طباعة هذه الصفحة

« الشعب ويكاند» ترصد حيثيات انفجار محطّة الكهرباء بخميس مليانة

عائـلات تستخدم أقنعة التّنفّس الخاصة بكوفيد-19

عين الدفلى: و - ي - أعرايبي

 الخسائر يتحمّلها الصّندوق الوطني للتّعاون الفلاحي

موازاة مع التحقيقات الجارية المعمّقة في قضية انفجار محطة توليد الكهرباء بخميس مليانة في عين الدفلى، تتقاطع عدة قرائن يراها مختصون وتؤكّدها البيانات أنّها قد تكون وراء الحادثة التي مكن تدخل أعوان الحماية المدنية من الشرارة الأولى من تجنب كارثة على مستوى الاقتصادي والاجتماعي على الرغم من تسجيل خسائر تعد بالملايير تكبدتها مؤسسة سونلغاز حسب مصادر عليمة استقتها «الشعب ويكاند».

تكشف المعطيات التي بحوزتنا عن فضاعة الحادثة التي أحدثت هلعا بين أوساط السكان بالنظر إلى قوة الإنفجار الذي هزّ أكبر مدينة في عين الدفلى والتي يفوق عدد سكانها 140ألف نسمة، والذي وصل صداها البلديات المجاورة  والتي تقع على محور الطرق الوطنية رقم 4 و14 و18 كون هذه المناطق تتزود بالكهرباء من ذات المحطة.
وبهذا الموقع والأهمية كان التحرك والتدخل سريعا لتطويق الحادثة من جهة والتقليل من حجم الخسائر والإضرار والإنعكاسات المحتمل تسجيلها في مثل هذا النوع من الحوادث، خاصة عندما يتعلق الأمر بحادث كهربائي، يقول مختصون ومطلعون على مثل هذه الحوادث.

الإنفجار وذروة الإستهلاك

تشير العودة إلى الشرارة الأولى للإنفجار والظروف المحيطة بها، أن بيانات التحذير التي أعلنتها مصالح الأرصاد الجوية، والتي تخص الإرتفاع المحسوس جدا في درجة الحرارة ينبغي التعامل معه وفق الإجراءات التي تقتضيها الحالة غير العادية للأحوال الجوية بعدة ولايات منها عين الدفلى، وهو ما ينبغي التعاطي معه من طرف مصالح سونلغاز وزبائنها بالبلديات التي تتزود من ذات المحطة وعددها يفوق 10. التخفيض من حدة الإستهلاك أو اللجوء إلى القطع على فترات لإمتصاص هذه الذورة التي وصل إليها الإستهلاك المحلي للطاقة الكهربائية التي تكون قد واجهت ضغطا كبيرا بالنظر إلى الإرتفاع في درجة الحرارة القسوى بخميس مليانة والبلدية التابعة للمحطة من حيث التموين بالتيار الكهربائي. وقد تكون ذروة الإستهلاك التي سجلت، والتي لم تعد تتحملها محطة التوليد من الفرضيات المتسببة في الإنفجار  خاصة وأن مؤسسة سونلغاز أشارت إلى هذه المسألة في إحدى بياناتها عن حصيلة الإستهلاك الذي صل إلى الذروة في ذات الفترة.

الإستنجاد بأقنعة التّنفّس

تعاطي سكان مدينة خميس مليانة مع كثافة  سحابة الدخان التي غطت المنطقة بإستعمال الأقنعة التنفسية التي ادّخرتها بعض العائلات كان مساعدا في درء أزمة الإختناق التي كادت أن تتسبب في أزمات في التنفس لدى المصابين بأمراض الربو على حد قول رضا وزميله سفيان الذي سرد لنا المخرج الذي لجأت إليه جدته المصابة بذات المرض. كما مكّن إبعاد بعض العائلات عن مكان المحطة الموجودة بحي سوفاي المعروف بكثافة سكانه، وهو إجراء وقائي كان له الفضل تطبيقه المصالح الأمنية وأعوان الحماية المدنية.

عودة التيار بعد نصف ساعة

 لا أحد كان يتوقّع أن يعود التيار الكهربائي لبيوت المواطنين بالخميس والبلديات المجاورة بالنظر إلى حجم الكارثة، حيث استغرب سكان المنطقة هذا التحدي التي قامت به مصالح سونلغاز. ففيما أرجع هؤلاء عودة التيار إلى سرعة التدخل ومجهودات عمال المؤسسة من خلال إستعمال المحولين اللّذين تمّ إنقاذهما من لهيب ألسنة النيران  من طرف وحدات الحماية المدنية التي جهزت 10 شاحنات و55 عونا مع سيارات للإسعاف و3 مركبات للمراقبة والاتصال، أشار البعض الآخر إلى الإستعانة بمحول بالبرواقية بولاية المدية المرتبط بمحطة خميس مليانة، حسب ما علمناه، لكن في كل الأحوال فإن عودة التيار في نصف ساعة يعد تحديا ارتاح له السكان.

إنقاذ مشاريع تربية الدّواجن وخسائر لسونلغاز

كادت أن تكون الخسائر باهظة في القطاع الفلاحي وبالضبط في ميدان تربية الدواجن، حسب ما علمنا من مدير صندوق التعاون الفلاحي بخميس مليانة أمين ناصي، الذي أكّد لـ «الشعب ويكاند» أن التدخل في ظرف قياسي وعودة التيار في مدة لا تتجاوز نصف ساعة أنقذ المربين من خسائر كبيرة كادت أن تسجل، حيث لم ترد إلينا أي شكاوى أو طلب تدخل أو إتلاف للكتاكيت أو الدجاج الذي يحتاج لهذه الطاقة بإستمرار ودون انقطاع. فعودة التيار جنّبت هؤلاء ما لا يحمد عقباه، يقول مدير صندوق التعاون الفلاحي بخميس مليانة. لكن الأكيد أن خسائر سونلغاز تعد بالملايير، فإتلاف المحول والأعمدة الكهربائية والكوابل والمحركات وتجهيزات أخرى هي فاتورة تتحملها سونلغاز التي تؤدي خدمة عمومية بإمتياز في مثل هذه الظروف، يقول محدّثنا الذي حمد الله على انعدام خسائر بين صفوف المربّين للدواجن، والتي كان من المؤكّد أن تتحمّلها تعويضات الصندوق، والتي تعد بالملايير.     وفي خضم هذه المعطيات، يبقى التحقيق الجاري الذي باشرته المصالح المختصة كفيل بإزالة وإماطة اللثام عن حادثة انفجار المحطة وتبعاتها.