طباعة هذه الصفحة

الشّاعرة والقاصّة موافقي نورة:

ديوان «معارج البوح والحنين»..قصائد لخنساء العصر الحديث

أمينة جابالله

كشفت الشّاعرة ، موافقي نورة، من مدينة الورود البليدة، عن محتوى عملها الجديد الديوان الشعري «معارج البوح والحنين»، الصادر عن دار رومنس للنشر والتوزيع، بأنّه مجموعة من مواضيع اندرجت في طابع اجتماعي وإنساني بالدرجة الأولى، اعتمدت فيه أسلوب المخاطب، الذي وافق التباينات الفنية المسترسلة لكل أفكار الأبيات، التي سيستشف من خلالها القارئ ما تحمله حروفها من آهات تضاهي ما تركته تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية، الشهيرة بالخنساء من قصائد مازالت تحصد أعلى القراءات في المشهد الثقافي.
 صرّحت موافقي نورة لـ «الشعب»، أنّ الديوان الشعري الجديد «معارج البوح والحنين»، جاء في 91 صفحة، وهو عبارة عن 30 قصيدة في أسلوب شعري متنوع بين القصيدة العمودية والنثرية والشعر الحر، حيث  قام بتقديم قراءة للقصائد الشاعر والناقد اليمني عبد الواسع أحمد اليوسفي.
وجاء في تصريحها أيضا: الإصدار الذي ضمّ بين دفتيه ثلاثين قصيدة كل عناوینھا تحمل في بنیتھا التركیبیة صبغة فعلیة؛ لأنّھا تختزل ما ھو دلالي في بنیات موضوعاتیة تلخّص النصوص في شكل عقد سردیة أو أحداث درامیة أو حالات نفسیة وموضوعیة، كما تجمع ھذه العناوین الداخلیة بین ما ھو حسي وما ھو مجرد، وتفوح أیضا بأبعاد عاطفية جياشة التي نجدها في أغلب العمل.
وفي ذات السياق، أضافت المتحدّثة أنّ العمل حمل في طيّاته قصائد ذات طابع وطني إنساني، حيث أظهر مدى تعلق الشاعرة ببلدها الجزائر واستطاعت أن تعبر عن إخلاصها له والشوق والحنين لذكرياتها وطفولتها فوق ترابه الغالي، وقصائد تحمل روح العروبة حيث تجلى تأثيرها الكبير بما حدث ويحدث في البلدان العربية مثل لبنان، وقصائد أخرى ذات نزعة اجتماعية مثل تناولها لقضية الطفولة المسعفة. كما نجد قصائد ارتبطت بحياتها الأسرية التي أظهرت من خلالها مدى حنينها لوالدها رحمه الله، حتى كان القارئ يجد فيها خنساء العصر من خلال تلك القصائد التي حملت عناوين: «دعني أراك» - «سأصرخ» - «عبق الذكريات»، وغيرها، بالإضافة إلى قصائد غزلية حملت الكثير من العشق والهيام والوفاء للمحبوب .
في ذات الصدد، ارتأت الشاعرة موافقي نورة أن تهدي لقرائها في هذه السانحة مقتطف من ديوانها «معارج البوح والحنين»، فاختارت قصيدة  «صباحات الوطن الغالي» تخليدا لحبها للجزائر البلد، الذي سيظل نبراسا للسلام الذي لن يأفل نجمه أبدا، حيث تقول فيها:

صباح الخير يا وطنا
يشعُ قداسة القدرِ
ويا أمي التي تسقي
خمائِلَها
بنور الشمس والقمرِ
وأنهارٌ وأشجارٌ مهللةٌ مع المطرِ
لتهدي من بيادِرِها
لكلِ
الخلقِ والبشرِ
أحنُ طفولةً تمطر
أهازيجا من الأفراح
على الأهداب والحجرِ
معا كانت تسابقُنا
طيورَ الرّيح
وتحمينا من خطر
وهاذي اليومَ للذكرى
تطيرُ قلوبُنا الحيرى
ضباباتٌ من الكدرِ
فيا زخاتِ أنسام
أعيدي الدفء واعتطري
بثوبٍ ناصعٍ صافٍ
وغني نغمةَ الوتر
صباح الخيرِ
مساء الخير يا وطني
سلاماتٌ سلاماتٌ
بعطر الورد والزهر