طباعة هذه الصفحة

رئيس الجمعية الوطنية للبيئة والمواطنة لـ «الشعب»:

اعتماد السلامة البيئية في استيراد السيارات خطوة إيجابية

حياة.ك

يمثل قرار رئيس الجمهورية الأخذ بمعايير السلامة البيئية والتقليص إلى حد أدنى من استيراد سيارات «ديزل»، الذي أعلن عنه في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، خطوة كبيرة لصالح البيئة، وصحة المواطن، بحسب ما يرى سفيان عفان رئيس الجمعية الوطنية للبيئة والمواطنة.
ثمّن عفان في تصريح لـ»الشعب» مشروع مرسوم تنفيذي يتضمن تعديل المرسوم التنفيذي الذي يحدد شروط وكيفيات ممارسة نشاط وكلاء المركبات الجديدة، عموما وفي شقه المتعلق البيئة، إذ ألح الرئيس على ضرورة أخذ بعين الاعتبار معايير السلامة البيئية ومقتضيات تموين السوق الوطني بالوقود لترشيد استيراد المركبات الجديدة .
يكتسب القرار أهمية، بحسب المتحدث، لأن انبعاث الوقود مازال له تأثير سلبي وخطير على البيئة، إذ يساهم بشكل كبير في تلويث الجو، واستبداله بوقود أكثر حفاظا على نقاء المحيط والمتمثل في «سير غاز»، الذي يؤدي استعماله الى اقتصاد في المال «الأرخس من حيث السعر» والأحسن للحفاظ على نقاوة الجو» .
كما يرى عفان، أن استعمال الطاقات المتجددة بدل هذا الوقود، على غرار الكهرباء، أمر ضروري وهو يثمن تخصيص حصة قدرها 15٪ من مجمل السيارات المستوردة للمركبات الكهربائية، مقابل التقليص لأدنى حد من استيراد سيارات الديزل.
ذكر المتحدث، أن السيارات بجانب أجهزة التدفئة المنزلية أصبحت السبب الرئيسي في تشكل الضباب الدخاني في المدن، الذي بات أمرا مزمناً في العواصم الأسيوية الكبرى.
ويضيف، أنه وفقاً للوكالة الفرنسية للسلامة الصحية البيئية (AFSSE)، فإن الانبعاثات الناجمة عن السيارات مسؤولة عما يناهز ثلث تلوث الهواء، وستكون مسؤولة عن وفاة 6500 إلى 9500 شخص كل عام في فرنسا. ويعزى عدد الوفيات إلى الجسيمات الدقيقة في عام 2002.
وذكر في سياق متصل، ان هناك ثلاثة ملوثات هواء (ثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، الأوزون، الجسيمات المعلقة)، كانت مرتبطة -إلى حد كبير- بارتفاع معدل الوفيات بفرنسا .
ووفقاً لدراسة التلوث، فإن 4,9٪ إلى 11٪ من الوفيات في الفئة العمرية (بين 60 إلى 69 سنة) هي بسبب الجسيمات المعلقة في الجو الذي يسببها انبعاثات الديزل. ولذا، فإن الظاهرة يتم التقليل من شأنها عند عرضها بهذه الطريقة، لأن النسب المئوية (بين 5% إلى 10% وفقاً للفئات العمرية)، ستكون متصلة بالعدد الإجمالي للوفيات.
وبالإضافة للتأثيرات المباشرة، مثل دهس الحيوانات بالسيارة، فلوسائل النقل الآلي تأثيرات غير مباشرة على البيئة (بواسطة الطرق وتجزؤ المناظر الطبيعية والتلوث بما في ذلك التلوث الضوئي والملوثات الناجمة عن احتراق المركبات أو بعض حوادث الطرق).
كما أن لبعض ملوثات الهواء - يضيف - تأثير على صحة الإنسان، ليس في الجزائر وإنما في بقية الدول، وذلك بصورة دائمة، بما في ذلك المئات من ضحايا التسمم بالرصاص المزمن (خاصة الأطفال 14، 15 و16 سنة) أو الأشخاص الذين يعانون من عواقب التسمم بالرصاص في مرحلة الطفولة في البلدان والمناطق التي لا يحظر فيها إضافة الرصاص في وقود السيارات أو لم تحظره إلا مؤخرا.