طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تسلّط الضّوء على مراكز التّلقيح

العمليـة تضاعفــت ثلاثـة مـرات بقسنطينة

مفيدة طريفي

مع عودة ارتفاع منحى الإصابات بفيروس «كوفيد-19»، وعلى ضوء التهاون والتراجع في تطبيق تدابير البروتوكول الصحي، تعود مستشفيات عاصمة الشرق الجزائري لنقطة الصفر ومواجهة الموجة الثالثة للفيروس سيما مع تراجع مقلق لعدد الإصابات حيث تمّ تسجيل اكثر من 80 حالة إيجابية، ما يطرح مخاوف انتشار الفيروس الذي تمحور لسلالات خطيرة تأتي في مقدمتها المتحورة «دلتا»، هذه الأخيرة التي أكد عليها المختصون في علم الأوبئة أنها سريعة العدوى وخطيرة على صحة المصاب عكس السلالات الأخرى التي تمكنت المنظومة الصحية بفضل إجراءات الوقاية من اجتيازها واحتواء الوضع.

«الشعب» وفي زيارة استطلاعية لعديد مراكز التلقيح التي خصصتها مديرية الصحة والسكان عبر كافة إقليم الولاية، سعيا منها لتحقيق المناعة الجماعية التي تعتبر الحل الوحيد في القضاء على خطر تفشي سلالات متحورة لفيروس كوفيد-19، وقفت على تفاصيل عملية التلقيح في مرحلتها الثانية حيث سلطت الضوء على نسبة توافد مواطني قسنطينة على المراكز الخاصة بعملية التلقيح. وكانت عيادة بوجريو لحماية الأمومة والطفولة التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية العربي بن مهيدي الواقعة بوسط المدينة أول عينة ميدانية لاحظنا من خلالها التوافد الكبير للمواطنين ومن مختلف الفئات العمرية ينتظرون أدوارهم عبر طوابير متباعدة بعد حصولهم على أرقام تنظم دخولهم للعيادة التوالي لتلقي اللقاح، حيث وصل عدد المواطنين الراغبين في تلقيه عند حوالي الساعة التاسعة صباحا 67 مواطنا، وهو ما يعتبر عددا كبيرا يعكس رغبة المواطن في المشاركة للحد من الانتشار الخطير للفيروس وسلالاته.
وأكد لنا أحد العمال بالعيادة أنه ومع حلول الفترة المسائية نصل لأرقام كبيرة من المواطنين، الذين تلقوا اللقاح سواء من جاؤوا لأول مرة لمن لهم عملية تذكير للقاح الأول، وفي حديثنا مع أحد المواطنين الذين توجهوا نحو المركز لتلقي اللقاح، والذي أكد لنا أنه لابد من التلقيح من أجل الوقاية من العدوى، وأنه تم تلقيح كافة عائلته تفاديا لأي إصابة ممكنة لاسيما مع عودة الفيروس في موجة ثالثة.
من جهة أخرى، أكّدت السيدة «مليكة - ح»، والتي تعاني من أمراض مزمنة عديدة في مقدمتها السكري والضغط أنه من الضروري الذهاب لمرحلة التلقيح الجماعي لتفادي توسع دائرة الإصابات والدخول في دوامة الموجة الثالثة والعيش مجددا في سيناريو الحجر الصحي.

أحسن برانية: 34669 تلقّوا التلقيح

كما توجّهنا نحو مدير المؤسسة الجوارية للصحة العمومية بالقطاع حي بوصوف السيد أحسن برانية، الذي استقبلنا بمكتبه وشرح لنا طريقة تعميم عملية التلقيح عبر إقليم الولاية، حيث أكد لنا أن حملة التلقيح الحالية تعتبر امتداد للحملة الأولى، التي لم تتجاوز نسبتها 20 بالمائة مقارنة مع الحالية التي تتجاوز توافد 150 شخص في اليوم الواحد، وهي النسبة التي تعادل 3 أضعاف مقارنة مع انطلاق حملة التلقيح.
وتم تخصيص 6 مؤسسات عمومية جوارية تضم 25 عيادة موزعة عبر إقليم الولاية تعمل وفق نظام المداومة بـ 03 فرق عمل من الثامنة صباحا وإلى غاية السادسة مساءً، والتي توفّر حسبه اللقاح بطريقة دورية للتمكن من التقدم في العملية، أين بلغ عدد الجرعات المستلمة لمختلف اللقاحات 41701 جرعة، 34669 مجموع المواطنين المستفيدين من عملية التلقيح بالولاية، ليتبقى حوالي 16393 جرعة.
وأكّد في ذات السياق، أنّ عملية التزود باللقاح يكون بطريقة دورية وبكمية تقدر بـ 2000 جرعة، كما تتوفر كافة مراكز التلقيح على الأنواع الثلاثة من اللقاح «سبوتنيك v»، «سينوفاك»، إلى جانب لقاح «استرازينيكا»، هذا وأضاف أحسن برانية على تخصيص نقاط جوارية على غرار مركز دار النقابة بوسط المدينة، الجامعة الإسلامية، والإقامة الجامعية نحاس نبيل، مع تخصيص فرق متنقلة  لسكان القرى والمشاتي المعزولة، الذهاب للمؤسسات الوطنية من أجل التلقيح العام لعمال هذه الأخيرة.
لنتوجه رفقة مدير المؤسسة نحو العيادة التي لا تبعد كثيرا عن مقر المؤسسة الجوارية، والتي تشهد هي الأخرى توافدا هستيريا على تلقي اللقاح ومن مختلف الفئات العمرية، حيث أكد دكتور «برنو» أن الأشخاص كبار السن يتوافدون لأخذ اللقاح دون أي تخوفات منهم، فضلا عن فئة الشباب، معبرا أن اللقاح هو معبر الأمان الذي بواسطته نتمكن من الوصول نحو المناعة الجماعية التي ستحمي البلاد والعباد من سيناريو الإصابات وارتفاع الوفيات بسبب سلالات كوفيد المتحورة. من جهته أكد أحد الشباب الذي كان ينتظر دوره لأخذ جرعة اللقاح، أنه تقدم للعيادة من أجل وضع حد لهذا الفيروس للتفشي وسط عائلته الصغيرة بعدما تم تلقيح كافة عائلته، وحسبه أن العملية هي تكملة لإجراءات الوقاية من العدوى والوصول نحو المناعة الجماعية.

بوشلوش: تلقيح أزيد من 25300 شخص

استفاد ما لا يقل عن 25308 شخص بولاية قسنطينة من التلقيح ضد «كوفيد-19»، وذلك منذ انطلاق حملة التلقيح ضد هذا الوباء في شهر فيفري 2021، حسب ما علم، الخميس، من المديرية المحلية للصحة والسكان.
أوضح المدير المحلي للقطاع عبد الحميد بوشلوش لـ «وأج»، أنه قد تم تطعيم الأشخاص المستفيدين بمختلف اللقاحات على غرار 11877 جرعة لقاح أسترازينيكا و8724 جرعة لقاح سينوفاك و2465 جرعة لقاح سبوتنيك، بالإضافة إلى 2242 جرعة أخرى من لقاح سينوفارم.
وأفاد نفس المصدر، أنه تم تسجيل إقبال ‘’لافت’’ للمواطنين من أجل التسجيل على المستوى الأرضية الإلكترونية لتلقي اللقاح، وذلك خلال الأيام الأخيرة عبر مختلف المؤسسات الصحية بالولاية، مشيرا إلى ‘’عدم تسجيل أي آثار جانبية على من تلقوا اللقاح إلى غاية اليوم’’.
وأضاف بوشلوش بأن التدابير المتخذة لمضاعفة عمليات التلقيح في هذه الفترة التي تتميز بارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد قد دفعت إلى تعزيز الفرق الصحية المتنقلة التي ازداد عددها من ثلاثة (3) إلى ثمانية (8) فرق في الوقت الحالي.