طباعة هذه الصفحة

مسجد الموحدين بالبيض

بني تحت الأرض قبل أكثر من 90 سنة

البيض: نور الدين بن الشيخ

مسجد الموحدين بمنطقة الرقاصة حوالي 50 كلم شمال غرب ولاية البيض، مسجد بني بالكامل تحت الأرض في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث يقع المسجد تحت عمق 40 م من الأرض، تقام فيه الصلوات ويدرس فيه القرآن.
يقول الدكتور في علم الاجتماع، بوشيخي محمد، لـ «الشعب»: ‘’قصة بناء المسجد تعود إلى سنة 1930 حين قرّر الشيخ محمد بن بحوص، بناء مسجد ومدرسة لتعليم القرآن واللغة العربية بمنطقة الرقاصة، بعد أن منعت فرنسا تدريسها بالزوايا والكتاتيب، وضيقت على السكان بغرض طمس الهوية الوطنية العربية الإسلامية، وخوفا من بطش فرنسا وملاحقة أعينها قرّر الشيخ أن يحفر مسجده تحت الأرض، فاختار له منطقة الموحدين البعيدة عن المراقبة والقريبة من السكان’’.
الشيخ وحسب ذات المصدر، انطلق في حفر المسجد بطريقة ذكية حيث حفر نفقا تحت الأرض وبدأ في توسعته على مساحة تقارب 200 متر مربع، مستخدما في ذلك بعض الأدوات البسيطة التي كانت متوفرة وقتها، كالقادوم والفأس، وتشير المصادر والروايات بالمنطقة، إلى أنه كان يستخدم بعض مريديه وطلبته ممّن يثق فيهم في أعمال الحفر والتوسعة رغم مشقتها.
تضاربت الآراء حول المدة التي استغرقها الشيخ في الحفر، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أنها فاقت العشر سنوات حيث أتم حفر المسجد بكامله، وحفر بئرا بداخله للوضوء، كما قسمه إلى غرف جعل بعضها للطهي وأخرى للنوم وأخرى للتدريس.
وظل المسجد يدرّس ويعلّم وينشر اللغة العربية وتعاليم الإسلام لفترة من الزمن، وقد تخرّج منه في الثلاث سنوات الأولى حسب الروايات التي يرويها حفدة الشيخ بالمنطقة أكثر من 300 حافظ لكتاب الله التحقوا لاحقا بصفوف ثورة التحرير المجيدة.
المسجد وبعد سنوات من النشاط تفطّنت له فرنسا وأعينها بالمنطقة بعد أن تسرّبت معلومات عنه، وبعد أن بدأت الحركة تدب بالمنطقة المهجورة التي أحياها القرآن الكريم، فقامت باعتقال الشيخ وطلبته وأغلق المسجد إلى غاية إعادة فتحه بعد الاستقلال ليتحوّل إلى مزار إسلامي وتاريخي، وشاهد على محطة من محطات مقاومة سكان المنطقة وأولاد سيدي الشيخ.