طباعة هذه الصفحة

في ذكرى وفاة الأمير عبد القادر، زيتوني:

جَعَل من وحدة الأمّة أساس نهضة دولته

سهام بوعموشة

فخر الأمّة ومصدر إلهامنا وقوّتنا

أبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، عظمة شخصية الأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري أحد أبطال تاريخ الجزائر الحديث الذين خطوا ببطولاتهم وجهادهم في سبيل بناء الدولة الجزائرية الحديثة وحامل راية الإسلام والمقاومة، مؤكّدا أنّ الأمير الشاب جعل من وحدة الأمة الأساس لنهضة دولته، واجتهد في تحقيق الوحدة رغم الصّعوبات التي تلقاها من الإدارة الإستعمارية، وبفضل إيمانه القوي انضمّت إليه قبائل كثيرة.
  قال الوزير في كلمة ألقاها نيابة عنه المكلف بالتراث محمد ماحي، أمس، في ندوة نظّمها المتحف الوطني للمجاهد بالتنسيق مع مؤسّسة الأمير عبد القادر بعنوان: “حكمة الأمير عبد القادر في زمن الأزمة”، إنّ كل ما تنعم به الجزائر من رخاء واستقرار، يعود الفضل فيه لأبطال الجزائر مثل الأمير عبد القادر ورفقائه من الشهداء والمجاهدين الأخيار، واصفا إياهم بفخر الأمة ومصدر إلهامنا وقوّتنا واعتزازنا.
وجدّد زيتوني تأكيده على الأهمية التي يوليها القطاع في حفظ وصون الذاكرة الوطنية، تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية قصد ترسيخ القيم والمثل العليا لثورة أول نوفمبر 1954 وضمان تلقينها للناشئة، حفاظا على المكتسبات والإنجازات المحققة ومواصلة مسيرة الجزائر المستقلة.
واستعرض الوزير نبذة عن حياة الأمير ومقاومته، قائلا إنّ بيعته الثانية بمسجد معسكر أهّلته ليصبح المسؤول والقيادي والمجاهد، حيث برع في التنظيم ولمّ شمل كل القبائل المنتشرة عبر دائرة معسكر والغرب الجزائري كله، وأسس ألوية المجاهدين متّخذا من القيطنة مركزا له رغم الوضعية الإقتصادية والإجتماعية الصعبة آنذاك، لكنه لم يفقد الأمل إذ كان يدعو بإستمرار إلى الوحدة ورص الصفوف وترك الخلافات جانبا.
واستطاع الأمير تكوين عاصمة متنقلة سميت الزمالة، وتمكن من تحقيق عدد من الإنتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي الجنرال بيجو، ونجح الأمير في إحراز نصر عليه في منطقة “وادي تافنة” مجبرا إياه على عقد معاهدة هدنة جديدة عام 1837 سميت “معاهدة تافنة”.
وأشاد البروفيسور مزيان سعيدي أستاذ محاضر بالمدرسة العسكرية للإعلام والإتصال بشخصية الأمير الذي دخل التاريخ العالمي، متأسّفا لعدم إعطائه حقه من الكتابات التاريخية رغم ما كتب عنه من طرف الأوروبيين، فقد أعاد الأمير بناء الدولة الجزائرية مبعدا كل العناصر الدخيلة مثل العنصر الكرغلي، مشيرا إلى أن طبيعة المقاومة الجزائرية كان يميزها البعد الديني.
ومن جهته قال الدكتور دحمان تواتي أستاذ بالمركز الجامعي بتيبازة، إن الأمير عبد القادر من خيرة رجال هذا الوطن أراد تحرير الجزائر وبناء دولة على أساس صحيح وفق الشريعة الدينية وهي المبايعة، قدم شبابه للجهاد، لكنه تعرض للخذلان من طرف ملك المغرب، وأدى دورا في حماية المسيحيين في سوريا، وتحدّث الباحث عمار بلخوجة عن ارتباط الأمير عبد القادر بالكتب والثقافة.