طباعة هذه الصفحة

بعد تألّق المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة

جيل جديد من العناصر الشابة القادرة على تشريف الكرة الجزائرية

عمار حميسي

 صنع المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 20 سنة الحدث خلال الفترة الماضية بعد النتائج المميزة التي حقّقها في كأس العرب التي جرت بمصر، حيث وصل إلى المباراة النهائية وانهزم فيها بصعوبة أمام المنتخب السعودي، إلا أنّه وبغض النظر عن النتائج الفنية فقد ظهرت العديد من الإيجابيات التي وجب تسليط الضوء عليها  إستثمارها لضمان إستمرار النجاح.
لم يكن من السهل على المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة التأهل إلى المباراة النهائية لكأس العرب ورغم أنّه قدّم مردودا طيبا خلال مواجهة المنتخب السعودي، لكن قوة هذا الأخير أدت دورا كبيرا في ترجيح كفّته ويبقى الأهم بغض النظر عن النتائج الفنية هو إكتساب الجزائر لجيل مميز من اللاعبين القادرين على رفع التحدي مع المنتخب المحلي أو المنتخب الأول مستقبلا.
الأكيد أن النتائج الفنية المحقّقة في الدورة زادت من ثقة اللاعبين الشبان في إمكانياتهم الفنية وجعلتهم يسعون لتحقيق اللقب، خاصة بعدما لاحظوا باعتراف المدرب لاسات الإهتمام الكبير من طرف الشعب الجزائري لمشوارهم في البطولة من خلال إطلاعهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

خليط مميز من أفضل العناصر المحلية والمحترفة
من بين أهم مميزات المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، قائمة اللاعبين التي إختارها المدرب لاسات حيث تكوّنت من أفضل اللاعبين المحليين، إضافة إلى أفضل العناصر التي تنشط في الدوريات الأوروبية حيث لم تتردّد في تلبية دعوة المنتخب، بالرغم من أنها تنشط في أندية كبيرة في أوروبا وضحّت بعطلتها من أجل المشاركة مع المنتخب في دورة القاهرة.
أبرز العناصر التي ظهرت في الدورة التي تنشط في أوروبا نجد حارس مرمى سان إيتيان وناس الذي أبهر الجميع بمستواه المميز وكان حاسما في أكثر من مباراة، خاصة خلال نصف النهائي أمام المنتخب المغربي، إضافة إلى أنه ساهم بخروج المنتخب بأخف الأضرار خلال المواجهة النهائية أمام المنتخب السعودي بعدما تصدى لركلة جزاء لهذا الأخير.
تألّق وناس مع المنتخب جعل الجميع يرشحه من أجل التواجد مع المنتخب الأول خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الناخب الوطني جمال بلماضي مازال يبحث عن لاعب قادر على تعويض الحارس الأسطوري للمنتخب رايس مبولحي الذي رفع سقف الطموحات عاليا بالنسبة لكل الحراس الراغبين في خلافته.
الثنائي دوغني الناشط في كوينز بارك رينجرز ودهيليس لاعب أولمبيك مرسيليا هما الآخران تألقا كثيرا خلال الدورة الحالية وينتظرهما مستقبلا كبيرا مع النخبة الوطنية وحتى من الناحية الاحترافية ينتظرهما مستقبل كبير مع الفرق التي ينشطون فيها خاصة أنهما أظهرا إمكانيات فنية راقية.
تألقت الكثير من العناصر المحلية مع المنتخب الوطني في صورة المدافع مهرة ووسط الميدان تيتراوي، إضافة إلى الموهبة الصاعدة محمد رفيق عمر الذي أبهر الجميع بإمكانياته الفنية والتقنية وهو ما جعل الكثير من المتابعين يتوقّع احترافه في أحد الأندية الأوروبية خلال الفترة المقبلة.
تألق العناصر المحلية في دورة القاهرة فتح أمامهم باب الإحتراف على مصراعيه، خاصة أن الكثير من كشافي الأندية الأوروبية حضروا الدورة من أجل إنتقاء أفضل العناصر والتعاقد معها وضمّهما إلى الفرق التي يعملون بها وهم ما سيخدم كثيرا العناصر المحلية التي تسعى للاحتراف.

ضمان الاستمرارية تحسبا للمواعيد المقبلة
نهاية كل جيل تكون بعد نهاية كل دورة يشارك فيها وهو ما حكم على الأجيال الماضية في الفئات السنية لمختلف المنتخبات الوطنية وبغض النظر عن النجاح أو الفشل، فإن الإستمرارية غائبة وهو الأمر الذي يجب أن يوضع له حدّ، خاصة أن الجيل الحالي مازال أمامه الكثير.
راهن المدرب لاسات على الجيل الحالي لكنه لم يفقد الأمل بعد الخسارة في النهائي، خاصة أنه أكد خلال الندوة الصحفية التي عقدها الاثنين الماضي بمقر «الفاف»، أن الجيل الحالي قادر على المشاركة في كأس افريقيا لأقل من 20 سنة التي ستجري بمصر في 2023، ما معناه أنه يراهن على الاستمرارية.

الاستمرارية هو السبيل الوحيد من أجل النجاح
وبالتنسيق مع المنتخبات الأخرى يستطيع مدرب المنتخب الوطني إجراء غربلة على التعداد الحالي وانتقاء العناصر التي ما تزال قادرة على رفع التحدي خلال موعد القاهرة في 2023، ومنحها الثقة من أجل إعادة سيناريو ما حدث في كأس العرب.
الجيل الحالي اكتسب ثقة كبيرة مقارنة بالمنتخبات التي جاءت في الفترة السابقة وشاركت في دورات افريقية وإقليمية إلا أنها فشلت في البروز، وبالرغم من ذلك تمّ إنهاء الأجيال بعد الدروات مباشرة، حيث لم تكن الاستمرارية موجودة مما جعل المنتخب الأول يلجأ إلى خيارات أخرى.
التسلسل المنطقي يجعل أغلبية العناصر الموجودة في المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة متواجدة في المنتخب الأول بعد خمس سنوات من الآن، لكن هذا الأمر يرتبط بالأساس بعوامل أخرى لها دورها، منها استمرارية العناصر الموجودة وقدرتها بالاحتفاظ بمستواها الحالي وهو الأمر الذي يصعّب الإجابة عليه.
العناصر المحترفة هي الأخرى سيكون أمامها طريق طويل للبروز والنجاح، حيث لن يكون الطريق مفروشا بالورود بالنظر إلى المنافسة الكبيرة الموجودة على مستوى الأندية الأوروبية التي تسعى دائما لاختيار أفضل اللاعبين من أجل المشاركة مع الفرق في المباريات الرسمية.
مدرب المنتخب المحلي وحتى مدرب المنتخب الأول مطالبان بمراقبة العناصر الحالية ووضعها تحت المجهر من أجل استدعائها مستقبلا للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة، خاصة أنها تمتلك الإمكانيات اللازمة التي تسمح لها بالبروز والتألق مع المنتخب المحلي والمنتخب الأول.