طباعة هذه الصفحة

لإنهاء تحضيرات العيد

العائلات المعسكرية في سباق مع الزمن

معسكر: أم الخير.س

قبل أيام فقط من عيد الأضحى المبارك تستعد العائلات المعسكرية، كغيرها في مختلف ربوع الوطن، لاستقبال المناسبة العظيمة، بتحضيرات مكثفة تطغى عليها تقاليد رغم تنوعها تجمع الجزائر وشعبها على فرحة العيد.
لا تتعلّق استعدادات استقبال عيد الأضحى بمعسكر، بشراء الأضحية أياما قبل حلول موعد الشعيرة العظيمة فحسب، إنما ترتبط بتحضيرات تبدأ مع البدء التنازلي لحلول العيد، يأتي ترتيب البيت وصناعة الحلويات، تحضير التوابل وأدوات التقطيع والشواء في مقدمتها.

أضحية يختارها الاطفال
غير أن أهم ما في الاستعدادات السنوية لعيد الأضحى، هي تلك الصورة الاجتماعية الجميلة التي ترسمها ضحكات الأطفال وهرولتهم لاستقبال خروف العيد، وحتى أصطحابهم إلى الزرائب وأسواق بيع الماشية للمشاركة في اختيارها، والتجمّع حول خروف العيد لطلاء رأسه بالحناء ليلة وقفة عرفة.
ومن التحضيرات المهمة بالنسبة لربات البيوت انهماكهن في ترتيب المنازل وتنظيفها وتغيير ديكوراتها لاستقبال الضيوف أيام التشريق، وإعداد الحلويات التقليدية على غرار «الكعك والمسمن «، ورغم انها تحضيرات متعبة لكنها مكملة لفرحة العيد.
كما تجتهد ربات البيوت في البحث عن وصفات طبخ عصرية، كثيرا ما تجدنها على محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت قبلة تتلاقى فيها النساء لتبادل خبراتهن في الطبخ وأشغال البيت، واكتشاف عادات وتقاليد جديدة ومختلفة.

الأطباق التقليدية زينة العيد
لا تختلف عادات وتقاليد عيد الأضحى «العيد الكبير» كثيرا بين الجزائريين، إلا ما تعلّق بإعداد الأطباق وتزيين موائد الأكل، حيث تعتبر هذه الشعيرة الدينية العظيمة مناسبة للتفاخر واستعراض الأطباق التقليدية، على غرار الأطباق التي تعدها العائلات المعسكرية في اليوم الأول من العيد.
هي أطباق تقليدية ما زالت تتمسّك بها العائلات رغم تغيّر الأذواق وعصرنتها، من بينها طبق «البوزلوف بالمرمز» واسياخ الكبد» الملفوف»، حيث تفطر عليه اغلب العائلات المعسكرية وتجتمع على موقد الفحم لإعداده في جو عائلي بهيج، ومن العائلات المحلية من يترك شواء الملفوف إلى وقت العصر، وتعد اسياخ الملفوف على الفحم، من كبد وقلب الخروف المغطاة بشرائح من الشحم، في حين يترك تقطيع اللحم وشوائه إلى صبيحة اليوم الثاني من العيد.
حيث تستفيق العائلات على انبعاث دخان مواقد الفحم الزكية برائحة الشواء في شروق اليوم الثاني دون المرور بفطور الصباح، في حين يحضر الكسكسي بقطع من رقبة الخروف أو الكتف اليمنى للماشية عند موعد الغذاء، فيما تدخل باقي أجزاء الماشية في تحضير ألذ الأطباق المحضرة للعشاء في أمسية اليوم الثاني من العيد، وهي أطباق المحمر، الحلو وغيرها من الأطباق التي يكون اللحم الأحمر مكونا رئيسيا فيها.
وتوجد بعض الاختلافات في تقاليد عيد الأضحى بين العائلات المعسكرية، لاسيما يوم النحر، حسب روافد العروش المحلية التي تقطع الماشية بعد نحرها مباشرة، فلم تعد هذه الطريقة عادة متوارثة بين بعض العائلات فقط، وإنما وسيلة لتجنّب فساد لحم الماشية وتحول لونه إلى الزرقة.

انتعاش التجارة الموسمية
ومع حلول عيد الأضحى المبارك، تنتعش تجارة بيع لوازم النحر والتقطيع في الشوارع وعلى الأرصفة، كما تنتعش تجارة التوابل التي تجتهد ربات البيوت في تحضيرها لهذه المناسبة، كما تشترك العائلات المعسكرية في الأعراف المحلية المرتبطة بعيد الأضحى، على غرار تبادل الزيارات العائلية وتبادل الأطباق والأكلات التقليدية، وإن تراجعت الزيارات العائلية في السنوات الأخيرة بفعل عدة عوامل منها المد التكنولوجي الذي اختصر المسافات وعوض التنقلات والظروف الصحية الاستثنائية، إضافة إلى ما يخلّفه شلل حركة النقل والتنقل يومي العيد من عبء على العائلات.
وتستقبل عائلات الجد والجدة أحفادها وأبناءها يوم العيد للتغافر وتبادل تهاني العيد بموائد يزينها الشاي والمسمن، وطبق الكسكسي الذي يقدّم للزوار والشباب المشاركين في عمليات النحر الجماعية التي تقام في الأحياء السكنية، وهي التي تعرف تشارك العائلات في نحر أضحية العيد، بسبب مساكنها الضيقة، حيث تلجأ الأسر المقيمة في العمارات إلى نحر الأضحية في الساحات من أجل توفير الكثير من الجهد على ربات البيوت اللواتي ينهمكن في إعداد الغذاء قبل أن تصلهن أطراف الخروف واحشائه جاهزة للطبخ، بعد أن قام الشباب في الخارج بواجب تنظيف الأحشاء والزوائد مع «تشويط» البوزلوف على النار.