طباعة هذه الصفحة

أطباء ومختصون يحذّرون:

التدابير الوقائية والتلقيح لتجنّب الكارثة

صونيا طبة

 جميع الأعراض المشابهة للزكام تعتبر «كورونا»

دق أطباء ومختصون ناقوس الخطر لارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة متجاوزة عتبة 800 حالة يومية، مشددين على أخد اللقاح المضاد للفيروس من أجل تعزيز الحماية من إمكانية الإصابة بمضاعفات صعبة يتسبب فيها الفيروس، والتي قد تصل إلى الوفاة مع ضرورة الاستمرار في الالتزام بالتدابير الاحترازية ،خاصة وأن تحقيق مناعة جماعية يتطلب تلقيح 70 بالمائة أو أكثر من الجزائريين للتمكن من مكافحة انتشار الوباء.
كثّف الأطباء والأخصائيون وجميع مستخدمي الصحة منذ دخول الجزائر في موجة ثالثة من الوباء مساهماتهم في تحسيس المواطنين بمخاطر سرعة انتشار الفيروس وصعوبة السيطرة عليه في حال تسجيل مزيد من الإصابات في الأيام القادمة ،محذرين من التراخي في التعامل مع الوضع الحالي وغياب التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية باعتبار أنها السلاح الفعال للحد من تفشي الفيروس على نطاق أوسع ولتجنب حدوث كارثة صحية على مستوى المراكز الاستشفائية التي لم تعد قادرة على استقبال المصابين الجدد.
من جهته، وصف المختص في أمراض الغدد والسكري، الدكتور عبد الرحيم بونقطة، الوضع الوبائي بالمقلق والخطير على ضوء انتشار السلالات المتحورة خاصة منها البريطانية «ألفا» والهندية» دلتا» والتي تستدعي التزاما واعيا ومسؤولا من قبل جميع المواطنين صغارا وكبارا للحد من انتقالها بشكل أكبر بين الأشخاص، مشيرا إلى أن الاستهتار والتهاون في إتباع قواعد الوقاية سيؤدي إلى زيادة في حصيلة الإصابات والوفيات وكذا الاضطرار إلى العودة لفرض الحجر الجزئي أو الشامل.
وأضاف أن تسجيل استقرار في الحالة الوبائية خلال فترة معينة لا يعني أن الفيروس اختفى تماما بما أن الإصابات تسجل يوميا ،مشيرا إلى أن إمكانيات الكشف عن فيروس كورونا باستخدام فحص «بي سي أر» ما تزال قليلة والأطباء يستعملون السكانير لتشخيص الحالة ،ما يؤكد -حسبه - بأن عدد الحالات الحقيقية تفوق بكثير ما يتم الإعلان عنه ،لاسيما ما تعلق بالفيروسات المتحورة التي يكشف عنها معهد باستور الجزائر ،ولكنها ليس كافية لمعرفة مدى انتشار هذه السلالات داخل الوطن ،مشيرا إلى أن أعراض الفيروس المنتشر حاليا يختلف عن الأصلي ولكن بعض العلامات تبقى نفسها كحالات ضيق التنفس وارتفاع درجة حرارة الجسم.
من جانبه دعا المختص في الصحة العمومية الدكتور عبد الحفيظ عيادة جميع الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الإصابة بالزكام والأنفلونزا كسيلان الأنف والحمى وآلام في الرأس إلى ضرورة مراجعة الطبيب والاشتباه في الإصابة بفيروس كورونا إلى غاية إثباث العكس، موضحا أن الاحتمال الأكبر للإصابة بهذه الأعراض مرتبط بفيروس كورونا الذي ينتشر في جميع المواسم حتى فصل الصيف عكس الأنفلونزا التي تصيب الأشخاص بكثرة في موسم البرد.
ويرى الدكتور عيادة أن تسجيل زيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا لا يعني نشر الخوف والرعب في وسط المجتمع كما تقوم به بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي من المفروض أن يكون دورها توعويا تحسيسيا مع تقديم النصائح للمتابعين بأهمية الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الوقائية والحرص على ضمان اتخاذ مزيد من الحيطة والحذر إلى غاية زوال الخطر. في هذا السياق كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد ترأس اجتماعا للجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا خرج بجملة من القرارات بعد دراسة وتقييم الحالة الوبائية السائدة، في مقدمتها إعادة تفعيل الإجراءات الاحترازية المتخذة منذ بداية تفشي الوباء بكل صرامة وتعميم استعمال المعقمات وتسريع وتيرة التلقيح مع ضرورة الاستغلال الأمثل لعدد الأسرة المخصصة للتكفل واستقبال الحالات الخطيرة لمرضى كورونا.