طباعة هذه الصفحة

مصلحة الطب النّووي بتلمسان تدق ناقوس الخطر:

توقّف التّموين باليود المشع يضاعف معاناة مرضى السرطان

براهمية مسعودة

دقّت مصلحة الطب النووي، التابعة للمستشفى الجامعي تيجاني دمرجي - تلمسان - ناقوس الخطر، جراء توقف التموين بمادة اليود المشع، المخصّصة للاستعمال الطبي، وذلك منذ بداية شهر أكتوبر المنصرم، مع تسجيل تذبذبات في التموين طيلة فترة تفشّي كورونا.
كشفت مصادر طبية عن  تواجد أكثر من 2500 مريض بسرطان الغدة الدرقية في قائمة الانتظار، تتطلّب حالتهم الصحية العلاج باليود المشع، المستخدم بشكل رئيسي في علاج أورام الغدة الدرقية، علاوة على الخلل الوظيفي لنشاط الغدة الدرقية، وكذلك مرض جريفز، الذي يؤدي في الغالب إلى ضخامة الغدة الدرقية.
واستنادا إلى التوضيحات المقدّمة لـ «الشعب»، فإنّ هذه الإحصائيات، المقيّدة بمصلحة الطب النووي بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية تيجاني دمرجي، تمتد إلى غاية 22 أفريل الجاري، وأغلب هؤلاء المرضى ينتظرون دورهم منذ سنتين إلى أكثر من ثلاث سنوات، فيما أن المدة المحددة علميا للعلاج باليود المشع، تكون تقريبا في الأسبوع 3 أو 4 بعد العملية الجراحية المبكرة لاستئصال الغدة الدرقية، بهدف الحصول على معدلات شفاء عالية.

الشّفاء ممكن باليود المشع

تعتبر هذه المصلحة للعلاج باليود المشع، الثانية في الجزائر، بعد مستشفى مصطفى باشا بالجزائر العاصمة، يقصدها يوميا أكثر من 400 مريض من مختلف جهات الوطن، فيما تستقبل حاليا زهاء 200 مريض بسبب الإجراءات الخاصة بفيروس كرونا، وذلك بمعدل 2 إلى 5 مرضى جدد يوميا، وفق ما أشير إليه.
وكشفت طبيبة مختصة بالمصلحة، لم تذكر اسمها، أنّ العلاج باليود المشع، المعطى للمرضى المختارين في فترة ما بعد الجراحة الصحيحة، يرفع مستوى الشفاء بين أكثر من 95 ٪ من المرضى، وذلك من خلال دفع الأجزاء المريضة إلى التراجع، مع حماية الأجزاء السليمة.

 متى يتم تسليم مركز تلمسان؟

اشتكت الطبيبة ذاتها، ضعف التجهيزات والظروف الكفيلة بضمان التكفل الأمثل بفئة مرضى سرطان الغدة الدرقية بهذه المصلحة، ناهيك عن ضعف طاقة استيعابها، والتي لا تتعدى 10 مرضى في الأسبوع عبر ثمانية غرف مخصصة لليود المشع؛ بحيث يمكث المريض بعد أخذ جرعة من هذه المادة في عزلة تامة داخل الغرفة لعدة أيام، حسب الجرعة التي تم إعطاؤها، وذلك حتى لا يتعرض الآخرون لخطر الإشعاع.
من جانب آخر، شدّدت محدثتنا على ضرورة تسليم مصلحة الطب النووي المتخصصة بالمركز الجديد لمكافحة داء السرطان لمدينة تلمسان، والتي انتهت الأشغال على مستواها منذ نحو 5 سنوات كاملة، مطالبة بتهيئتها وتجهيزها، وفق المعايير الدولية المطبقة في العلاج باليود المشع، ولاسيما في مجال الوقاية من الإشعاعات.
وقد وقفت «الشعب» خلال زيارة ميدانية لمصلحة الطب النووي بالمستشفى الجامعي تيجاني دمرجي على  الخدمات النوعية الرفيعة التي يوفرها طاقم طبي وشبه طبي محترف، ومدرب تدريبا عاليا في التعامل مع المرضى والسهر على راحتهم.
وبالمقابل، يزاولون مهامهم في  ظروف غير مواتية، لاسيما وأن المصلحة تتكفل بالكشف على أنواع السرطانات الأخرى، وتضم جناحين منفصلين، أحدهما للتحليل والفحوصات، وآخر للكشف الإشعاعي والاستشفاء من سرطان الغدة، ما يتطلب الإسراع في تسليم المصلحة الجديدة لتخفيف الضغط على القديمة، وتحقيق التميز.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ اليود المشع، التي تستخدم طبيا في علاج مرضى السرطان، تعتبر من المواد الحيوية باهظة الثمن، وتكلف الجرعة الواحدة، المرضى، ملايين الدينارات في المستشفيات الخاصة.