طباعة هذه الصفحة

نائب قائد الناحية العسكرية الخامسة

تسميـــة مركـز التدريب للـدرك الوطني عيـــن مليلـة بســم الشهيد قرابصي

أم البواقي: عقيدي امحمد

أشرف اللواء حندلي نورالدين نائب قائد الناحية العسكرية الخامســــة قسنطينة رفقة السلطات العسكرية والمدنية يترأسهم السيــد والي الولاية و بحضور ابن الشهيد على تسمية مركز التدريب للدرك الوطني بعين مليلة باسم الشهيد قرابصي السعدي .مؤكدا في كلمته التي ألقاها بالمناسبة أن هذه المبادرة القيمة لإطلاق أسماء شهدائنا الأبرار على وحدات الناحية العسكرية الخامسة وباقي النواحي العسكرية الأخرى خطوة تستحق الإشادة والتشجيع، وأن تسمية هياكل الجيش الوطني الشعبي بأسماء شهدائنا الأبرار يهدف بالأساس إلى تثمين موروثنا التاريخي وترسيخ القيم الفاضلة لدى الأجيال القادمة، وهذا حفاظا على الأمانة التي ضحى من أجلها مليون ونصف من الشهداء  وقدموا النفس والنفيس من أجل هذا الوطن الغالي .
وبدوره ثمن المقدم قائد مركز التدريب للدرك الوطني عين مليلة  المبادرة مقدما أخلص عبارات الشكر والامتنان للسيد اللواء نائب قائد الناحية العسكرية الخامسة على إشرافه على تسمية مركز التدريب باسم الشهيد البطل قرابصي السعيد معتبره شرفا للمركز ودليلا على الاهتمام البالغ بهياكل التكوين لهذه المؤسسة العريقة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الجيش الوطني الشعبي، وأن تخليد الشهداء الأبطال يكون أصدق بالحفاظ على أمانتهم وهي الجزائر وبالاقتداء بقيمهم الفاضلة وبخصالهم الحميدة نتوارثها جيلا بعد جيل لتبقى راسخة في ذاكرتنا الجماعية نقتدي بأثرهم ونسير على خطاهم .
مع العلم أن الشهيد قرابصي السعدي المدعو «عبد الباقي» ولد بدوار الركنية عرش أولاد جحيش يوم ٠٦ / ٠٩ / ١٩٣١ تعلم القرآن الكريم بمسقط رأسه وانتقل بعدها إلى مدينة عين مليلة لتعلم اللغة الفرنسية حيث نال الشهادة الابتدائية، انضم إلى الفريق الرياضي لمدينة عين مليلة لكونه كان مولوعا بهذه الرياضة وخاصة سباق الدرجات الهوائية لينتقل بعدها إلى مدينة سطيف لإكمال التعليم المتوسط في التربية البدنية حيث نال الشهادة الأهلية.
عرف منذ صغره بذكائه الخارق وحبه للوطن انخرط في صفوف الحركة الوطنية، ثم توجه إلى فرنسا لإكمال دراسته عن طريق المراسلة . وعند اندلاع الثورة التحريرية كان من السباقين للانضمام إليها في فوج الشهيد قرابصي براهيم ليقوم بتنظيم الأفواج والتخطيط لعمليات تخريبية لمزارع الكلون وجمع السلاح والأموال وغيرها، التحق بصفوف المجاهدين في أوائل 1955 ونظرا لثقافته وكفاءته عينه القائد السعودي كاتبا له وقد كان له الفضل الكبير في تنظيم صفوف المجاهدين وتكوين جيش قوي مزود بأحسن الأسلحة والمعدات التي جلب البعض منها عبر الحدود الشرقية ولذلك رقي إلى مسؤول عسكري لناحية عين مليلة برتبة ملازم، خاض الشهيد عدة معارك ضاربة منها معركة الفرطاس، ونيف النسر، وجبل بوعلوان، شيليا، وكانت آخر معركة له  وقد أعطيت الأوامر من طرف قيادة الولاية الأولى للتوجه إلى جبال الأوراس غير أن الاستعمار تفطن لهذه التحركات وقد اشتبكت هذه الدورية مع قوات العدو بجبل بوعلوان أين استشهد مع عدد كبير من رفاقه حوالي 90 شهيدا وذلك يوم 05 جوان 1958.