طباعة هذه الصفحة

الرئيس تبون عشية عيد الاستقلال:

الشعب قادر على دحض المناورات المريبة

محمد فرقاني

حلّت الذكرى 59 لعيدي الاستقلال والشباب، بداية هذا الأسبوع، وهي المناسبة التي بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رسالة إلى الشعب الجزائري، حملت محاور تتعلق بالأمن والسياسة والتاريخ والنظرة الاستشرافية.
تناولت رسالة الرئيس عبد المجيد تبون، التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الأحداث الاقليمية والدولية التي تعيشها المنطقة، وشدد الرئيس على ضرورة الوقوف أمام المتربصين باستقرار البلاد، ومواصلة الحرب على الفساد ورفع رهان الإصلاح السياسي.
وأشار الرئيس تبون في كلمته إلى التضحيات التي قدّمها الشهداء والمجاهدون من أجل نيل الاستقلال واسترجاع سيادة الوطن، مذكّرا بالالتزام بشرف الوفاء بما تعهد به للوطن والأمة من أجل النهوض بالجزائر وبناء مؤسسات الدولة الجديدة.
كما تطرق الى الانتخابات التشريعية، واصفا إياها بالخطوة المهمة على طريق استكمال مسار جديد فتح المجال أمام الشعب لاختيار ممثليه لاستكمال بناء مؤسسات الدولة «بدعمِ الوطنيين الغيورين الثابتين على المبادئ النوفمبرية، لمحاربة الفساد والتحايل وأخلقة الحياة العامة وإشاعة روح المبادرة وتشجيع الاستثمار وخلق الثروة، وتكريس المواطنة والحس المدني والاعتزاز بالهوية والانتماء».
وأشاد الرئيس تبون بدور الفاعلين في الساحة السياسية والمجتمع المدني من جهود أسهمت في نجاح سيرورة الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 جوان الماضي، نحو خطوة مهمة لاستكمال مسار بناء الدولة وإعادة الثقة والمصداقية للمؤسسات.
وأشار الرئيس إلى الحراك الشعبي الذي جدّد وصفه بالحراك المبارك الأصيل، وأن الشعب الجزائري يستلهم الوعي الوطني عن طريق اليقظة لإدراك مصالح الأمة العليا ومعالم طريقها الآمن للوفاء والوحدة والنصر.

جدارية تُخلد الجزائريين الذين نفاهم المستعمر

دشن الرئيس عبد المجيد تبون، صبيحة الاثنين، جدارية فنية، تخليدا لذكرى الجزائريين الذين تم نفيهم من قبل الاستعمار الفرنسي إلى مناطق عديدة في جزر المحيط الهندي إبان الاحتلال (1830-1962).
وتعبّر الجدارية عن «عرفان الجزائريين ووفائهم لإخوانهم الذين قام المستعمر بنفيهم إلى كاليدونيا الجديدة، غويانا في أمريكا الجنوبية، ومارغريت في فرنسا، والشام في آسيا وبرازافيل في أفريقيا».
 وتروي الجدارية حوادث قيام المستعمر الفرنسي بجّر الجزائريين نحو السفن لنقلهم إلى المنفى وتظهر فيها سفينة ورجل يحمل علم الجزائر، وكتب تحت الجدارية عبارة تخلد الوفاء والعرفان لتضحيات المنفيين، جاء فيها «وفاء وعرفانا لأبنائها المنفيين إلى أقاصي الأرض تنحني الأمة الجزائرية بكل خشوع أمام أرواحهم الطاهرة».
وحول الجدارية قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي، إن «قصة الجزائريين المنفيين إلى أقاصي الأرض من أروع القصص التي يمكن أن تذكي الروح الوطنية وتؤجج المشاعر النبيلة».
وأضاف عبد المجيد شيخي  بأن النصب التذكاري الذي تميز بالبساطة مع العبرة البليغة والرسالة الأصيلة، يروي قصة حشد من أبطال الجزائر وهم يساقون إلى السفينة وسوط الجلاد يدفعهم للركوب، بينما يقف على الجانب الأيمن رجل يفهم من قامته أنه يحمل كل معالم الأصالة والشجاعة يرفع يده وكأنه يستشرف المستقبل بقناعة راسخة أن التضحية لابد منها. بينما في الجانب الأيسر، يقف فتى يحمل علما منتكسا على أمل أن يكبر ذات يوم ويرفع العلم عاليا مرفرفا.