طباعة هذه الصفحة

يوارى جثمانها بعين وسارة غدا

المـوت يغيّب الشاعـــرة سليمــى رحـــال

نورالدين لعراجي

 مزغيش: ضرورة جمع أعمالها وطبعها

غيّب الموت عنا أول أمس بالقاهرة الشاعرة الجزائرية سليمى رحال عن عمر ناهز 51 سنة بعد مضاعفات مع المرض، تنتمي الفقيدة الى جيل التسعينيات، نشرت أعمالها الشعرية، في الصحافة الوطنية، فعرفت بكتاباتها القلقة خاصة بعد نشر مجموعتها الشعرية  «هذه المرة»  ثم «البدء» وسينقل جثمانها من عاصمة المعز إلى مسقط رأسها بعين وسارة غدا الأحد عبر اسطنبول.

فقدت الساحة الثقافية في أقل من شهر ثلاثة اسماء شعرية ندى مهري، سعيد كروان، سليمى رحال، وتزامنت الصدفة أن الفقيدتان ندى وسليمى تقيمان بالقاهرة منذ سنوات وكان الشعر قاسمهم المشترك، لينتشر موت سليمى رحال عبر مواقع التواصل الاجتماعي تاركا خلفه الكثير من التساؤلات بين محبيها وأبناء جيلها من الكتاب والإعلاميين في المشهد الثقافي. عبرت  الدكتورة حبيبة محمدي في تصريح لـ»الشعب» عن بالغ حزنها لهذا الفقدان «حزنتُ جدا لرحيلها المبكر، وكانت الحياةُ لا تزال أمامها، للحلم بكتابةِ قصيدةٍ أجمل، لكنَّه قضاء الله، يحزنني جدًا موتُ الشُّعراء، يتساقطون كورقِ الشَّجرِ، يومًا بعد أخر، لكننّي حزينة وروحي باردة وشَجِنة لأننّي أستأنسُ بالشِّعر والشُّعراء، في الحياة القاسية والمُوجعة فالشُّعراء هُمْ ونسُ الحياة وودائعُ اللهِ  على الأرضِ والقصيدةُ «تَرِكَتُهم «الوحيدة وزادُهم، المحبَّة».
وأضافت الملحقة الثقافية السابقة بالقاهرة «في الفترة الأخيرة، فقدنا أصدقاءَ  كثيرين، من الجزائر والوطن العربي، وآخرهم الشاعرة الجزائرية  سليمى، فيما اكتفت الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق المقيمة ببيروت بتغريدة عبر صفحتها «سليمى رحّال.. الرّحيل باكرا، فلا شيء يستحق مزيدا من الحياة»

الروائي طيبي: كتبت الشعر مبكّرا ولاءم مزاجها الرّافض والقلق من جانبه كتب الروائي الجزائري رفيق طيبي معلقا على الرحيل  المفاجئ  لسليمى رحال «قبل يومين ودّعنا «محمد عجلة» عميد شعراء إيموهاغ، اليوم نوّدع «سليمى رحال» التي كتبت الشعر مبكّرا ولم تنشر إلاّ قليلا بما لاءم مزاجها الرّافض والقلق من واقع مليء بكل ما هو مضاد للشعر. هكذا ستعود من مصر التي أقامت فيها سنوات طويلة إلى عين وسارة لترتاح إلى الأبد من كل ما يثقل روحا شاعرة تستحق مكانا أفضل من هذا العالم الذي لم يعد يتّسع لبهاء الرؤى «واكتفت الأديبة صليحة نعيجة عبر صفحتها الافتراضية» الشعراء يموتون باكرا والجزائر الولاّدة  أضحت بيت عزاء، فلا يكاد يمر يوم دون خبر وفاة بمشهدنا الثقافي».

الشاعر مزغيش: مجموعات شعرية نأمل جمعها وطبعهامن جهته أبرق الشاعر والإعلامي عبد العالي مزغيش خبر الوفاة داعيا إلى طبع أعمالها في تغريدة عبر صفحته «توفيت الشاعرة سليمى في الغربة وحيدة بعد فترة عانت فيها مع مرض عضال، مخلفة وراءها مجموعات شعرية  نأمل جمعها وطبعها»
للتذكير الفقيدة من مواليد مدينة عين وسارة سنة 1970 درست بمؤسساتها كل مراحل التعليم لتلتحق بعد نيلها شهادة البكالوريا  بمعهد الأدب واللغة العربية بالجامعة المركزية تخصّص أدب عربي إلى غاية نيلها شهادة الليسانس عادت الى مسقط رأسها لتشتغل في نفس التخصّص بثانوية عين وسارة، لكن طموحاتها كانت أكبر من ذلك فشدت الرحال إلى الاسكندرية مباشرة بعد وفاة والديها وموت خالتها وبقيت هناك الى غاية أن توفاها الأجل، ومن أعمالها الشعرية «مواجع الجسد»، «اسطمبول» و»سؤال شائك».