طباعة هذه الصفحة

رئيس جمعية الأطباء العامين د. تفات يؤكد:

«موجــة ثالثـة أكــثر شراسـة

صونيا طبة

 إعادة النظر في الإستراتيجية الوقائية ضرورة

 «لا خيار غير الحجر الجزئي لاحتواء انتشار الفيروس»

دعا رئيس الجمعية الجزائرية للأطباء العامين الدكتور عبد القادر تفات السلطات العمومية، إلى إعادة النظر في الإستراتيجية الوقائية المتخذة في إطار مكافحة فيروس كورونا، خاصة مع تصاعد منحنى الإصابات والوفيات بشكل غير مسبوق، مؤكدا أن الوضع الوبائي خطير في العديد من ولايات الوطن ويستدعي تطبيق إجراءات صارمة من شأنها أن تساهم في التقليل من مخاطر انتشار الفيروس بشراسة أكبر في الأيام القادمة.
قال رئيس الجمعية الجزائرية للأطباء العامين في تصريح خص به «الشعب» إن عدم تطبيق إجراءات احترازية مشددة في هذه الفترة سيؤدي إلى زيادة أكبر عدد الإصابات بفيروس كورونا بعد 15 يوما، محذرا المواطنين من التراخي في الالتزام بقواعد الوقاية وعدم التعامل مع الحالة الوبائية الصعبة التي تشهدها الجزائر في الوقت الحالي بوعي وحذر، لاسيما وأن أغلب المؤسسات الصحية مكتظة وغير قادرة على استقبال مرضى جدد حتى بالنسبة للحالات الصعبة التي تتطلب تكفلا استعجاليا في مصالح الإنعاش.
ويرى الدكتور تفات أن العودة إلى فرض الحجر الصحي الجزئي على المناطق الموبوءة أمر ضروري ولابد منه لاحتواء انتشار الفيروس والتحكم في الوضع، مشيرا إلى أننا ندفع ثمن استئناف النشاط التجاري والخدماتي وعودة التجمعات في الأماكن العامة وداخل المحلات والمقاهي دون الأخذ بعين الاعتبار أهمية الاستمرار في فرض إجراءات صارمة والسهر على مراقبة مدى التزام المواطنين بقواعد الوقاية كارتداء الكمامة واحترام التباعد الاجتماعي.
وأضاف أنّ موجة ثالثة من فروس كورونا أكثر شراسة من الأولى والثانية تتعرض لها البلاد بسبب خصائص الفيروس المنتشر حاليا والذي يتميز بسرعة الانتقال بين الأشخاص مقارنة بالفيروس الأصلي ولا تظهر على المصابين علامات خاصة تدل على الإصابة بالفيروس سوى بعض الأعراض كالحمى والفشل ما يجعل العديد من المرضى يعتقدون بأن إصابتهم غير مرتبطة بكوفيد وإنما قد تكون سببها التعرض إلى المكيفات الهوائية أو الإصابة بالتهاب الحلق والزكام، زيادة على أنه يصيب بكثرة الشباب ويعرضهم إلى مضاعفات خطيرة عكس ما كان في السابق.
واقترح رئيس الجمعية الجزائرية للأطباء العامين إطلاق حملة تلقيح ضد فيروس كورونا في أماكن العمل والمصانع والمؤسسات الاقتصادية والتقرب من أعوان الأمن والدرك والحماية المدنية نظرا لاحتكاكهم المتواصل بالمواطنين وأن لا يقتصر الأمر فقط على تخصيص فضاءات إضافية خارج المراكز الجوارية، مؤكدا أنّ اللقاح يعد الحل الوحيد لمكافحة مخاطر الوباء والتقليل من عدد الوفيات خاصة وأنه فعال بنسبة عالية ضد المضاعفات المرتبطة بالفيروس، ولا يوجد أيّ دواء يساهم في علاج المصابين به إلى حدّ الآن.
وأبرز الدور الفعال للأطباء العامين والمختصين في توعية المرضى بأهمية التلقيح ضد فيروس كورونا ومساهمته في إنقاذ حياتهم من الموت، داعيا إياهم إلى أخذ اللقاحات وتشجيع وطمأنة المواطنين الذين يتخوفون من احتمال ظهور آثار جانبية بأنها سالمة وآمنة ولا تشكل خطرا على صحتهم، عكس ما يخلفه الفيروس من أضرار صحية صعبة، بالإضافة إلى ضرورة استمرار الأطباء العامين في تقديم خدماتهم المهمة في تشخيص وتوجيه وعلاج المرضى من خلال تأخير مواعيد أخذ عطلهم الصيفية أو تقليصها إلى 10 أيام إلى غاية التغلب على الوباء خاصة وأن المرضى بحاجة إليهم أكثر من أيّ وقت سابق.