طباعة هذه الصفحة

الدكتور الياس أخاموك:

الجــزائر أمام خطر موجـة ثالثــة

حاورته: حياة كبياش

 المستشفيات تعود إلى حالة التّأهّب

عادت المستشفيات إلى حالة التأهب من جديد بعد ارتفاع منحنى الإصابات بفيروس كورونا، ويتوقع الدكتور الياس أخاموك عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، أن تتطوّر السلالة محليا، منتقدا في هذا الحوار الذي خص به «الشعب ويكاند» سير عملية التلقيح التي تسجل تباطؤا منذ الصائفة الماضية.
-  الشعب ويكاند: تجاوزت عدد الإصابات بفيروس كورونا في بلادنا عتبة الـ 200 إصابة يوميا، والرقم مرشح للارتفاع اكثر بالنظر إلى الديناميكية الكبيرة السلالات المتحورة التي تغلغلت إلى الجزائر هل نحن في موجة ثالثة؟
 الدكتور الياس اخاموك: نحن في بداية موجة ثالثة، بداية من تجاوز عدد الإصابات لعتبة 200 حالة لأن كل الظروف كانت مهيأة  لذلك، من خلال التراخي الكلي من قبل المواطنين وتراجع كبير في تطبيق الإجراءات الاحترازية، وقد حاولنا قدر المستطاع التصدي ومنع دخول السلالات المتحورة، لكنها تغلغلت وساهمت في رفع عدد الإصابات لسارس كوف 2.

تطوير متحوّر محلي أمر غير مستبعد

- عدد حالات السلالات المتحوّرة (البريطانية النيجيرية) نقلها إلى الجزائر أشخاص قادمون عبر رحلات لشركات طيران أجنبية، هل ترى من الضروري إخضاع كل من يدخل الوطن الى حجر صحي بصفة إجبارية؟
 لا أوصي بالحجر الصحي على الوافدين الى البلاد، بقدر ما أؤكد على ضرورة ان يقوموا بتحاليل «بي - سي - أز» قبل المجيء إلى الجزائر والتأكد من ان نتائجها سلبية.
السلالات المتحورة في انتشار كبير في العالم وانتشارها يساوي ضعف قوة انتشار الفيروس الكلاسيكي، وتتراوح قوتها ما بين 70 إلى 100 بالمائة.

-  هل يمكن أن تطوّر الجزائر متحورا محليا بعد مرور أزيد من سنة على ظهور الوباء؟
 يوجد في العالم 3000 طفرة من فيروس كورونا، مما يجعل من الممكن جدا تطوير سلالة جديدة محلية من الفيروسات النيجيرية والبريطانية، وبالتالي حدوث طفرة في الفيروس المستوطن في الجزائر أمر وارد وغير مستبعد.

-  كيف هي درجة خطورة هذه السلالة المتحورة محليا؟ هل هناك تقديرات علمية تحدد ذلك؟
 تحديد درجة خطورة الفيروس المتحور محليا امر صعب، المسألة تتعلق بالطفرة التي حدثت في الفيروس الأصلي، إذ يمكن ان تكون السلالة المتحورة شرسة وخطيرة، أي أنها تحصد عددا كبيرا من الارواح، ويمكن أن تكون عكس ذلك تماما، لا أحد يمكنه معرفة ذلك حتى البلدان المتطورة، بالرغم من أن الفيروسات التاجية معروفة منذ 60 سنة، إلا أن الطفرات التي ظهرت على سارس كوف 2 تحتاج الى بحوث اخرى لمعرفة هذا الفيروس والسلالات المتطورة منه.

الأطفال أكثر عرضة للسّلالة المتحوّرة...الحذر مطلوب

-  بعد بحوث حول الفيروس المتحور، ثبت أن الأطفال والشباب هم الأكثر عرضة من غيرهم بالاصابة به، هل هذا ما سيعقد الامر أكثر؟ خاصة وأن تمنع الفئتين اللتين لا تعيران أدنى اهتمام للبروتكول الصحي؟
 بالفعل الاطفال والشباب هم أكثر عرضة من غيرهم بالإصابة بالفيروس المتحور حسب ما أثبتته البحوث الوبائية، ولعل ذلك من مفاجآت سارس كوف 2.
المتحور يضيف الاطفال ما بين 13 و15 سنة، والصعوبة تكمن في أن هذه الفئة العمرية أكثر ديناميكية وأقل حذرا، ولذلك لا بد من التكثيف من حملات التحسيس والتوعية الموجهة خاصة لهذه الفئة.

- هل المستشفيات والإمكانات المتوفرة حاليا في بلادنا قادرة على التكفل بعدد الإصابات التي لا يمكن تقدير عددها؟
 بعد عودة المنحنى التصاعدي لحالات الإصابة بالوباء، دخلت المستشفيات في حالة تأهب قصوى، وقد تجندت كلها تحسبا لما يمكن ان تحمله الموجة الثالثة، كما أن قطاع الصحة والاطقم الطبية على استعداد، خاصة وأنها اكتسبت خبرة لأزيد من سنة في التكفل بالمصابين بفيروس كورونا، وقد تمكنت من معالجة الآلاف من المصابين الذين تماثلوا للشفاء.

إقبال ضعيف على التلقيح

-  كيف تسير عملية التلقيح الذي يعد السبيل الوحيد لبلوغ المناعة الجماعية؟ ولماذا يتخوف الناس من لقاح أسترازينيكا الذي يرفض الكثير أخذه؟
 عملية التلقيح تسير بوتيرة بطيئة منذ الصائفة الماضية، بينما حركية الفيروس سريعة جدا، لكن لم نسجل لحد الآن مضاعفات او اثارا جانبية للقاح لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم سواء للقاح سبوتنيك او أسترازينيكا.
سجلنا عدم إقبال على التلقيح بعد تراجع عدد الإصابات ونزول المنحنى لأقل من 100 اصابة يوميا، وينتظر أن يزداد الإقبال خلال الأيام والأسابيع القادمة نظرا لتطور الوضع الوبائي.
الأكيد أن التلقيح هو الحل الوحيد للحد من انتشار الفيروس، ولا بد من تلقيح 60 بالمائة على الأقل لتحقيق المناعة الجماعية.