طباعة هذه الصفحة

عودة الطيران اليوم بتخفيضات وإجراءات جديدة

جزائريّون يشدّون الرّحال للعودة بعد 14 شهرا

هيام لعيون

استجاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لنداءات الجالية الجزائرية بالخارج، بعد أن ناشدته بمراجعة تكاليف اجراءات الحجر الصحي المتخذة غداة اعلان الفتح الجزئي للحدود البري والبحري، حيث قرّر الرئيس إعفاء الطلبة والمسنين ذوي الدخل الضعيف، العائدين إلى أرض الوطن، من دفع تكاليف الإيواء المتعلقة بالحجر الصحي.
قرّر الرئيس عبد المجيد تبون، خلال اجتماع مجلس الوزراء، المنعقد مساء أول أمس، إعفاء الطلبة والمسنين ذوي الدخل الضعيف من الجزائريين، العائدين إلى أرض الوطن، من دفع تكاليف الإيواء المتعلقة بالحجر الصحي، إلى تخفيض مصاريف الإيواء بنسبة عشرين بالمائة (20 %)، للجزائريين العائدين إلى أرض الوطن.
وجاء القرار ردا على مطالب أفراد الجالية الجزائرية في مختلف الدول، التي قالت إنّ مصاريف الإيواء المتعلقة بالحجر الصحي «مرتفعة»، حيث تصل إلى 41 ألف دينار جزائري. وبذلك فان مصاريف الإيواء ستصبح بعد تخفيضات 20 بالمائة التي أقرها رئيس الجمهورية الى 31.8 ألف دينار جزائري.
وكما كان قرار فتح الحدود سعيدا بالنسبة لآلاف الجزائريين العالقين في الخارج فإن قرار تخفيض التكاليف كان أسعد بالنسبة لهم، على الرغم من شكوى الكثيرين من الاضطرار لدفع تكاليف الإقامة لخمسة أيام في فندق معتمد في الجزائر بعد الوصول، حيث خرج الجزائريون المقيمون والعالقون في الخارج في وقفات احتجاجية، السبت الماضي، مناشدين السلطات العليا في البلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية، تشديد اجراءات الدخول إلى الجزائر أمام البعثات الدبلوماسية الجزائرية في فرنسا، للمطالبة بإعادة النظر في هذه التكاليف، وكذا الشروط الواجب اتباعها لدى العودة إلى الوطن.
وفي هذا السياق، يدخل، اليوم، المرافق للفاتح من جوان 2021، رسميا سريان قرار فتح الحدود بعد أكثر من عام على الإغلاق، في اطار التدابير الاحترازية التي اتخذتها الجزائر للحد من تفشي فيروس كورونا، وذلك بإعادة فتح أهم ثلاثة مطارات للرحلات الدولية ابتداء من اليوم، بمعدل خمس رحلات يوميا من وإلى مطارات الجزائر العاصمة، قسنطينة ووهران، مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحد من تفشي فيروس «كوفيد-19»، وعلى رأسها إبراز فحص طبي سلبي للفيروس لا تزيد مدته عن 36 ساعة، وكانت السلطات قد اتخذت من قبل عمليات اجلاء كبيرة تخصّ العالقين الجزائريين في المهجر،حيت تحمّلت الجزائر تكاليف الإقامة في الفنادق لكل العائدين.حيث وصلت في بداية عملية الإجلاء المدة إلى 14 يوما كاملة.
وشهدت، أمس، مختلف وكالات الخطوط الجوية بالعاصمة، على غرار الوكالة الكائن مقرها بديدوش مراد بقلب الجزائر، طوابير لجزائريين لاقتناء التذاكر وحجز مقاعد للسفر إلى الخارج، وفي حديثنا الى أحد الشباب، الذي جاء لحجز مقعد ليكون من الأوائل المغادرين الى باريس، أكد  لنا أنّ حوالي 200 شخص قدموا إلى الوكالة منذ صبيحة اليوم، حسب ما وقف عليه هو شخصيا وحسب ترتيب الأرقام داخل شبابيك الوكالة التجارية، حيث اعتمدت العمل على هذا المنوال نتيجة الضغط المسجل على شبابيكها، عن طريق تسجيل الحضور ومن بعد مناداتهم بالترتيب للرد على طلبهم وانشغالاتهم في حجز مقاعد وشراء تذاكر للسفر. بينما أكدت لنا سيدة كانت تقف أمام الوكالة منذ الصباح الباكر، أن الأولوية كانت أمس لأصحاب تأشيرة الإقامة وليس لتأشيرة السياحة، وهي التي تحمل تأشيرة الإقامة بباريس، في وقت تدخّل أحد الكهول ليؤكد أنهم متخوفون من اعادة غلق الحدود في قادم الأيام، لهذا يريدون حجز مقاعد في الطائرة باكرا للسفر إلى الضفة الأوروبية الأخرى.
وحسب تصريحات أعضاء من الجالية بالخارج على مواقع التواصل الإجتماعي، فإنّ العائدين للبلاد، هم من تركوا أهليهم وافتقدوهم طيلة تلك المدة، فمنهم من قضى نحبه، ومنه من ينتظر على فراش المرض، ومنهم من لم ير زوجته وأولاده طوال تلك المدة، ومنهم من يدخل مباشرة لزيارة قبر أحد أقربائه خاصة الوالدين. ومن المنتظر أن تعود الحركية التدريجة اليوم إلى مطارات الجزائر، وتسجيل بداية الانتعاش في الحركية الاقتصادية من جديد.