طباعة هذه الصفحة

وليد بن شريفة لـ «الشعب ويكاند»:

الفـوز أمام القطن الكاميروني جعلنا نحلم بالتّتــويج

حوار: نبيلة بوقرين

 اعتبر لاعب شبيبة القبائل وليد بن شريفة في حوار خاص لـ «الشعب ويكاند»، الإنجاز المحقّق ضمن منافسة كأس الكونفيدرالية الإفريقية بمثابة ثمرة عمل جماعي، وتضحيات كبيرة من طرف الفريق ككل بالرغم من صعوبة المأمورية نظرا للظروف الصحية الصعبة التي حضّروا فيها بسبب الجائحة، ولهذا يطمحون لمواصلة التألق بعدما عادوا بفوز كبير من الكاميرون ضمن مواجهة الذهاب للدور نصف النهائي، والتي جعلتهم يضعون قدما في النهائي، مؤكّدا أنّهم لحد الآن حقّقوا كل الأهداف المُسطّرة ويسعون للعودة إلى منصة التتويج بعد 20 سنة من الغياب، كما تطرّق قائد الكناري إلى المشوار الإيجابي على الصعيد المحلي بدليل بلوغهم نهائي كأس الرابطة الوطنية.

-  الشعب ويكاند: كيف تجري التحضيرات للقاء العودة من نصف نهائي الكاف؟
 اللاعب وليد بن شريفة: عدنا يوم الثلاثاء الماضي إلى التدريبات بملعب تيزي وزو بعد رحلة شاقّة قادتنا إلى الكاميرون، لكن الأهم أننا عدنا بالفوز بالرغم من كل الظروف التي واجهتنا هناك والتي يعرفها الجميع، حيث عملنا كل ما في وسعنا من أجل العودة بنتيجة إيجابية لأنّ هدفنا الأول خلال الموسم الحالي على الصعيد الإفريقي بلوغ الدور نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية، لأنّ الأمور كانت صعبة بسبب الجائحة الصحية التي عرقلت كل الميادين بما فيها كرة القدم، لكن رفعنا التحدي وعملنا على تحقيق الأفضل، والحمد لله تمكنا من العودة بفوز ثمين، ولم يكن سهلا من خارج الديار سمح لنا بالتطلّع للنهائي، والتفكير في اللقب القاري الذي غاب عن الشبيبة لقرابة 20 سنة.

-  ما هي الأمور التي جعلتكم تعودون في النّتيجة ضمن لقاء الذّهاب؟
 قمنا بعمل كبير منذ بداية الموسم الرياضي، حيث انطلقنا في التدريبات في وقت مبكر بالمقارنة مع كل الأندية بالجزائر، تحدينا كل العوامل في مقدمتها الجائحة الصحية مثلما سبق لي القول لأنّنا عشنا فترة جد صعبة والحذر كان مطلوب من الجميع خاصة خارج المُعسكرات، وكان حملا ثقيلا على شخصي كي أحافظ على تماسك المجموعة بعد مرحلة الفراغ التي مر بها النادي بالنظر للمشاكل الإدارية، إضافة إلى الدور الكبير الذي قام به كل من المحضر البدني لأنه عمل على إستعادة المصابين في وقت قياسي، وكان يسهر دائما على سلامة التعداد من خلال التركيز على الإسترجاع، الذي يعد من بين أهم العوامل لكي نقدّم مستوى جيدا فوق الميدان سواء على الصعيد المحلي وكذا الإفريقي لأن الرزنامة كانت مكثّفة ضمن موسم استثنائي وظروف صعبة، وكذا الطاقم الطبي الذي قام بكل ما في وسعه لكي تكون التشكيلة جاهزة في كل اللقاءات سواء في التغذية، وكذا المتابعة اليومية والآنية، كل هذه الأمور جعلتنا ننجح في الأخير،  بمعنى آخر الوصول لهذا المستوى كان نتيجة عمل جماعي بين اللاعبين والطاقم الفني والطبي والمحضر البدني والإدارة التي وفّرت لنا كل ما نحتاجه، وحتى الجمهور الذي كان إلى جانبنا في أغلب الأوقات لأنّ الضغط الذي مارسه كان إيجابيا نظرا لغيرته على ألوان النادي.

- ماذا عن هدفكم القادم ضمن الموسم الرّياضي الحالي؟
 بداية كان هدفنا بلوغ المربع الذهبي من المنافسة القارية، ولهذا تحدّثت مع اللاّعبين وحمّستهم كثيرا، وقلت لهم إنّ طعم النجاح في هذا الموعد ليس له أي مثيل، ما جعلهم يركّزون على تحقيق أفضل نتيجة وسيّرنا الأمور بلقاء تلو الآخر من بداية المشوار في الدور التمهيدي الأول، ما فتح أمامنا الباب للمواصلة، وبالفعل فزنا في كل لقاءات الدور التمهيدي الثاني باستثناء هزيمة واحدة بسبب التحكيم الذي كان مُنحازا، لكنه لم يؤثر علينا لأنّنا تمكنا من بلوغ دور المجموعات. وهنا كانت الإنطلاقة الحقيقية حيث وظّفنا الخبرة الموجودة لدى بعض الأسماء بما فيهم أنا، إضافة إلى حماس العناصر الشابة التي كان لها طموح كبير للنّجاح والتألق، وبالفعل بالجدية والمثابرة تمكنّا من تحقيق الهدف المباشر المتمثل في الدور نصف النهائي، وبعد الفوز خارج الديار وفي ظروف صعبة بالكاميرون، والجميع يعرف ذلك، فتح أمامنا الباب من أجل التطلُّع للتتويج، وبعدها مباشرة تحدثت مع اللاعبين ووصفت لهم طُعم الإنتصار، ومن جهة أخرى الوصول للنهائي قد يكون مرة واحدة في العمر وقد لا يكون، ما يعني أنّنا سنستغل المكسب المحقق خارج الديار حتى نكون في النهائي ونسعد الجماهير التي طال انتظارها، إضافة إلى أنّنا سننشط نهائي كأس الرّابطة المحلية.

- كيف تنظرون للنّهائي في حالة التّأهّل بما أنّ أغلب التّعداد لا يعرف الأجواء؟
 حاليا الجميع يفكّر في لقاء العودة من الدور نصف النهائي لأنّنا نرغب في الحفاظ على المكسب المحقق من خارج الديار ضمن لقاء الذهاب مثلما سبق لي القول، والذي جعلنا نضع قدما في النهائي، ونحن نحضّر للقاء العودة بتركيز عال جدا في التدريبات التي انطلقت يوم الثلاثاء بملعب تيزي وزو بالرغم من أنّنا تعبنا كثيرا في السفرية التي قادتنا للكاميرون، إلاّ أننا سنعمل على الإسترجاع بالنسبة للعناصر التي لعبت والبقية يتدرّبون بصفة عادية، وبالتنقل لمركز سيدي موسى سيساعدنا أكثر لأنّه يتوفّر على كل الظّروف المناسبة لكي نكون جاهزين لتحقيق نتيجة إيجابية بملعب 5 جويلية، وتحدّثنا فيما بيننا ومع الطاقم الفني لكي نضع الأقدام على الأرض، لحد الآن لم نتأهّل وكل شيء ممكن فوق المستطيل الأخضر، خاصة أنّ منافسنا سيأتي إلى الجزائر للعب كل أوراقه، ما يعني أنه سيخلق لنا صعوبات والضغط سيكون علينا بدرجة أكبر، وعلينا أن نكون جاهزين لبلوغ النهائي.

- ما هي الإضافة التي قدّمها المدرّب الفرنسي دينيس لافان؟
 المدرب دينيس لافان قدّم الكثير للفريق منذ توليه المهام على رأس العارضة الفنية لأنّنا من قبل عانينا من مرحلة فراغ كبيرة أثّرت علينا بدليل أنّنا لم ننطلق بصفة جيدة في الموسم الرياضي، وجعلتنا محل انتقاد من طرف الجمهور، لكنّنا ركزنا على العمل والحمد لله اللاعبون إستمعوا لنا واتبعوا كل ما قلنا لهم واحترموا التعليمات، ما جعلنا نعمل بصفة جيدة بعيدا عن الضغط، وبمجيء دينيس لافان كانت له لمسته لأنّه عرف كيف يوظّف طاقات اللاعبين حسب المعطيات التي تتماشى مع اللقاءات والظروف لأنّ اللعب في أدغال إفريقيا مختلف، واستفدنا كثيرا من مواجهة الصفاقسي التي كانت المنعرج لنا، وبالخبرة والتجربة للمدرب تمكنا من بلوغ نصف النهائي، وحاليا سنكون رجلا واحدا لإيصال الشبيبة للنهائي والتتويج باللقب الذي غاب عن خزائن النادي لقرابة 20 سنة كاملة بما أن آخر لقب كان سنة 2002، لأنّنا بكل صراحة نستحق اللقب بعد المشوار الذي اعتبره أكثر من إيجابي بالنظر للظروف التي تحدّثت عنها من قبل، وبقي فقط التتويج لأنّه ليس ببعيد عنا وبمجموعة شابة وغيورة على ألوان الفريق، سنعمل على تحقيق ذلك لإسعاد جماهير التي تحب الشبيبة، ومثلما جرت عليه العادة الكلام الحقيقي سيكون فوق المستطيل الأخضر في إياب الدور نصف النهائي وبعدها النهائي الذي سيُلعب على مرحلتين.

- هل لديك تعليق على امكانية تواجد الجمهور في مدرجات ملعب 5 جويلية؟
 عشنا وقتا صعبا جدا بسبب الوضع الوبائي الذي حرم الجماهير من التواجد في الملاعب، لكن بطبيعة الحال تبقى صحة المواطنين أولى من كل شيء، وحاليا بعد تحسن الأمور بالنسبة للوضع الوبائي سنكون جد سعداء بتواجد جماهيرنا في مدرجات ملعب 5 جويلية لأنّهم اللاعب 12 وسيكون ذلك بمثابة دعم ودافع لنا لكي نواصل في سلسلة النتائج الإيجابية، ونرسم تأهلنا للنهائي أمام مُحبّينا ونحتفل معا وفقا لشروط الوقاية لأنّنا نريدها عُرسا حقيقيا من دون أمور غير سارة.
ومن جهة أخرى، فإنّ اللعب في 5 جويلية له طُعم خاص أيضا بحكم التاريخ الكبير لأنّه شاهد على أغلب تتويجات الكرة الجزائرية، وفي نفس الوقت الحذر سيكون موجودا ضد القطن الكاميروني حتى لا تكون مفاجأة غير مرغوب فيها لأنّ الضغط سيكون علينا بدرجة أكبر، لأنّنا ضحينا كثيرا حيث اتعدنا عن عائلاتنا ولم نكن معهم في المواسم والأعياد، كل هذا لأنّنا نحب الفريق، ولهذا يجب أن نتذوق طُعم التتويج حتى لا يضيع ما قدّمناه طيلة أشهر، ونعيد نشوة الفرحة للجماهير التي انتظرت لسنوات عديدة.

- لعبت دورا كبيرا للحفاظ على الإستقرار داخل الفريق..ما هي الرّسالة التي وجّهتها لزملائك؟
 صحيح كان حملا ثقيلا علي لكي أبقي على الإستقرار في وسط التشكيلة، خاصة في مرحلة الفراغ التي عاشها الفريق نظرا للمشاكل الإدارية، وكذا تغيير المدربين بدليل أننا عملنا لعدة أسابيع من دون مدرب، وفي البداية كنت أخشى من عدم استماع اللاعبين لكلامي، إلاّ أنهم احترموا كل ما طلبتهم منهم، حيث قدّمت بتوجيههم لكي يحافظوا على أنفسهم بدرجة أبر خارج التربصات لتفادي الإصابة بفيروس كورونا لأنّه يضعف الجسد، ويجعل اللاعب يعيد العمل من الصفر، وبالتالي كان لي دور التوعية لأنّ أغلب التعداد شباب، وفي نفس الوقت كنّا نركّز على العمل بكل جدية وانضباط كبيرين، وبالرغم من الإنطلاقة الصعبة في الموسم الرياضي، والتي جعلتنا محل انتقاد من طرف الجميع خاصة الجمهور الذي لم يتقبل ذلك، إلاّ أننا بقينا مركزين على العمل ولم نكترث لذلك وجاءت الإجابة في الميدان، حيث سيّرنا الأمور لقاء تلو الآخر بداية من الدور التمهيدي الأول إلى غاية ذهاب نصف النهائي، إضافة إلى تأهلنا لنهائي كأس الرابطة المحلية.