طباعة هذه الصفحة

3 آلاف حالة سجّلت السّنة الماضية

حملات تحسيسية لمكافحة التّسمّم العقربي بورڤلة

ورڤلة: إيمان كافي

تحذّر الجمعيات النّاشطة في المجال الصحي محليا، من احتمالية تسجيل حالات متزايدة للتّسمّم العقربي، نظرا لدرجات الحرارة الكبيرة التي تشهدها المنطقة، كما تدعو لتوخّي الحيطة والحذر إذ لا تزال تشكّل لسعات العقارب أحد مسبّبات الوفاة، حيث سجّلت ولاية ورقلة خلال السنة الفارطة 3040 حالة لسع عقربي، منها 5 مميتة.
بهذا الصّدد، شرعت جمعية النّخبة الوطنية للعلوم الطبية في ساحة «العيش بسلام» أمام محطة ترامواي المجمع التجاري بورقلة، في تنظيم حملة تحسيسية لمكافحة التّسمّم العقربي والتوعية بسبل الوقاية من هذا الخطر، الذي يؤدي إلى تسجيل أكثر من حالة وفاة سنويا بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية لولاية ورقلة. وأشارت الإحصائيات المقدمة حول هذه الظاهرة، إلى أن الولاية، سجلت خلال الصيف الماضي حوالي 3040 حالات تسمم عقربي، نتج عنها 5 حالات وفاة.
وركّزت هذه الحملة على توعية المواطنين بعوامل الوقاية، وطرق تجنّب التسمم العقربي وبعض الأساليب الوقائية الممكن اعتمادها لتفادي لسعات العقارب، بالإضافة إلى ضرورة تشجيع الجهات المختصة لعمليات جمع العقارب الفعالة التي تكون في الأماكن القريبة من المحيط السكاني.
وفي هذا السياق، تمّ توضيح الأعراض الناتجة عن التسمم العقربي، وتقديم نصائح لمعالجة الأخطاء الشّائعة المرتكبة عند حدوث حالة لسع عقربي، والدعوة لتجنب المعتقدات الخاطئة المنتشرة في المجتمع لدى وقوع هذه الحالات التي قد تساهم في مضاعفة خطورة التسمم العقربي.
برنامج هذه الحملة متواصل ومكثّف عبر عدة محطات أخرى كما أكدت في حديث لـ «الشعب»، إيمان صحراوي، نائب رئيس الجمعية النخبة الوطنية للعلوم الطبية مكتب ورقلة، حيث من المنتظر أن تمس العديد من مناطق التجمع السكاني بالولاية، وكذا بعض المناطق النائية المتواجدة في الولاية على غرار منطقة البور وأنقوسة.
ومن جانب آخر، وفي سياق الحديث عن عمليات جمع العقارب وفائدتها في التقليص من أعداد الإصابات، أوضح رئيس الجمعية الولائية للتسمم العقربي عبد المالك جوهري في حديث لـ «الشعب»، أنّ الجمعية بصدد تحضير الأرضية ووضع بعض الشّروط للمنخرطين في عمليات الجمع في المحيط السكاني، حيث أنّه لا يُقبل الجمع من المناطق الفلاحية والفضاء الخارجي لأن الهدف من الجمع هو تقليص اللسعات العقربية وحماية المواطن بدرجة أولى.
ذكر المتحدث أن النشاط التوعوي للجمعية قد انطلق، ويرتكز هذه السنة على  تجنب كل الوسائل البدائية المستخدمة من طرف البعض في مثل هذه الحالات، والتي لن تكون في صالح المصاب، وضرورة نقله مباشرة إلى المستشفى، لتلقي العلاج اللازم، حفاظا على صحته.
أما عن الأمور الوقائية المطلوبة لتفادي اللسعات العقربية، فتتمثل في ضرورة أخذ الحيطة والحذر، الحفاظ على نظافة المحيط، احترام إخراج النفايات المنزلية في وقتها ليتسنى لعمال النظافة جمعها وتحذير الأطفال من اللعب ليلا في الشارع.
وقال محمد لعروسي، عضو في الجمعية، أن درجات الحرارة تعد مناخا مناسبات لانتشار العقارب، مشيرا إلى أن الشروع في عمليات الجمع مرتبط بصب الإعانة المالية للانطلاق في العمل مع جامعي العقارب.
وأكد أن الجمعية ستعمل على تحديد شروط واضحة لجامعي العقارب، كما أنها لا تقبل استقبال العقارب من جامعين أعمارهم تقل عن 18، وترفض توظيف الأطفال الأقل سنا في هذه العملية من قبل الجامعين، مشيرا إلى أن جامعي العقارب يجب أن يكونوا واعين بأن الهدف توعوي وإنساني وليس تجاريا، وأن يكون تركيزهم على جمع العقارب من المحيط السكاني، حتى تكون عمليات الجمع ذات جدوى.
وأضاف أن الجمعية لا تملك ميزانية كل سنة وإنما هي إعانة مقدمة من الولاية، لذلك هي في حاجة إلى ترشيد استهلاكها، خاصة أن هناك كميات تصل الجمعية من الجمع الذي يتم في المحيط الفلاحي وهي مناطق يلتزم فيها الفلاح، أغلب الحالات باستخدام كل الوسائل الوقائية لأداء مهامه، في حين أن المناطق المعنية بالجمع هي المناطق السكانية التي إذا استطعنا تركيز عمليات الجمع عليها، سنتمكن من تخفيض حالات اللسع العقربي بنسبة كبيرة والحفاظ على الأرواح، خاصة وأن التسمم العقربي يتسبب سنويا في تسجيل حالات وفاة، وبالتالي فإن العمل هنا إنساني بدرجة أولى.
كما أشار المتحدث، إلى أن المناطق الأكثر خطورة تم تحديدها وهي مناطق لم تستفد من التنمية والتهيئة بعد على غرار المناطق التي تعرف كثرة المباني القديمة والسكنات المنهارة أو الآيلة للانهيار كالقصور أو تعاني انعدام أو نقص النظافة العمومية بصفة عامة والمناطق التي تعرف تواجد النفايات الهامدة والردم، التي تعد مكانا طبيعيا لإنتشار وتكاثر العقارب أو التي تغيب فيها الإنارة العمومية، خاصة أن الكثير من السكان يتواجدون خارج المنازل خلال الساعات المسائية والفترة الليلية خلال الفترة الصيفية، وفي ظل غياب للإنارة وعلى البلديات التنبه لهذا الأمر لأن الكاشف عن العقارب هو الإنارة.