طباعة هذه الصفحة

دبلوماسيون:

انــــزلاق خطـــير

ندّد دبلوماسيون وبرلمانيون وإعلاميون، بالتدخل المغربي السافر في الشؤون الداخلية للجزائر، معتبرين الوثيقة التي وزعتها الرباط على أعضاء حركة عدم الانحياز «انزلاقا دبلوماسيا خطيرا».
جاء ذلك خلال الوقفة التي نظمتها، جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع الجمعية الوطنية للصحفيين الجزائريين المتضامنين مع كفاح الشعب الصحراوي، أمس، في إطار منتدى الذاكرة بمناسبة الذكرى 103 لميلاد الزعيم الراحل الرئيس السابق لجنوب افريقيا، نيلسون مانديلا، تحت شعار «منديلا من الثورة التحريرية الى دعم حركات التحرر.. الصحراء الغربية نموذجا».
واعتبر ممثل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السفير صالح بوشة، ما أقدمت عليه الممثلية الدبلوماسية للمغرب بنيويورك، بتوزيع وثيقة رسمية الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، تدعم فيها لما تزعم بأنه «حق تقرير المصير للشعب القبائلي»، هو «تعدي على السيادة الوطنية والوحدة الترابية من جانب جار شقيق تربطنا معه علاقات الاخوة والجغرافيا واللغة، لكن الدبلوماسية المغربية تقع مرات في مطبات».
وأبرز بوشة، أن الجزائر تعيش حاليا جملة من التحديات التي لا بد من مجابهتها، آخر هذه التحديات، يوضح، ما قامت به المغرب خلال اجتماع دول عدم الانحياز»، مشيرا إلى أن «الجزائر تعيش حاليا فترة ما يسمى بإحياء الذاكرة، لأننا نؤمن، أنه بدون توثيق الذاكرة لا يمكن ان نثبت ثورة نوفمبر وقيمها».
كما أشار في سياق متصل إلى أن «الجزائر تملك إرثا لا نظير له يجب ترقيته وتبليغه للأجيال القادمة حتى نتمكن من مجابهة التحديات».
وأضاف في ذات السياق «يجب على السياسي والإعلامي والدبلوماسي الاطلاع على ذاكرة ثورة التحرير وتاريخ منديلا وكفاح لشعب الصحراوي الذي يعيش ظروفا صعبة جدا تحت الاحتلال».
وقال الدبلوماسي الجزائري نور الدين جودي، إن المغربي عمر هلال «ليس سفير لأنه لا يحترم قوانين الدبلوماسية»، مؤكدا أن «القبائل أحرار وأعطوا البرهان عام 1963»، وأنه «في عام 1963 عند هجوم المغرب على الجزائر نزل العقيد محند أولحاج للدفاع عن الدولة الجزائرية».
وتابع يقول موجها كلامه للمغرب، «بدل أن تتكلم علينا يجب ان تتكفل بقضية الأمازيغية في الريف الذي يعاني من عدة جرائم».
وتأسف نور الدين جودي، بشدة لكون بعض الدول تؤيد وتحمي المغرب بصفة رسمية في مجلس الأمن، وكذلك لكون بعض الشركات الأوروبية تنهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية، بالرغم من قرار المحكمة الأوربية، معبرا عن أسفه أيضا، «لكون بعض الإخوة متحالفين مع المخزن ضد الجزائر».
وبصيغة التعجب والتهكم، يقول جودي، «النظام المغربي الذي تحالف مع إسرائيل ويهدد ويعذب شعبه ويأتي لكي يقدم لنا الدروس»، مشيدا في هذا السياق بالرد القوي لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج.
وأردف يقول «لن ننزل الى مستوى المغرب.. العالم كله يعرف ان الجزائر تحترم الشعوب وتقف مع حقوقهم».     
ونبه ذات الدبلوماسي إلى أن المغرب لا يبالي بالاتحاد الافريقي وأنه انضم إلى الهيئة الإفريقية بطلب من الكيان الصهيوني، الذي اعتبر انسحابه من الاتحاد القاري «خطأ، لأنه ترك الميدان للجزائر والجمهورية العربية الصحراوية».