طباعة هذه الصفحة

الأشخاص بدون مأوى بوهران

خطة مكافحة التسوّل تثمر نتائج إيجابية

وهران: براهمية مسعودة

تعدّ ظاهرة الأشخاص بلا مأوى، أحد أهم الظواهر الاجتماعية التي تلفت النظر بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، في ظلّ غياب الحلول الناجعة واستمرار تفاقم الوضع الاجتماعي، ما عدا بعض المساعدات الإنسانية أو التدخلات بين الفينة والأخرى من فعاليات جمعوية وبعض الجهات المعنوية، وعلى رأسهم مصلحة المساعدة الاجتماعية الإستعجالية المتنقلة.
 قصص لا تنتهي، يرويها الشارع الوهراني على لسان الأشخاص بدون مأوى، أو ما يصطلح على تسميتهم بـ»المتشردين»، هؤلاء الذين شاءت الأقدار، أن يعيشوا البؤس والحرمان والتشرّد لأسباب مختلفة وظروف متعدّدة وصعبة.
تضمّ مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة، التابعة لقطاع التضامن، ثلاث فرق متنقلة، الفرقة الأولى تعمل ليلا، من أجل جمع الأشخاص بدون مأوى والمرضى عقليا، فيما تختصّ الفرقة الثانية التي تنشّط خلال النهار في جمع الأشخاص بدون مأوى والأطفال المتسولين والمتسولين بالأطفال، إضافة إلى فرقة أخرى خاصة بالإدماج، والتكفّل الاستعجالي النفسي والاجتماعي بهذه الحالات في مدّة لا تتجاوز 72 ساعة، سعيا لإعادة إدماج هذه الحالات إما على المستوى العائلي أو المؤسسات المتخصّصة، وفق ما علم لدى السيد بن محمود أحمد، رئيس المصلحة.
وأوضح بن محمود، أنّ مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة، تمّ استحداثها بمرسوم رئاسي في سنة 2008، وتمّ اعتمادها بصفة رسمية في 2015 بميزانية خاصة للتكفّل خصيصا بالأشخاص المتواجدين بالشارع في وضعية صعبة، وتصرف على حسب احتياجات هذه الفئة، انطلاقا من توجيههم نحو مراكز الإيواء ومراكز العلاج، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات المعنية، وكذا الحركة الجمعوية.
وأضاف أن المصلحة، تعمل تحت وصاية مديرية النشاط الإجتماعي من أجل التقييم الدوري للوضعية التي يتواجد فيها الأشخاص بدون مأوى ثابت، مع تحديد احتياجاتهم الفورية، بالإضافة إلى توفير مختلف الوسائل المادية والبشرية للتكفل النوعي بهذه الفئة والعمل على إدماجهم ضمن عائلاتهم، على غرار الفئات التي سبق ذكرها، ناهيك عن التكفّل ببعض العائلات المتواجدة في وضع اجتماعي صعب على مستوى منازلهم، وذلك بتوفير طاقم بيداغوجي متخصّص، متكوّن من أخصائيين نفسانيين ومساعدين اجتماعين، وكذا طاقم إداري، يسيّر مختلف مراكز استقبال الحالات المتكفل بها.

- انخفاض التسوّل وارتفاع التحايل
كما نوّه السيد بن محمود أحمد إلى النتائج الهامة التي حقّقها برنامج العمل الخاص الذي ضبطته الفرقة المتخصّصة خلال صائفة 2020، من أجل محاربة ظاهرة التسوّل، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الولائية القطاعية المكونة من مديرتي النشاط الاجتماعي والصحة، ومصالح الأمن والحماية المدنية، انطلاقا من القيام بخرجات ميدانية على مستوى مواقع تواجد هذه الحالات والتقرّب منهم، بغرض القيام بالتحقيقات الاجتماعية والوقوف على حاجياتهم.
ويعتبر أنّ البرامج الميدانية التي وضعتها مديرية النشاط  الاجتماعي بوهران، ساهمت في التقليل من ظاهرة التسوّل، في وقت تفرض فيه ظاهرة التسوّل وتشرّد المهاجرين الأفارقة نفسها بالشارع الوهراني، بعدما باءت كل محاولات جمعهم وترحيلهم بالفشل.
وفي هذا الصدد، أكّد نفس المسؤول، أنّ بعض العائلات تقطن في الولايات المجاورة، وأخرى تمثل فئة الانتهازيين للاستفادة من المساعدات، مشيرا إلى أنّ المساعدين الاجتماعيين اكتشفوا عديد الحالات التي تستفيد من المساعدات، على غرار البطانيات والألبسة وتبيعها مباشرة، ولاسيما المدمنين منهم، وذلك من أجل اقتناء المخدرات وقارورات الخمر، مؤكدا على ضرورة التنسيق بين الجمعيات، ومصالح النشاط الاجتماعي ومختلف المصالح الأخرى، لتذهب الصدقات إلى العائلات المستحقة فعلا، كما دعا المواطنين إلى التبليغ عن حالات التسول بالأطفال، وكذا مختلف أسليب التحايل في طلب المساعدات، وذلك بالاتصال على الرقم التالي:041219242
 
- رفض الالتزام بالقوانين
وأشار إلى الأشخاص في وضعية بدون مأوى، يصنّفون إلى عدّة أصناف: منهم فئة بدون مأوى، تحتاج إلى مساعدة حقيقة، وحالات أخرى مدمنة على الكحول والمخدرات، وكذا منحرفين، غالبيتهم يقطنون بالأحياء الشعبية للولاية ولديهم أسر وروابط عائلية، لكن يستصعب التكفّل بهم، نظرا لرفضهم الالتزام بالقوانين الداخلية والضوابط التي تفرضها مصالح مكافحة الإدمان المستقبلة التابعة للصحة، ناهيك عن المؤسسات التابعة لقطاع التضامن، داعيا إلى ضرورة التنسيق وتكاثف الجهود بين مختلف الجهات المعنية من أجل إيجاد حلول ناجعة لهذه الفئة.
كما صنّف نفس المصدر، الأشخاص المرضى عقليا إلى صنفين، منهم الفئة المتنقلة والمنقطعة عن الدواء، وأغلبهم لديهم أسر ويعانون الإهمال وعدم المتابعة، حيث تتخلى عائلاتهم ليتيهوا بالشوارع، إضافة إلى فئة أخرى مجهولة الهوية، تأخذهم المصلحة على عاتقها، بالتنسيق مع مديرية الصحة،  مؤكدا في الختام مساعيهم الجادة لمحاربة ظاهرة الأشخاص بدون مأوى بمختلف أصنافهم، التزاما بتعليمات والي وهران، المدينة، التي تستعد لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط في 2021.