح الصندوق حسب توضيحات المدير العام لـ «كاسنوس» فيصل بن طالب في حوار خصّ به «الشعب»، عدة خدمات ضمن المقاربة الرقمية، تخص التقاعد والتكفل الصحي.

 «الشعب»: الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء أحد آليات المنظومة الوطنية للحماية الاجتماعية، من هي الشرائح المعنية بخدماته؟
 فيصل بن طالب: بداية يجب أن نعلم أن الضمان الاجتماعي منظومة تتميز بسخائها وتمثل مسألة دستورية تترجم طبيعة الدولة الجزائرية الاجتماعية بامتياز وتعني تغطية كل المخاطر المندرجة ضمن النظم الحديثة للضمان الاجتماعي أي الفروع التسعة المحددة ضمن الاتفاقية رقم 102 لمنظمة العمل الدولية ويتعلق الأمر بالتأمين على المرض، التأمين على الأمومة، التأمين على العجز، التأمين على الوفاة، حوادث العمل، الأمراض المهنية، التأمين على البطالة، التقاعد، الأداءات العائلية، وتستهدف المنظومة العامل الأجير وغير الأجير وكذا الفئات الخاصة من الطلبة، الفنانين، البحارين المجاهدين وغيرها، وأصحاب المهن الحرة.
وبالنسبة لـ»الكاسنوس» جاء بعدما قرّرت السلطات العليا للبلاد استقلالية فئة غير الاجراء في إطار مرتكزات منظومة الضمان الاجتماعي التضامن، التوزيع والاستقلالية المالية بحيث قرّرت انشاء صندوق خاص يتكفل بفئة غير الأجراء في 1992، بموجب المرسوم 07 / 92، فهو يتكفّل بالناشطين لحسابهم الخاص غير الاجراء وفق تنظيم خاص، لتأتي فيما بعد إصلاحات 2015، التي تضمنها المرسوم التنفيذي 289 ـ 15 المحدد لمهام وكيفية وشروط الانتساب للصندوق وكل الجوانب المتعلقة بالتكفل بالعامل غير الأجير، والذي يدخل في إطار كل من فئة التجار كأشخاص طبيعيين أو معنويين كالشركات، أصحاب المهن أو الوظائف الحرة ذات التنظيم المحدّد والمعتمدة كالمحامين، الأطباء، المهندسين المعمارين الموثقين، الفلاحين وأخيرا الحرفين بعد توقيع اتفاقية مع الغرفة الوطنية للحرفيين والصناعات التقليدية.
وحاليا الصندوق يغطي كل المخاطر المرتبطة بالمرض، العجز التقاعد، رأس مال الوفاة.

مليون و800 منتـــسب و58 وكالة ولائيـة و150 شبــاك جـواري

هل يغطي الصندوق كامل التراب الوطني خاصة مع التقسيم الإداري الجديد، كم عدد وكالاته ومشتركيه؟ ما هي مصادر تمويله؟
 نغطي حاليا 48 ولاية، وبعد التقسيم الإداري الأخير الذي رفع عدد الولايات إلى 58 ولاية، سيجتمع مجلس الادارة منتصف شهر رمضان لتعديل القرار المتعلق بتنظيم الصندوق وبعد موافقة الوزارة الوصية عليه سيدخل حيز التنفيذ مباشرة بهدف ضمان التغطية التامة، علما أنه ولحسن الحظ لدينا شبابيك، بحيث سيكون العمل فقط يتعلق بتثبيت وترسيم التنظيم من الجانب التشريعي، لأنه عمليا الصندوق متواجد في كل الولايات بما فيها الجديدة.
وبلغة الأرقام لدينا 49 وكالة ولائية، 150 شباك جواري، 20 فرعا ولائيا، في حين وصل عدد المنتسبين إلى مليون و800 منتسب، ونعمل بصفة دورية على تعزيز العمل التحسيسي والتوعية وتذكيرهم بإلزامية الانتساب وعدم الغفلة عن دفع اشتراكاتهم امتثالا لأحكام القانون 83 - 14 والمرسوم التنفيذي 289 - 15.
وبخصوص مصادر التمويل فالصندوق يعتمد على الاشتراكات التي يقدّمها المنتسبون للصندوق بهدف الاستفادة من أداءات التغطية الاجتماعية، بحيث يدفع المنتسب 15 بالمائة من مدخوله هذه النسبة تقسّم إلى نصفين أي 7.5 بالمائة تذهب للتقاعد، و7.5 بالمائة الباقية مخصّصة للتأمينات الاجتماعية هذه الأخيرة يتمّ العمل فيها بمبدأ التضامن مع الآخرين، ومن ثمّ فمسألة المحافظة على التوازنات المالية أمر غير مطروح لأن الأصل هو الحفاظ على التوازنات من خلال توجيه الاستفادة من الأداءات للمشتركين فقط.

«ضمانكم» منصة رقميــة بكـل الخدمــات الإلكترونيـة

 في إطار عصرنة منظومة الضمان الاجتماعي، واكب «كاسنوس» مختلف الإصلاحات آخرها رقمنة الخدمات ما جديد الصندوق في هذا الخصوص؟
  يجب أن نعلم أن الرقمنة بالإضافة إلى كونها مظهر من مظاهر التحضر، فهي ذات جدوى اقتصادية اجتماعية وصحية فرضها التحوّل الاقتصادي، لهذا فتركيز الدولة الجزائرية على هذا القرار وصبّ جهودها من أجل تجسيد هذا المسعى، لم يأت اعتباطا بل جاء لمواكبة التحوّلات العميقة على كل المستويات، وهو ما لا يحتمل التماطل ولا التعقيد ولا المحاباة ولا تضييع الوقت في التنقل بين الإدارات للحصول على أبسط الخدمات المكفولة قانونا، ولهذا فالهدف الأول هو تقريب الإدارة من المواطن.
في المقابل الرقمنة لها أهداف بعيدة المدى ومتعدّدة وتمسّ كل القطاعات سواء المنظومة الاقتصادية الصحية أو الاجتماعية، فهي باعتبارها مرادف للشفافية تساهم في محاربة كل أشكال الغش، إلغاء المعاملات الورقية، تخفيف التكاليف، تمكن من القراءات لمختلف البيانات والمعطيات في الوقت الحقيقي بحيث تكون لدى المسؤولين والقائمين على تسيير المرافق العامة رؤية واضحة عما يجري، كما تسمح بالمشاركة في اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، ما يؤدي إلى استفادة المواطن مباشرة من تحسين أداء المؤسسات والإدارات، وتجنب الكثير من مشاهد الطوابير ونقل العدوى، وتحقيق الأريحية للمواطن في مختلف الخدمات الإدارية التي يحتاجها.
في هذا الاطار يقدم الصندوق 24 خدمة إلكترونية موجهة للمنتسبين وغير المنتسبين وعموم المواطنين، بحيث تسير الخدمات من خلال استراتيجية ترتكز أساسا على محاور ترتبط بتأهيل الموار البشرية من خلال التكوين، تطوير البنية التحتية للأنظمة المعلوماتية وتبسيط الإجراءات الإدارية، وقد تمّ وضع بوابة أو منصة رقمية بكل الخدمات الالكترونية damancom.casnos «ضمانكم».
فمثلا بالنسبة لغير المنتسب يمكنه طلب الانتساب عن بعد، كما يوجد الانتساب التلقائي الذي يكون مباشرة بعد التسجيل في السجل التجاري، وذلك تطبيقا لاتفاقية مبرمة بين الصندوق والسجل التجاري الذيٍ يكون بموجبها التاجر بمجرد حصوله على السجل مصرّح به لدى هيئتنا.
وبالنسبة للمنتسب يمكنه الاطلاع على مختلف المعلومات الإدارية الخاصة به، التصريح بوعاء الاشتراك، التصريح بنشاطه، نسبة التعويضات الطبية، منحة العجز طلب مستندات وتحيين الملف، الدفع الالكتروني عن طريق عن طريق البطاقة البنكية بـ»cib» والذهبية.
في هذا السياق، هناك تعامل مع مجتمع النقد الآلي الذي طوّر مجموعة من الحلول والتسهيلات والخدمات ونفس الامر بالنسبة لبريد الجزائر لتشجيع الدفع عند بعد أيضا يعرض خدمات كلها تندرج في إطار التشجيع على الدفع عن بعد في مجال الخدمات الالكترونية، التعويضات الطبية، العجز، التحيين.
التقاعد عن بعد خدمة هي الآخر جاري تعميمها على المستوى الوطني بعد أن تمّ اختيار ولاية البليدة كنموذج من أجل المعالجة الالكترونية.
المحاكاة فضاء مفتوح لكل المواطنين للاطلاع على كيفية حساب مبلغ الاشتراك، معاش التقاعد، منحة العجز.
وبالنسبة للشباك المتنقل إلى مناطق الظل فبفضل الرقمنة أصبح اليوم  بإمكان المنتسبين المعاينة الالكترونية لخروجه متاحة والاطلاع على برنامجه المسطر لمدة شهر، ويركز الشباك المتنقل على تقديم خدمات الصندوق والتكفل باحتياجات المواطنين غير الأجراء ويعمل كذلك على التحسيس والتوعية والإجابة على مختلف كل التساؤلات المتعلقة بـ «الكاسنوس» مستثمرا في العلاقة الإنسانية التي تربط هذا الأخير بالجمهور، بحيث تكون الجوارية هي صورة الصندوق كما تمّ وضع رابط guichet.casnos.dz من أجل هذه المعاينة والمتابعة له عن بعد.
في المقابل حتى المساعدة الاجتماعية الموجودة على مستوى كل الوكالات عبر التراب الوطني تنتقل إلى المشتركين الذين يتعذّر عليهم التنقل إلى الوكالة أو الفروع الولائية والقيام بالإجراءات الإدارية كالكبار السن، ذوي الاحتياجات الخاصة، الفئات الهشة، تقوم هي بطلب كل هذه الخدمات عن بعد في مكانهم.

مليون و234 بطاقة شفاء 9343 صيدلية متعاقدة وخدمات صحية أخرى

ماهي الإنجازات المحقّقة لحدّ الآن خاصة بعد الاصلاحات التي عرفها قطاع الضمان الاجتماعي، وماهي الأداءات التي يقدّمها الصندوق؟
 الإنجازات المحققة جاءت نتيجة النجاح في اقناع شرائح كبيرة من الانتساب للصندوق انطلاقا من الحد الأدنى الى أعلى حدّ حسب مدخول المشترك، للاستفادة من التغطية الاجتماعية خاصة ما تعلّق بالخدمات الصحية.
وتمّ في هذا الإطار منح مليون 234 بطاقة، والتعاقد مع 9343 صيدلية، 26 عيادة خاصة مختصة في أمراض القلب على المستوى الوطني،61 عيادة مختصة في التوليد، 188 عيادة للتصفية الدم بفضل التعاقد مع المراكز الخاصة الجوارية.
ويأتي هذا التعاقد تدعيما للخدمات المقدمة في مجال تصفية الدم للهياكل العمومية للصحة، الذي ساهم بصفة كبيرة في تقريب عملية التصفية من المرضى المصابين بقصور كلوي المجبرين على القيام بثلاث حصص من 3 إلى 4 ساعات في الأسبوع.
وبالنسبة لبطاقة الشفاء يمكن أن يستفيد منها المؤمن له أو المنتسب وذوي الحقوق من أصول وفروع إلى الدرجة الرابعة طبقا للمادة 67 من القانون 80-11، هذه النقطة بالذات الكثير من الناس يجهلها، بحيث يمكن لوالدي المنتسب أن يدخلوا في هذه الخدمة بما فيها والدي زوجته أيضا وهذا من بين مزايا وسخاء نظام الضمان الاجتماعي بالجزائر بهدف تغطية وتأمين أكبر شريحة من المجتمع اجتماعيا.
كما يوفر الصندوق خدمات أخرى كالنقل الصحي، العلاجات الحرارية بناء على توجيه الطبيب والمسقفة بـ 21 يوما، التكفل بمصاريف العمليات الجراحية خاصة القلب، فمثلا نحن نوقّع يوميا طلبات تتراوح ما بين 12 إلى 20 تكفلا بمرضى القلب، وهذا لأن نظام الخدمات مبني على التضامن بين المنتسبين والاجيال هي إحدى هذه المزايا كرّسها التشريع لمنظومة الضمان الاجتماعي بالجزائر.

250 ألف رسائل نصية باللغتين لتنبيه الغافلين من المنتسبين

 كيف يمكن تبليغ المنتسبين في حال غفلة المشتركين؟
 باعتبار أن من مهام الصندوق دفع الأداءات وتوفير الحماية الاجتماعية للمنتسبين إليه، فإنه في حال غفلة المشتركين يتمّ تبليغهم من خلال الرسائل النصية عبر الهاتف النقّال وباللغتين العربية والفرنسية، وهذا الالتزام في منظومة الضمان الاجتماعي واضح ويخضع للقانون.
ويقوم الصندوق بإرسال الرسائل النصية أربع مرات وذلك لدى الطلب والتسجيل مع رقم الملف، تصفية الملف، الدفع، وخلال الثلاثي الأول من سنة 2021 تمّ ارسال 250 ألف رسالة نصية باللغتين.

 هل يمكن شراء السنوات من أجل التقاعد على مستوى الصندوق؟
 بالطبع شراء السنوات من أجل التقاعد خدمة متاحة لمنتسبي «الكاسنوس»، بحيث يمكن للمشترك في حال استيفائه لشروط التقاعد أن يشتري عدد السنوات التي تنقصه بشرط أن لا يتجاوز عددها 5 سنوات، بحيث يمكن شرائها عند بلوغه لسن 65 سنة، تطبيقا للمادة 13 من المرسوم 289 - 15.