طباعة هذه الصفحة

بلماضي:

اللاعبون قدموا ما هو مطلوب منهم

محمد فوزي بقاص

«ليس هناك أي منتخب في إفريقيا يغير تعداده مثلنا، الجميع يعمل مع التشكيلة الأساسية وفقط»، رسالة قوية وجهها الناخب الوطني جمال بلماضي خلال الندوة الصحفية التي أعقبت فوز الخضر على موريتانيا وديا بنتيجة (4-1)، أين أكد أنه منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر يغير في كل مباراة من 4 إلى 5 لاعبين، وهو ما اعتبره بالأمر الاستثنائي في القارة السمراء، موضحا أنه لا يقدم الهدايا للاعبين، بل لأن كل لاعب متواجد في المنتخب يستحق اللعب.
كشف مهندس التتويج القاري أنه عندما تكون تغييرات في الفريق، في محاولة لضخ دماء جديدة يمكن أن تقع الفوضى في اللعب، وقال بهذا الخصوص «الكثير من التغييرات يمكن أن يخل بالنهج التكتيكي للفريق».
وأضاف «اليوم لم يكن الأمر كذلك، لأن الكل يعرف عمله فوق الميدان وينتظر فرصته».
وتابع حديثه قائلا: «لهذا ندرس اللاعب جيدا قبل استقدامه إلى المنتخب الوطني، وهذا ما يؤكد أن لاعبي المنتخب مركزون جيدا على عملهم».
وختم كلامه «لدينا الكمية والنوعية في التعداد والعدد يتزايد من تربص لآخر، وهذا من المشاكل التي ستواجهني مستقبلا من أجل اختيار القائمة، لكنه والحمد لله مشكلة ثراء التعداد وليس العكس».
بلماضي تحدث عن المواجهة الودّية ضد منتخب موريتانيا، وأكد أنه بعد تعديل نتيجة المباراة لم يكن قلقا لأنه كان متأكدا من قدرة أشباله على العودة في المباراة، موضحا أن المنتخب الوطني لا يتلقى الكثير من الأهداف، وما حدث سيكون درسا ويمنح الطاقم الفني عملا إضافيا مع المجموعة، لتصحيح الأخطاء حتى لا تحدث من جديد، وأفاد «التركيز مهم إلى غاية إعلان الحكم عن نهاية المواجهة، هذا يحدث كثيرا مع المنتخبات التي تدافع ولا تخلق أي فرصة وفي أي هفوة تسجل عليك».
وبخصوص التعداد الذي تم إشراكه أساسيا تحدث قائلا: «هناك من لعب لأوّل مرة وهناك من هو عائد، شاهدنا لاعبين جدد في الكثير من المناصب، وبالرغم من غياب الانسجام بينهم إلا أننا لم نلاحظ ذلك وكل لاعب قدم ما هو مطلوب منه فوق الميدان، لهذا أنا راض عن أداء الجميع».
وعن الظهير الأيمن يوسف عطال أوضح أنه كان قلقا رفقة الطاقم الفني بعد الاحتكاك بالمدافع الموريتاني في المرحلة الأولى، لكن ولحسن الحظ لم يتعرض لإصابة جديدة في الركبة بعد معاينة طبيب المنتخب له، مؤكدا بأنه تحدث إليه في أكثر من مناسبة خلال أطوار اللقاء، لكن ابن مدينة بوغني طالب بمواصلة اللعب، وقال «خلال المرحلة الثانية لم ينقل الخطورة كثيرا في الخط الأمامي، لكنه عاد مع نهاية اللقاء وكان حاضرا في بعض الهجمات، ربما فقد الثقة نوعا ما وتخوف من تجدد الإصابة «.

 الدفاع لعب دون خطأ وأكسبنا الكثير من الوقت في العمل
بلماضي أثنى على الدفاع الجديد الذي أقحمه وأسماه بالدفاع «نيولوك»، بعد إشراك مدافع الترجي الرياضي التونسي عبد القادر بدران، رفقة لاعب فالفيك الهولندي أحمد توبة لأول مرة أساسيان في مشوارهما الكروي، منوّها لحضورهما المثالي فوق أرضية الميدان وتطبيقهما التعليمات دون خطأ، وهو ما أكسب الطاقم الفني الكثير من الوقت في العمل بحسبه.
واسترسل في الحديث عنهما، موضحا أن مدافع المنتخب البلجيكي الأسبق لعب جيدا في أول مواجهة له بالقميص الوطني، وكان وراء هدف السبق بعدما قدم تمريرة الهدف لسفيان فيغولي بضربة مقصية، كما اعتبر مدافع الوفاق الأسبق لاعبا خلوقا وانتظر فرصته على غرار بن العمري وبلايلي وأثبت جدارته بحمل القميص الوطني.
بلماضي أكد أن مباراة موريتانيا يمكن الحكم فيها على أداء محور الدفاع، كون الخضر واجهوا خصما تأهل للمرة الثانية على التوالي إلى أمم إفريقيا، وشدّد على قوّة المرابطين حين أكد أن الجزائر سبق لها الغياب عن «الكان» في العديد من المناسبات، وقال «موريتانيا خلقت العديد من الصعوبات لفرق قوّية، حيث فرض التعادل ذهابا وإيابا أمام المغرب وتعادلوا أمام مالي وتونس».
وأضاف «اليوم تلقوا أثقل نتيجة منذ سنتين، وهذا يدل على قيمة المنافس وقوة الخضر، والدفاع واجه المهاجم كامارا الذي يسجل الكثير من الأهداف في الليغ 1».

 فرحات كسب العديد من النقاط، لكنه يواجه منافسة شرسة
المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب، أكد أن زين الدين فرحات كسب الكثير من النقاط أمام موريتانيا، وعاد للحديث عن ثراء التعداد حين تكلم، «مشكلته أنه يتواجد الكثير من اللاعبين المميزين في منصبه، وعليه مواصلة العمل للتواجد دائما في قائمة الخضر، وإذا غاب هذا لا يعني بأنه ليس في المستوى».
وذهب إلى أبعد من ذلك «وضعيته تشبه تماما ما يحدث مع اللاعب سعيود الذي يقدم مستويات كبيرة مع شباب بلوزداد، هناك منافسة شرسة مع عدة لاعبين في منصبه، وأعتقد بأنهم أفضل منه حاليا، للأسف لا يمكنني أن أستدعي 08 لاعبين في منصب واحد».

 البدلاء استفادوا من عمل زملائهم
بلماضي رفض فكرة أن التغييرات التي قام بها كانت وراء إمطار شباك حارس موريتانيا بالأهداف في المرحلة الثانية، حيث قال إن المباراة تلعب على مدار تسعين دقيقة، وليس لأن الخضر سجلوا هدفا وحيدا في المرحلة الأولى، يعني ذلك أن التغييرات التي أحدثت في المرحلة الثانية بإقحام بعض الأساسيين جلبت الإضافة، وفسّر ذلك بالقول: «استحوذنا على الكرة منذ بداية المواجهة، وجعلنا المنافس يركض من أجل استرجاع الكرة، خلال المرحلة الثانية استفدنا من إرهاق المنافس، والذين أشركوا في أطوار المباراة استفادوا من عمل زملائهم».
وتابع «موريتانيا منتخب لا تسجل عليه الكثير من الأهداف، لكنه عندما يتلقى هدفا في الخلف يتزعزع مثلما حدث معهم في مواجهة مالي، المواجهة بنيت على طول المدة، وكل لاعب فوق الميدان كان مهما».
وعن ثراء التعداد في الهجوم أفاد بلماضي أنه قام بتجريب الكثير من اللاعبين في وضعيات هجومية ليسوا متعودين على الظهور بها في المنتخب، على غرار آدم وناس وسعيد بن رحمة أو مع بولاية الذي يجد نفسه مرتاحا في وسط ميدان بثلاثة لاعبين، وتابع فكرته «عندما نواجه منافسا يتميز بالصلابة الدفاعية فذلك أمر مفيد، لدينا الكثير من الحلول الهجومية والجودة في التعداد، والكثير منهم غاب عن اللقاء في صورة زروقي وبوداوي ومحرز».

 اشتقنا لجمهورنا .. والجزائر وفلسطين شعب واحد
الناخب الوطني لم يفوت الفرصة للحديث عن الرجل الثاني عشر، حيث أكد أنه واللاعبين اشتاقوا للجمهور الذي يعشق كرة القدم والمنتخب الوطني، موضحا أن اللاعبين يفتقدون للأجواء الحماسية فوق المدرجات، ويريدون إسعاد الجمهور الجزائري بالنتائج المحققة، وقال: «بلغنا 25 مواجهة دون هزيمة، ونتمنى أن تتحسن الأوضاع الصحية في الجزائر حتى يكون الجمهور إلى جانبنا مستقبلا».
الكوتش جمال ختم الندوة الصحفية المطولة بالحديث عن اللفتة التي قام بها المنتخب عند دخوله أرضية الميدان مرتديا الكوفية الفلسطينية، مؤكدين تضامن الجزائر الأبدي مع القضية الفلسطينية، وصرّح بهذا الشأن «علاقتنا مع فلسطين معروفة نحب هذا البلد وشعبه، الاتحادية كانت صاحبة الفكرة ونضمنا ذلك معها، نحن شعب واحد ونتمنى أن تأتي الحلول لهم ولنا لأننا ننتمي لنفس الأمة».