طباعة هذه الصفحة

قالوا إنّ واقعهم أصبح لا يطاق

سكـان حـي اعـومــاد بغردايــة ينتظـرون الفـرج

غرداية: ع - ع

يشتكي سكان حي اعوماد بقصر ملكية في غرداية من نقائص عديدة نغّصت عليهم حياتهم اليومية، هذا الحي الذي تأسّس سنة 1997، ويعد أول تجربة لصيغة السكن التساهمي، ويتكون من 445 مستفيد والذي لا يبعد عن مقر البلدية والولاية سوى أمتار قليلة.
سكان الحي قالوا لـ «الشعب»، إنّ واقعهم المعيشي صار لا يطاق بسبب النقائص المسّجلة على غرار عدم ربط الحي بشبكة الصرف الصحي الرئيسية، والعزلة نتيجة غياب التهيئة وتزفيت شبكة الطرق. وأبرز ممثل الحي مصطفى شعلان «أن معاناتهم تفاقمت منذ توقف الأشغال به سنة 2003، رغم صب حوالي 154 إعانة مالية بقيمة 250.000 دج لكل مستفيد من الصندوق الوطني للسكن»، لكن هذه الاعانات حسب ذات المتحدث ذهبت جلها لغير مستحقيها، وقد طالب هؤلاء عدة مرات بفتح تحقيق معمق في الموضوع، ولكن لا أحد استجاب.
وأكدوا أنّه بالرغم من أن التجمّع يحصي 445 مستفيد، وبعد 25 سنة من تأسيس الحي لم يشهد ولو مرة واحدة عملية تهيئة أو تزفيت لطرقاته، التي هي عبارة عن طرقات ترابية وأحجار ومخلفات الأنقاض، مشيرين إلى معضلة أخرى وهي عدم ربط الحي بالقناة الرئيسية للصرف الصحي، حيث أوضح مرافقنا إلى الحي «أن الخطر الذي يتربص بسكان الحي خصوصا في فصل الصيف هو انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة والناموس وخروج الجرذان والأفاعي، وهو ما يشكّل خطرا حقيقيا، خاصة على الاطفال الذين يلعبون في الحي.
كما اشتكى السكان من عدم استغلال أهم المراكز الحيوية التي يحتاجها المواطن في يومياته، والمتمثلة في قاعة للعلاج، فرع بلدي ومركز بريدي رغم وجودها كهياكل لكنها غير مستغلة ولم تفتح أبوابها للمواطن لأسباب مجهولة حسب السيد مصطفى شعلان، وهذا ما يثير قلق هؤلاء السكان البسطاء الذين رفعوا مطالبهم عدة مرات للجهات المعنية محليا، بضرورة الالتفات إليهم وتهيئة الحي لكن تبقى معاناتهم متواصلة بدون رد منذ سنين.
ويضيف أحد السكان من أبناء الحي، بكثير من الحسرة بأن معاناة المتمدرسين من عدم توفر متوسطة وثانوية وهذا ما يجعلهم يضطرون لتحمل مشقة التنقل مشيا على أرجلهم لمسافات طويلة إلى مؤسسات متواجدة على مستوى بلديتي غرداية وبنورة، في ظل غياب وسائل النقل المدرسي والتي إن توفرت فهي غير كافية حسب تصريحاتهم، مشيرين إلى أن حي اعوماد يقع في قصر مليكة الذي سيشهد عن قريب 1000 ألف عام على تأسيسه، وهذا القصر العريق مصنف ضمن التراث الوطني والعالمي، كما أنه يشتهر بأكبر معركة في الصحراء وهي معركة مليكة التي وقعت في 06 أكتوبر 1961، وفقد فيها المجاهد أحمد طالبي، لكن يضيف مصطفى بحسرة أنه ورغم أن الحي على مقربة بأمتار قليلة من مقر بلدية وولاية غرداية، ما يزال ينتظر التفاتة جدية من طرف الولاة ورؤساء دوائر وبلديات غرداية المتعاقبين منذ سنوات.
أثناء جولتنا في الحي التقينا بشيخ تجاوز الـ 70 سنة، حيث عبر عن سخطه للحالة المزرية التي يعيشها، وناشد الجهات الوصية بالتحرّك لإنقاذهم من هذه المعاناة القاسية التي طال أمدها خاصة ونحن في غمرة شهر كريم بوابة الرحمة والتضامن مع العائلات المتضرّرة في مثل هذه المناطق التي يولي لها رئيس الجمهورية كل اهتمامه.