طباعة هذه الصفحة

الأستاذ بجامعة الزيتونة الليبية د. جمال الطاهر لـ»الشعب»:

حكومة الوحدة تسعى لإرساء مصالحة شاملة

حوار: جلال بوطي

يرى الدكتور، جمال الطاهر عبد العزيز، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الزيتونة الليبية، أن تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية ممكن في ظلّ المؤشرات الحالية، وذلك بسبب استمرار الخلاف حول القاعدة الدستورية، وأكد في حوار مقتضب مع «الشعب» أن السلطة التنفيذية الليبية، تقوم بجهود كبيرة لتحقيق المصالحة وطي صفحة الخلافات قبل الاستحقاقات.


-  الشعب: توّج مؤتمر برلين الـ2 بالتأكيد على تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد مع تأكيد دعم كامل لحكومة الوحدة الوطنية، لكن أطراف تتحدث عن إمكانية التأجيل، لماذا؟
 د.جمال الطاهر: هناك أطراف تسعى إلى إحداث ربكة في الوضع العام في المشهد الليبي، وذلك لغرض تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرّرة في 24 ديسمبر المقبل، وتريد العودة لمربع الفترات الانتقالية، وهناك مجموعات ضغط ومليشيات تضغط على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في هذا الاتجاه، لأن عدم تنظيم الانتخابات يخدم مصالحها بالدرجة الأولى لاسيما في ظلّ الاختلاف على القاعدة الدستورية.

- «الشعب»: ما سبب خلاف ملتقى أعضاء الحوار السياسي الليبي حول القاعدة الدستورية؟
د. جمال الطاهر: سبب الاختلاف حول القاعدة الدستورية هو سبب أيديولوجي أولا وسبب براغماتي ثانيا، فهناك جماعات تسعى لتشريع يحقّق مصالحها ويمكنها من الفوز في الانتخابات.

-  «الشعب»: برأيك دكتور، ما الطريقة الأنسب لاختيار رئيس ليبيا؟
 د. جمال الطاهر: من وجهة نظري اعتقد أن اختيار الرئيس يكون من القاعدة الشعبية وليس من خلال مجلس النواب، وهذه هي الطريقة الأنسب والحل الجامع الذي يمكن ليبيا من تجاوز الخلافات الحاصلة في الوقت الراهن.

-  «الشعب»: حكومة الوحدة الوطنية تمكّنت في ظرف قصير من تحقيق إنجازات كبيرة وهذا يبدو واضحا نوعا ما في الواقع من خلال حلحلة الأوضاع، هل يعني أننا أمام مصالحة شاملة في القريب العاجل؟
 د. جمال الطاهر: بالفعل تسعى حكومة عبد الحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي إلى إرساء مبادئ مصالحة شاملة وطي صفحة الخلافات نهائيا، لكن يبدو أن الطريق شاق وصعب، لأن هناك أطراف تسعى للحفاظ على مصالحها الشخصية ولذلك تحاول دك العصي في الدواليب وعرقلة أي انتخابات.

-  «الشعب»: ما هو الحل الأنسب لإنهاء الأزمة الأمنية والسياسية الليبية في نظركم؟
 د. جمال الطاهر: الحل في ليبيا لن يكون إلا ليبيا، أما المؤتمرات الدولية والرحلات المكوكية فهي لا تسمن ولا تغني من جوع، ومعظم من يشاركون في هذه المؤتمرات لا يستطيعون دخول ليبيا، إذن الحل في ليبيا لن يكون إلا ليبيا وفي مدينة ليبية ويجمع كل أطياف الشعب الليبي دون تمييز أو إقصاء أو تهميش.

- «الشعب»: كيف تنظرون إلى الدور الغربي وفي مقدمتها أمريكا؟
 د. جمال الطاهر: في الحقيقة الدول الغربية تسير وفق منطق المصالح وبالتالي كل دولة تشارك في حل الأزمة تقريبا لديها مصلحة، والولايات المتحدة الامريكية لديها مصالح وتسعى أولا للحفاظ على هذه المصالح وتقزيم الدور الروسي في ليبيا.