طباعة هذه الصفحة

أحب وطني وتعبت الرواية

الأديب عبد القادر زرنيخ

أحب وطني وأتمنى ألا يغادرني حتى بالأحلام
أحب هويتي وأتمنى ألا تفتقدني حتى بالأرقام
أحب وطني وأتمنى أن تقرأ الأحلام وطنيتي
أنا رجل ضاعت الأرقام بقوافيه فولدت الأقلام
أيا دمشق عانقيني مجديني بضفاف بردي
سأعود على السطور مسبحة بهواك كالأحلام
أحب اللاذقية وأتمنى أن أنسى الفواصل
أتمنى أن أعود داخل الأرقام
فوق الأسوار المقدسة
يا وطني أنا ضحية الأوزان عند فقدان الأبجدية
أنا قربان السطور عند ضياع الهوية
أنا ميلاد الهوامش هكذا أرادونا بين الغياهب الربيعية
تعبت من رواية لا حرية بمفرداتها ولا قلم
تعبت من أمل لا لقاء فيه رغم الصمود والهمم
تعبت من عروبة لم تورثني غير الألم والمحن
تعبت من قلادة زائفةأبكتني تحت القمم
تعبت من بحر خدعنا بشراعه تحت السحب
تعبت من وثيقة لا حرية تنسخها ولا حتى القلم
تعبت من انتظار يعز اللقاء فيه أمام الشتات
أرهقت من محطة لا انتظار فيها تحت الهرم
تعبنا يا أبناء عروبتي
من قصيدة لا تتألم
من قلم لا يتنهد
من رسالة لا تتكلم
من دم لا يبكي أمام الزمن
أنا العربي وإن مجدت هويتي
قد أبكتني الأيام وسأعود حرا مع الزمن
مع كل راية أحملها فوق البحر
أمام الشراع
والكبرياء عنواني
أعلم أني وحيدا وراء الكلمات أقرأ الأمل
تركت المأوى بلا وطن كالعاجز بين الكلمات
أعلم أني قد اغتيلت مفرداتي بقدر الأيام
تركت الوزن بلا قصيد تتلوه روح العبرات
وأكتب أنني من فصول مشردة العناوين والصور
نسيت من الضمائر أنني والأنا ضدان بالذكريات
وأعلم من الذات وعودها
أنا الوحيد بين الأقلام النائمة
أرسم الروح وحيدة النواصي
لا إنسانية تعي أمنياتي ولا الأبجدية
سنعود يا وطني رغم الغربة الأبدية
أريد أن أبكي بلا دموع
بلا حزن على ربيع الوطن
أريد أن أغفو بلا حلم يؤرقني
بلا أوهام تكسر بعيني الوطن
أريد ذاكرة بلا نسيان بلا أحلام
قد نسيت من هوامشي أن أرسم السفر
أريد قصيدة لا وجع فيها ولا محن
أريد شمعة لا ظل فيها إلا أرض الوطن
أريد دمعة لا حوار فيها ولا جرح الزمن
أريد رواية أستريح بها بعيدا عن المحن
أريد كلمة بلا نسيان عبر الزمن
أريد أن أستريح خلف التاريخ
بجوار الوطن
متى ترسم الوفاة على الحدود بلا وثيقة أبدية
انتهى الوشم قد عبدونا الشعارات
من سيمشي بعكاز العروبة قد شلت بها الوطنية
قد شردنا بين الأصقاع نلهث وراء عشق الهوية
حولونا لقطيع نسي من العيون دمعها وجراحها
من سيبكي عليهم وقد فقؤا العيون خارج الأبجدية
متى سنعلن للرسم وفاة
على لوحات عروبتي
وتعود هويتي الأصيلة كالفروسية
أكتب العروبة بكرامتي لغة الأوفياء
هذه الأوراق لي هذه الأبجدية لي الكل لي
لكني وحيدا بلا قلم بلا قافية تزن أحزاني
هذه الأرض لي هذه الثمار لي الحقول لي
لكني بلا مأوى بلا حجارة أوسع بها أحداقي
هذه الساعات لي هذه العقارب لي الكل لي
لكني بلا زمن بلا تاريخ يكتب للمجد أشجاني
هذه المنابر لي هذه السطور لي الحروف لي
لكني بلا هامش بلا عنوان ينسخ للروح أحلامي
أنا التائه بين الصفحات والدروب
عذرا أيتها القصائد المنتظرة