طباعة هذه الصفحة

يعرف إقبالا كبيرا

جبل «العطوش» وجهة تنتظر التثمين

سيدي بلعباس: نسرين .ب

 ما زال جبل العطوش بأعالي جبل تسالة المتواجد ببلدية تسالة بولاية سيدي بلعباس يحتفظ بميزات سياحية كبيرة من تنوع بيئي وموقع استراتيجي هام، فهو يوجد على علو 1061 متر ويمتد من منطقة سيدي حمادوش الى منطقة تسالة على بعد 10كلم عن عاصمة الولاية، ما جعله قبلة للزائرين على مدار السنة، ويكتظ بالمواطنين بالخصوص خلال العطل، الصيف ونهاية الاسبوع أو في الأعياد.
يحيط بجبل العطوش اشجار متنوعة ونباتات طبية فريدة نادرة وكذا اصناف من الطيور التي تصنع تنوعه البيئي، حيث اصبحت مبتغى الشباب الهاوي لصيد الطيور وبيعها بالسوق الأسبوعية للطيور، ما يزيد من جمال الموقع تدفق المنبع المائي الطبيعي العذب الذي يقال، إن ماءه يشفي العديد من الأمراض.
غير أن الموقع السياحي وبسبب الاهمال الذي طاله اضحى يفقد مميزاته الطبيعية الخلابة، حتى ان عددا من المنشآت التي انجزت منذ الحقبة الاستعمارية وعمرت لعقود من الزمن تمّ اغلاقها، كما هو الحال للمركز الصحي للأطفال المصابين بالربو وضيق التنفس للبالغين ما بين 6 الى 17 سنة.
حيث كانوا يلقون العلاج الا انه اغلق وتقرّر تحويله الى مخيم لاستقبال الأشخاص المسنين من الولايات المجاورة ثم تقرّر بعدها تحويله الى ديار للرحمة لاستقبال الأشخاص الذين يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة، وكذا المرضى المصابين بمرض الزهايمر
وايضا اولئك الذين لهم اولاد يعملون ولا احد متفرغ لخدمتهم.
هذا المشروع الذي منح لمديرية النشاط الاجتماعي قد بلغت اشغاله 90%، كان مقررا ان تعقد هذه الاخيرة اتفاقيات مع وكالة دعم وتشغيل الشباب لأجل توظيف شباب يقومون على خدمتهم.
ولم يسلم المخيم الصيفي من الإهمال بالرغم من منحه لمديرية الشباب والرياضة لترميمه وتحويله الى مركز لتجمع النوادي الرياضية وكذلك مخيما صيفيا للأطفال خلال العطلة بعد سنة من الدراسة، وتتواجد بجبل تسالة المحطة الجهوية للبث الإذاعي والتلفزي مزودة بأجهزة حديثة ومتطورة ذات تكنولوجيا عالية، تغطي العديد من الولايات الغربية.
كان مقررا أيضا تحويل جبل العطوش الى منطقة للتوسّع السياحي من خلال انجاز محطة مناخية، الا ان المشروعين تمّ الغاؤهما لانعدام أرضية لاحتضانها، بسبب أن القطع الأرضية المختارة هي ملكية للصندوق الوطني للتعاضدية الفلاحية، بينما أظهرت الدراسة التقنية هشاشة الأراضي الأخرى.
وقد وضع حجر أساس المحطة المناخية انجزت دراستها التقنية بغلاف مالي 200 مليون سنتيم، خصصت لها مساحة 1874 متر مربع، قبل ان يلغى المشروع نهائيا، في ذات السياق تمّ اقتراح تصنيف جبل العطوش محمية طبيعية مهيئة لاستقبال المشاريع السياحية، وبالرغم من كل هذه النقائص ما زال جبل العطوش مكانا للنزهة والراحة بامتياز بشهادة المئات من المواطنين الذين اعتادوا التردّد عليه متى سمحت الظروف لهم بذلك.