طباعة هذه الصفحة

بحيرات، ينابيع مائية وواحات خضراء

الأهقــار.. قطعة هاربة من الجنة

تمنراست: محمد الصالح بن حود

 مواقع طبيعية رطبة تزين جبــــال وصخـور تمنراست

تحتل ولاية تمنراست موقعا مهما، بتواجدها في أكبر حظيرة تمّ تصنيفها كتراث عالمي من طرف اليونسكو لاحتوائها على مواقع أثرية تعود إلى عقود قديمة، تشهد على أولى التظاهرات الإنسانية وما قبل الإنسانية، بوجود عشرات من النقوش والرسوم الحجرية التي تعود إلى آلاف السنين، الأمر الذي يجعل العديد من الناس يعتقدون أن السياحة بها منحصرة في هذا الجانب فقط وخلال فصل معين، رغم التنوع البيولوجي الذي تتمتع به منطقة الأهقار، ما يؤهلها لتكون وجهة سياحية على مدار السنة، خاصة في ظلّ الاعتدال المناخي الذي يميزها عن غيرها على مدار الفصول.
تضمّ منطقة الأهقار مناطق رطبة عديدة، شكلت فسيفساء رائعة بين الجبال والصخور والرمال، زينتها المنابع المائية المعدنية المتفجرة بين صخورها، وجعلت العديد من المناطق تبهر زائرها بالمناظر الخلابة المتنوعة.
ولعلّ أشهر هذه المناطق المسماة «أفلال» التي تبعد بحوالي 60 كلم عن عاصمة الأهقار، تعتبر بمثابة قطعة من الجنة في وسط المنطقة الصحراوية لجبال الأهقار، حيث تضمّ أراض مسطّحة صغيرة وبرك وشلالات تتدفق فيها المياه باستمرار في بيئة صحراوية بالكامل، كما تمتاز بغطاء نباتي غني، تحتوي على مجموعة متنوعة من النباتات المعمرة والحيوانات البرية، حيث تشتهر المنطقة بأنها محطة توقف مثالية خلال المسار السياحي المؤدي إلى هضبة أسكرام.
سحرها الآسر وخصوصية طبيعتها أهلها سنة 2010 لأن تصنف ضمن إتفاقية «رامسار» الدولية التي تعمل على حماية المناطق الرطبة وحمايتها، نظرا لاحتوائها على بحيرة صغيرة تتواجد بها أسماك، ونباتات غاية في الروعة، تعطي الصخور منظرا جميلا يجعل كل من يزور المنطقة في دهشة من إبداع الخالق.
وأنت في طريقك لمنطقة «أفلال» وعلى بعد 15 كلم يستقبلك منبع «تاهبورت» تتفجر منه مياه غازية من سفح جبل «أدرار نهقار» دارت حولها الكثير من الاساطير، ما جعل العديد من الزائرين لها يستذكرون عند شربهم منها مياه موزاية الغازية.
ويعتبر شلال منطقة «تمكرست» على بعد 50 كلم من عاصمة الولاية، أحد ينابيع المياه الموجودة في منطقة الأهقار، استقطب موقعه المفتوح العائلات من أجل زيارته نهاية كل أسبوع من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وكذا التخلّص من ضغوط المدينة في جو مناخي معتدل ونسيم عليل يبعث الارتياح في نفوس الزائرين.
نفس الشعور والإحساس يمكن أن يشعر به أي شخص، وهو يقصد منطقة «توفدت»، أو حتى «تانجت» بقرية تاهيفت، حيث تُمتع الزوار بمنظر جريان المياه ما بين النخيل لترسم لوحة طبيعية توفر الراحة والطمأنينة لقاصدها.

 «إدلس»..  واحات وبحيرات
وغير بعيد عن عاصمة الأهقار، تقع بلدية إدلس بقرابة 230 كلم مقر الولاية، يقول إدريس علالي المدير الفرعي لحظيرة الأهقار الثقافية، أن اسم إدلس باللهجة المحلية يعني النبات الأخضر الموجود بالقرب من الوسط المائي، هذه المدينة الساحرة لا يمكن لأي زائر لمنطقة الأهقار تجاهلها أو إغفال زيارتها والمناطق السياحية خاصة الرطبة منها، فالمنطقة تتميز بتواجد بحيرات
وشلالات، على غرار المنطقة الرطبة «إسقراسن» التي تمتاز بشلالتها وبحيرتها وأسماكها العذبة، والعشب الطبيعي الذي يكسو المكان، تزينه أشجار التين العملاقة ونخيل التمر.
ومن أبرز الواحات الطبيعية الجميلة التي تتواجد بمنطقة إدلس، واحة «مرتوتك» وكذا «تيظيت» ومنبعها المائي الطبيعي، وواحة «تاضيرس» ومنظقة «تسكيمت» وكذا المسطحات المائية المتواجدة بين الصخور والجبال.
ويعتبر واد «تين تاربين» منطقة خضراء المفتوحة مقصدا للعديد من الطيور المهاجرة، التي تزين المواقع السياحية المختلفة بتمنراست، ما يؤهلها لبعث سياحة على طول فصول السنة عوض الاقتصار على فصل واحد.