طباعة هذه الصفحة

أستاذ علم الاجتماع حسين تومي:

لم يعد هناك تهافت على تخزين المواد الاستهلاكية

حياة - ك

 طريقة تناول وسائل الإعلام ساهمت في ارتفاع الأسعار

 تعرف سلوكيات الجزائريين خلال الشهر الكريم تغيرا ملحوظا مقارنة برمضان العام الماضي، حيث أصبحت تقترب من العادي بفعل الاستقرار النسبي في الوضع الوبائي، حسب ما يراه الأستاذ المختص في علم الاجتماع حسين تومي.
بدأ الجزائريون يتكيّفون مع الوضع الجديد لذي فرضه  «كوفيدـ19»، هكذا يعتقد الأستاذ تومي، حسب المقارنة التي أجراها بين سلوكيات الأفراد شهر رمضان الماضي والشهر الكريم لهذا العام، ولاحظ تغييرا ملحوظا طرأ على سلوكيات الجزائريين على الأقل فيما يخص هذه المناسبة الدينية.
وقال في تصريح لـ «الشعب»، إن رمضان 2020 كان صعبا اجتماعيا، إذ أن الحجر الصحي ومنع صلاة التراويح، قيّد العلاقات الاجتماعية، لا زيارات متبادلة ولا سهرات، الجميع مجبر على المكوث في البيت، لأن الوضع الصحي كان صعبا جدا، وكان لا بد من تفادي كل ما يساهم في نشر الفيروس الذي كان في ذروته من حيث العدوى وعدد الوفيات.
لاحظ المتحدث كذلك أنّ رمضان العام الماضي، كان هناك تهافت كبير على تخزين المواد الغذائية مخافة نفادها من الأسواق والمحلات، بدافع الريبة من المستقبل، هذا السلوك لم يسجل في هذا الشهر الكريم، لأن الآلة الإنتاجية قد عادت للنشاط من جديد، والوفرة في المنتجات أغنت الجزائريين عن التهافت والاقتناء غير المعقول للسلع والبضائع وتخزينها في البيت.
أشار تومي إلى أن من تداعيات الوضع الصحي الذي فرضه فيروس كورونا، توقف الآلة الإنتاجية، فتوقف الكثير من الجزائريين عن العمل ودخلوا في بطالة جبرية، خاصة العمال اليوميين كالحرفيين...هذا ما أجبر الجميع -  حسبه - على التكيف والتقشف بعد أن قلت مداخيل الأسر (نتيجة تسريح الآلاف من العمال).
وأضاف في هذا الصدد، أن التكيف مع الوضع فرض التقشف وبالتالي أصبح الجزائريون يتسمون بسلوك استهلاكي «عقلاني»، لم يعد هناك تهافت على تخزين المواد الاستهلاكية، وبالتالي أصبح كل واحد يتصرف وفق جيبه، وبالمقابل يسجل جشع من قبل التجار، الذي يعتبره سلوكا مرفوضا، يحاولون تبريره بان السلع غالية في أسواق الجملة وغيرها، وقد تكون في الواقع محاولة لاسترجاع ما خسروه طيلة الحجر الصحي الذي فرض التوقف أو التقليل من النشاط التجاري.
وانتقد تومي في هذا السياق وسائل الإعلام المرئية الثقيلة، التي دفعت ـ حسبه ـ من خلال تغطيتها وتركيزها على موضوع السلع والتخزين، إلى التهافت بدون أن تشعر، مساهمة بذلك في تعميق المشكلة أكثر.
وفيما يتعلق بسلوكيات الجزائريين تجاه فيروس كورونا، يعتقد الأستاذ تومي، أنه سيكون هناك تسيّب أكثر بعد فتح مجال النقل، ويلاحظ ـ كما قال ـ عدم احترام التدابير الصحية للوقاية من الوباء في الأماكن العمومية والفضاءات التي يرتقي فيها عدد كبير من الأشخاص، وبذلك تقترب هذه السلوكيات إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.