طباعة هذه الصفحة

في زيارة موجهة لقيادة الحرس الجمهوري

تكوين عال مطابق للمعايير بمدرسة الموسيقى

سهام بوعموشة

 العقيد غربي: فتح قنوات اتصال أكثر احترافية

نظمت قيادة الحرس الجمهوري، أمس، زيارة موجهة لفائدة وسائل الإعلام الوطنية إلى مدرسة الموسيقى التابعة للقيادة، لتمكينهم من الإطلاع على مختلف الهياكل البيداغوجية والتكوينات والوسائل المسخرة التي تتوفر عليها المدرسة، وكذا إبراز الصورة المشرفة للجيش الوطني الشعبي من خلال الإنجازات المحققة في إطار تطوير وعصرنة الحرس الجمهوري، حيث جرت الزيارة في إطار الاحترام التام للبرتوكول الصحي.
أوضح رئيس مصلحة الإتصال العقيد أمين غربي، أن الزيارة تهدف لتقريب وسائل الإعلام من المؤسسة العسكرية وفتح قنوات اتصال أكثر فاعلية واحترافية، والتعرف عن كثب على مختلف مهام ونشاط مدرسة الموسيقى، مبرزا دور وسائل الإعلام في تعزيز روح التضامن وتقوية رابطة الجيش بأمته. وأشار إلى أن هذه الأخيرة تعتبر وحدة من وحدات الحرس الجمهوري ذات مهام تكوينية نبيلة.
من جهته، استعرض قائد مدرسة الموسيقى المقدم حسيني أبو اللطف مهام المدرسة التي تعنى بتكوين موسيقيين عسكريين ينتمون لمختلف هياكل الجيش الوطني الشعبي، والتي أحدثت في إطار المسعى العام للقيادة العليا، الرامي لتطوير منظومة التكوين الموسيقي، حيث وفرت لإنجاحه جميع الإمكانات، منشآتية كانت أو بيداغوجية.
وأكد قائد المدرسة، أن الأخيرة تتوفر على قاعدة منشآتية مطابقة للمعايير اللازمة للتكوين الموسيقى، خاصة ما يتعلق بالمعالجة الصوتية، وإمكانات بيداغوجية حديثة مزودة بأحدث تكنولوجيات الإعلام والإتصال، مما يسمح بتطبيق مناهج تعليمية حديثة جاءت في إطار مشروع بيداغوجي ومسار تكويني جديد مطابق للمعايير المعتمدة في معاهد التكوين الموسيقي وطنية كانت أو دولية، وهذا دون إهمال المورد البشري الذي يعتبر أساس كل مشروع تعليمي.
وأوضح المقدم أبو اللطف، أن المدرسة تتوفر على إطارات عسكريين ومدنيين شبيهين متخرجين من المعاهد العليا للتكوين الموسيقى، إضافة إلى تلقيهم تكوين متخصص في بعض المعاهد الأجنبية مع تسلحهم بالخبرة الميدانية من خلال عملهم ضمن مختلف التشكيلات الموسيقية العسكرية.
وأضاف، أن الإمكانات المتوفرة أمام منتسبي المدرسة تسمح لهم بالاغتراف من شتى مناهل العلم الموسيقي، مما يمكنهم من صقل مواهبهم في العزف الفردي والجماعي، دون إهمال التكوين النظري مما يؤهلهم لأداء المهام التي تستند لهم في إطار تقديم التشريفات العسكرية وعزف مختلف المسيرات العسكرية والمقطوعات الموسيقية الوطنية والدولية، مما يسمح بإظهار صورة مشرفة للمؤسسة العسكرية، والمساهمة في إبراز والحفاظ على موروثنا الثقافي من خلال المشاركة في تنشيط مختلف التظاهرات الوطنية والدولية، علما أن مدرسة الموسيقى أنشئت سنة 2019، وثاني دفعة ستتخرج نهاية جوان الجاري.

تسجيل وإعادة كتابة الموروث الثقافي الموسيقي

في المقابل كشف قائد المدرسة عن مشروع طموح لتسجيل وإعادة كتابة الموروث الثقافي الموسيقي الوطني الجزائري، بغرض الحفاظ عليه وترقيته وتطويره ونشره وهذا بالاشتراك مع معهد الموسيقى المدني من خلال مشاركة التشكيلات الموسيقية في مهرجانات داخل وخارج الوطن.
وسمحت الزيارة بالاطلاع على مختلف عروض التكوين، وكانت أول محطة هي قاعة الدروس النظرية أين تلقينا شروحات من طرف المساعد الأستاذ جلابي نذير عن المواد التي تلقن منها مادة الصولفاج وهي مادة رئيسية من أجل قراءة النوطات وتكوين رصيد معرفي لدى الطلبة المتربصين لإتقان المقطوعات الموسيقية، حيث جهزت القاعة بأحدث تكنولوجيات الاتصال.
وقال قائد المدرسة، إن التكوين البيداغوجي مبني على التفاعل ما بين الأستاذ والمتربص، ووضع هذا الأخير في جو موسيقي، حيث تتوفر القاعات الجماعية للعزف على 50 تشكيلة موسيقية ومتربصين من مختلف الدول الأجنبية، وأكثر من 70 قاعة بين التكوين النظري والتطبيقي.
وأكد أن إحدى الصعوبات هو أن المتربصين أكثر من 18 سنة لا علاقة لهم بالموسيقى ولم يدرسوها في حياتهم، عكس المجتمع الأوروبي الذي لديه تقليد وثقافة في الموسيقى، حيث يدرسون الموسيقى في سن صغيرة جدا، مما يلزمهم بإجراء اختبار بسيط قبل التجنيد متعلق بالسمع والذاكرة الصوتية مكون من لجنة تقنية تضم طبيبا ومختصا في الموسيقى تراعي توفر الرغبة لدى المتربص لدراسة الموسيقى والطول وحركات المفاصل، ودرجة التنفس، وبعد عام من التربص يتحسن أداءهم، بحسب ما أوضحه المقدم أبو اللطف.
وشملت ثاني محطة للزيارة مخبر آلة البيانو، الذي يتوفر على 14 مقعدا بيداغوجيا مرتبطا بشبكة تفاعلية ومجهز، بحسب شروحات الملازم الأستاذة عبدي زهور، إضافة إلى زيارة ورشات الآلات الموسيقية، منها ورشة الموسيقى العربية أين يتم تصحيح الأخطاء وتوجيه العمل الجماعي من أجل العرض، وورشة الموسيقى الأندلسية وقاعة الآلات الوترية وزيارة للمكتبة متعددة الوسائط، وكذا قاعة اليقظة العلمية مخصصة للأساتذة والبحث العلمي للإطلاع على كل المستجدات والتطورات الحاصلة في مناهج التكوين الموسيقي على مستوى العالم.
واستمتع الفريق الإعلامي بعزف جماعي للمتربصين الأجانب بقيادة المساعد الأستاذ فارس سعيود، وببهو المدرسة عزف جماعي للأوركسترا السمفونية بقيادة الرائد الصادق قوميري، علاوة على تقديم عروض موسيقية كوريغرافية بساحة العلم بقيادة النقيب زهير بونفلة.