طباعة هذه الصفحة

—إقبال للعائلات العنابية على المحلات

كسوة العيد والحلويات تعيد الحركية إلى بونة ليلا

عنابة: هدى بوعطيح

تعود الحركية إلى شوارع عنابة ليلا خلال هذا الشهر الفضيل، بعد أن خيّم السكون عليها خلال سنة كاملة بسبب جائحة كوفيد-19 والحجر الصحي الذي أجبر سكان بونة على التزام بيوتهم رمضان السنة الماضية، ليرفع الستار مرة أخرى على السهرات الرمضانية وعلى ذلك الضجيج الذي تعودت عليه أحياء وأزقة بونة في مثل هذه المناسبة، لتتواصل إلى ساعات متأخرة من الليل.
تسترجع «المدينة التي لا تنام» حيويتها، عائلات من مختلف الأعمار والفئات تجوب شوارع عنابة، طوابير من السيارات تحمل ترقيمات لهذه المدينة وللولايات المجاورة لها، على غرار الطارف، سوق اهراس وقالمة، التي يختار اصحابها بونة لقضاء سهراتهم الرمضانية فيها والعودة إلى ديارهم مع بزوغ الفجر، خصوصا وأن هذه المدينة تعرف في الفترة المسائية والليلية انتشارا كبيرا لعناصر الأمن التي تسهر على راحة وأمن السكان.
وُجهات مختلفة يقصدها سكان بونة وزوارها، بين من يختار شواطئها التي تزخر بها وبين من يفضل الاستمتاع بأجواء ساحة الثورة أو «الكور»، وفئة ثالثة تقصد الأسواق والمحلات، هذه الأخيرة تعرف ومنذ حلول العشر الأواخر من الشهر الفضيل وبداية العد التنازلي لعيد الفطر المبارك، توافدا كبيرا للعائلات العنابية مرفوقة بأولادها لأجل اقتناء كسوة العيد، حيث لا يكاد يخلو محل واحد من الزبائن، الذين يفضلون التنقل إليها بعد الإفطار، وآخرون بعد صلاة التراويح، وامتناعهم عن التبضع صباحا أو مع الظهيرة تفاديا لمشقة وتعب الصيام..
 فبالرغم من ارتفاع أسعار الملابس الخاصة بالأطفال والتي تعرف التهابا جنونيا، إلا أن هذه المحلات تشهد يوميا إقبالا للزبائن والذين لا خيار أمامهم سوى شرائها تلبية لرغبة ومتطلبات أبنائهم، خصوصا خلال موسم العيد الذي يتطلب لا محالة ألبسة جديدة لهذه الفئة، وفي هذا الصدد تقول السيدة «أمينة»، إنها تقف أحيانا عاجزة أمام شراء ألبسة لأبنائها الأربعة، خصوصا ابنتيها، على اعتبار أن الألبسة الخاصة بهن تعرف غلاء شديدا، مؤكدة أن كسوة الواحدة منهن لا تقل عن 8 ألاف دج، أما الابن فعلى الأقل 5 آلاف دج، دون احتساب ثمن الحذاء، حيث اعتبرت أسعار الملابس ضرب من الخيال، متسائلة كيف لمحدودي الدخل كسوة أبنائهم أمام جشع التجار الذين لا هم لهم سوى الربح السريع على حساب جيوب المواطن البسيط.
 للتنزه مكانة أيضا
إن كانت بعض العائلات يقصدون وسط المدينة لشراء ملابس العيد، فإن آخرون وجهتهم المحلات الخاصة ببيع لوازم صنع حلويات العيد، حيث تعرف إقبالا كبيرا للنساء على وجه الخصوص على اعتبار أنهن أدرى بما يلزمهن من المواد الخاصة لصنع حلوة العيد، حيث أكد أحد الباعة لـ»الشعب» على أن الطلب يكثر على المكسرات، ولا سيما «اللوز» والجوز» وأحيانا قليلة «الفول السوداني»، إلى جانب الشكولاطة والعسل وبطبيعة الحال الدقيق.. وبخصوص غلاء الأسعار، أكد محدثنا أن الإقبال المنقطع النظير على محله، يؤكد بأن أسعار المواد الأساسية لحلوة العيد في متناول الزبائن وليست مرتفعة كما يروّج له البعض.
حركية دؤوبة يصنعها سكان بونة يوميا خلال هذا الشهر الفضيل، وكل مبتغاه، حيث إن هناك فئة ثالثة لا تبحث عن ملابس العيد ولا عن مواد صنع الحلويات، وإنما وجهتها وسط المدينة فقط للتنزه والابتعاد عن روتين يوم كامل، فضلا عن الاستمتاع بليالي هذا الشهر الفضيل، والذي تكثر فيه السهرات الفنية، حيث لا تحلو سهراتهم سوى على وقع الفن الأصيل من الأغنية الشعبية، إلى الأندلسي والمالوف والحوزي.. الذي دأبت بونة على تنظيمها خلال هذا الشهر الفضيل، والتي غابت السنة الماضية بسبب الوباء، لتعود هذه السنة ويعود معها جمهورها الوفي لها.