طباعة هذه الصفحة

أخصائيون يشددون على البروتوكول الصحي

تنامــي المخاوف بعــــد تسلل المتحور الهندي

خالدة بن تركي

 السلالة الجديدة تنقل المرض لأكثر من 5 أشخاص في آنٍ واحد

تطوّر الوضع الوبائي في الجزائر بشكل مقلق، خاصة بعد الإعلان عن إصابة 6 أشخاص بالسلالة الهندية المتحورة من فيروس كورونا، التي أحدثت ردود أفعال قوية من المختصين في مجال الصحة، الذين حذروا من اختراق الحاجز الصحي على مستوى الحدود.
ارتباك واضح أحدثته النسخة المتحورة الهندية لفيروس كورونا، الأمر الذي دفع بعض الأطباء إلى المطالبة، عبر صفحاتهم الخاصة، بتشديد الرقابة أكثر على الحدود، التي يراها بعض الأخصائيين أنها مصدرا حقيقيا لنقل العدوى، بدليل أن الحالة الأولى من الفيروس الكلاسيكي كانت مستوردة.
استغرب الدكتور عيادة عبد الحفيظ، المختص في الصحة العمومية، في حديثه لـ»الشعب»، ظهور السلالة الهندية في الجزائر وأسباب تسللها إلى بلادنا، في وقت ما يزال النقل الجوي مغلقا، داعيا المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، خاصة بالمناطق التي سجلت حالات عدوى للسلالات المتحورة المعروفة بالنسخة البريطانية والهندية.
يعتبر المتحور الهندي الذي لا تختلف أعراضه عن باقي السلالات المتحورة الأخرى -بحسب الطبيب -، أكثر شراسة وسرعة في نقل العدوى، مشددا على أنه يمكن لشخص واحد أن ينقل المرض في وقت واحد إلى 5 أو 6 أشخاص، لافتا إلى أن السلالة المتحورة البريطانية تكمن خطورتها في سرعة الانتشار وليس الشراسة،عكس الهندية التي أحدثت الكارثة في الهند.
وذكر الدكتور عيادة عبد الحفيظ، أن السلالة الجديدة لها سرعة انتقال كبيرة للجهاز التنفسي وليس لها أعراض ثابتة تحدد أصابة أي شخص بها، مشيرا إلى أن المواطنين مطالبون باتخاذ كافة الإجراءات الصحية وتدابير البروتوكول الصحي لمنع نقل عدوى الفيروسات المتحورة.
وبخصوص السلالة الجديدة، قال الدكتور عيادة، إن المعلومات حولها غير كافية، ماعدا أنها ظهرت لأول مرة في شهر أكتوبر الماضي، وتحديدا فى ولاية «مهاراشترا» غرب الهند، وكانت ظهرت في نحو 200 عينة في بادئ الأمر ولم يتم التعرف عليها، لتنتشر بعدها بسرعة البرق وتحدث الكارثة في بلدها.
وأكد في سياق موصول، أن أعراض المتحور تختلف، حيث تجرى العديد من الدراسات لفحص خصائص السلالة الهندية الجديدة، والتي تبين أنها تتطابق إلى حد كبير مع سلالة جنوب إفريقيا والبرازيلية، وتكمن خطورتها في أنها تمثل تحورا جديدا للفيروس، وبالتالي يصعب على الجهاز المناعي التعرف عليها وإنتاج أجسام مضادة لمقاومتها.
وبشأن خطورة السلالات الجديدة التي ظهرت في الجزائر، أفاد الدكتور أن البريطانية والنيجيرية تكمن في سرعة انتشارهما، عكس الهندية فخطورتها في شراستها، لأنها تقع في جزء مهم داخل البروتين الشائك للفيروس الذي يخترق الجهاز المناعي ويصعب التعرف عليه لمهاجمته.
قال الطبيب، إن المتحور الهندي المتسلل إلى الجزائر يعتبر أكثر شراسة وأوسع انتشارا من سابقيه من السلالات البريطانية والنيجيرية وحتى من الكلاسيكي، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تقي من الإصابة بالفيروس، في انتظار الوصول إلى المناعة الجماعية عن طريق التلقيح.
وبخصوص القادمين عبر رحلات الشركات الأجنبية ومدى نقلهم لعدوى الفيروسات المتحورة، أكد الدكتور عيادة عبد الحفيظ، ضرورة إخضاعهم إلى الفحص وتركهم تحت الحجر لمدة أسبوع، مع إعادة التحليل مرة ثانية للتأكد من سلبيته، ومن ثم السماح لهم بالمرور بشكل عادي.
ويؤدي التحقيق الوبائي مع الحالات القادمة من الخارج دورا مهمّا، في إثبات تنقل النسخة المتحورة الهندية إلى أشخاص آخرين، ماعدا التي أعلن عنها معهد باستور وهذا لمحاصرة الفيروس ومنع زحفه أكثر، مشيرا إلى ضرورة التوصل إلى دلائل تثبت انتشار العدوى لمواجه المتحورة.
الوضع مع السلالات الجديدة- بحسب الطبيب - لم يصل إلى هذه الخطورة، غير أن التقيد بالتدابير الوقائية والبروتوكول الصحي أصبح ضروريا لمنع نقل العدوى بين الأشخاص، خاصة وأن هذه الأخيرة تمتاز بسرعة انتشار كبيرة، خلافا لكورونا الكلاسيكي، محذرا من إمكانية ارتفاع الإصابات في حال لم تتخذ تدابير أكثر صرامة في التعامل مع الفيروس المتحورة.