طباعة هذه الصفحة

دعــا لإشـراك النخبـة في البناء، عبد اللطيف بختة لـ«الشعب»:

الجامعة هي منتـج الرأسمـال البشـري لتحريـك الإقتصـاد

أجرت الحوار: سهام بوعموشة

 التــدريس عن بعـــد حتميــــة والحضـــوري ضـــروري  

تحدي تحويـل البحث العلمي النظـــري إلى التطبيقــي

أكد رئيس المكتب التنفيذي الوطني للصوت الوطني للطلبة الجزائريين بختة عبد اللطيف في حوار لـ»الشعب»، ضرورة إشراك النخبة الوطنية في الاستشراف الوطني، مضيفا أن الجامعة الجزائرية هي منتجة للرأسمال البشري من أجل تحريك الإقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن اعتماد التدريس عن بعد حتمية في ظل الوضع الوبائي الحالي، لكن لا يمكن التخلي عن التدريس الحضوري.


الشعب: ماذا يُنتظر من الجامعة الجزائرية في الوقت الراهن؟
بختة عبد اللطيف: ينتظر من الجامعة الجزائرية أن تكون هي القاطرة الأمامية للإقتصاد الوطني لأنها منتجة للرأسمال البشري من أجل تحريك هذا الاقتصاد الوطني وهي تملك المواد الأولية أو المواد الخام وهو الطالب الجامعي أي النخبة الوطنية التي يستعملها الاقتصاد الوطني، يجب على الجامعة الجزائرية أن تحول بحثها العلمي النظري إلى بحث التطبيقي، نحن بعيدين عنه كثيرا.
الجامعة في العالم تشارك في الاقتصاد بقوة لكن كي نشارك ذلك يجب أن يثق الجميع في الجامعة الجزائرية سواء كانت مؤسسات خاصة وأصحاب الأموال بتمويل البحث العلمي، وأنت تعلمين أن البحث العلمي يجب أن يمول ونصبر عليه، ليس بين ليلة وضحاها نجد النتائج الجامعات العالمية بعد عشرين سنة من البحث تنتج الدواء.
عندما نتحدث عن الجامعة الجزائرية يجب أن نتكلم عن المدرسة الجزائرية لأنها امتداد للجامعة الجزائرية، هذا الطالب الذي يأتينا من المدرسة ما هي نوعيته، التلميذ في الثانوية يشارك في تكوينه الجميع بدءا بالأسرة أو المدرسة أو المجتمع لكي يصل إلى الجامعة.

- هناك من يتكلم عن المنهج داخل الجامعة المتمثل في نظام «ال.أم.دي» وفشله، ما قولكم؟.
 فشل أو نجاح هذا النظام هو كلام نسبي بالنسبة لي، الذين يريدون أن يعلقوا اخفاقتهم على هذا النظام، لا اعتقد أن نظام «ال.أم.دي» هو المشكل، نجح في أوروبا وأمريكا وروسيا لأنه مرتبط بالاقتصاد الوطني يقولون على الجامعة الجزائرية هي التي تقود الاقتصاد الوطني، هذا الأخير غير مهيكل ريعي يعتمد على البترول. إذن لا نستطيع ربط شيء مهيكل بشيء ما.
 نظام»أل.أم.دي» ينقصه الكثير من التطبيق، لأنه مبني على التطبيق. المؤسسات الاقتصادية في بلادنا لا تستوعب هذا الكم الهائل من الطلبة مليون و500 طالب هذا التوجه نحو الجامعة الجزائرية هو توجه خاطئ يجب إعادة التوجه نحو الجامعة الجزائرية.
 على النخبة الوطنية أن تساهم في الاستشراف الوطني، كيف نربط هذه النخبة الوطنية بهذه الهيئات الوطنية المتعددة، يجب أن نجد الآليات عندما يتكلمون عن الرجل المناسب في المكان المناسب هذا كلام نسبي يجب أن نجد له الآليات، الكل مبني في العالم على العلم والمعرفة ما يسمى بإقتصاد المعرفة، وبالتالي لا يمكننا أن نتقدم بدون دراسة.
 يتكلمون أيضا على التخصصات التي ذهب عليها الزمن ومضى وسمعت الكثير من المسؤولين يتحدثون عن إلغاء تخصص ما ولكن ليس هذا هو الحل.
نعم هناك تخصصات عفا عليها الزمن لكن بعد عشر سنوات ستأتي تخصصات أخرى يعفو عنها الزمن وبالتالي يجب دراسة، نقول علينا القيام بالاستشراف على المدى الطويل حول صلاحية تخصص ما، يجب أن نزن الاقتصاد الوطني في كفة والجامعة الجزائرية في كفة أخرى لا نستطيع القيام بذلك بدون هيكلة الاقتصاد الوطني.

- ما هي أهم الصعوبات التي يعانيها الطالب الجزائري اليوم؟.
أنا أريد فتح هذا الكلام بكلام وزير سابق للتعليم العالي والبحث العلمي يقول فيه إن المرافقة البيداغوجية للأستاذ والطالب صفر وهو اعتراف منه، اعتقد أن كل شيء مبني على التطبيق.
أنت تنظرين إلى التكوين المهني 900 ألف تلميذ في التكوين المهني ومليون و500 ألف طالب داخل الجامعة أليس هذا مناقض للعقل أليس العكس هو الأساس، أتعتقدين أن عشرة تقنيين سامين تحكم فيهم مهندس أو العكس، يجب التوجه نحو مراكز التكوين لاستيعاب المنشآت التي أنشأناها بأيدي عاملة أجنبية وشبابنا موجودون بقوة 70٪ جزائري.
هذا الوطن الزاخر بالطاقات عندما نريد الحديث عن الجامعة الجزائرية يجب الحديث عن المدرسة الجزائرية، يقولون الذين يأتون من المدرسة لا يملكون المستوى التلميذ هو ضحية والطالب كذلك، ونتاج لمنظومة تكوينية ما.
الذين يتكلمون عن الإصلاح أي التغيير وتكلمت عنه وهناك من يقول إن الوقت غير مناسب للتغيير، يجب أن تكون لدينا نظرة واضحة تجاه موضوعات عديدة لا يمكننا القيام بالتسيير في أي مجال ما بدون أن تكون لدينا نظرة واضحة سواء للقطاع التكويني أو البحث العلمي أو الخدماتي وبالتالي أدعو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن توضح لنا نظرتها نحو هذه المواضيع.

- وهل تعملون بالتنسيق معها في هذا الإطار؟
نعم حقيقة نظمنا العديد من اللقاءات التشاورية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكانت دورية ومكثفة هذا العام لظرف استثنائي وهو جائحة كورونا، تمحورت أساسا على إنقاذ الموسم الجامعي لأن الدراسة توقفت بسبب هذا الوباء بطريقة مفاجئة.
850 طالب حول العالم توقفوا عن الدراسة ليس فقط الطلبة الجزائرية، والجميع لا يريد سنة بيضاء وبالتالي استطعنا إنقاذه.

- في هذا السياق، ماذا تنتظرون من الحكومة الجديدة؟
كل شيء يجب أن يبنى بالحوار وهو أساس وحلال للمشاكل نحن ندعو دائما للحوار، نحن شريك اجتماعي نرى أنفسنا شركاء لبلادنا نريد الخير للجامعة الجزائرية، نعم تعيش مشاكل عديدة لا نريد أن نشغل بها الرأي الوطني كي لا نخفض معنوياته ونترك الصورة الإيجابية للجامعة الجزائرية التي تخرج النخبة في أذهان الكثير من أبائنا.
 أنا دوما أنشر خطابا متفائلا وأقدم النقد الهادئ الوسطي البناء وانتظر من الوصاية ومن معها أن تقدم لنا نظرتها الواضحة حول العديد من القضايا سواء تكوينية أو خدماتية أو بحثية وغيرها، عندما لا تكون لديك نظرة واضحة ستعيش في تخبط وهذا ما لا نريده.

- في ظل الوضع الوبائي الحالي المقلق مع انتشار الفيروس المتحور، هل بات ضروريا التدريس عن بعد؟.
يتكلمون عن نظام الدفعات والمزاوجة بين الحضوري وعن بعد الجزائر، لم تكن مستعدة لهذا النمط من التعليم، في أوروبا 53٪ من الأساتذة يتحكمون في تكنولوجيات التعليم العالي، فما بالك نحن في الجزائر حديثي العهد بهذه الوسائل العلمية.
 وبالتالي هناك عدة تحديات تكوينية للأستاذ والطالب، هناك الكثير لا يملك وسيلة الانترنيت في مناطق الظل، وهذا النمط يحتاج إلى الصبر، هناك من يتكلم عن الاستمرار في استعمال هذا النمط والمزاوجة بينه، نعم على بلادي أن تستمر في الاعتماد على الدراسة عن بعد لكن ليس بهذه الطريقة.
هذه الطريقة التي ضربت الكفاءة التعليمية والقدرات التعليمية لدى الطالب المجتهد ضربتها في الصميم، وأنا مناضل وحاضر داخل الجامعات على المستوى الوطني أقول إن هذه الطريقة ضربت الكفاءة التعليمية ولكن مرغمين بسبب كورونا.
 يجب أن نتجه بها إلى جامعة التكوين المتواصل لكن ليس بنفس طريقة المراسلة، لو كنا حقيقة نطبق الدراسة بالمراسلة لما تخبطنا في الدراسة عن بعد لأننا نملك الخبرة، نحن نقوم بتدريس الكثيرين وتخريج الملايين بالمراسلة ولكن عندما أتينا إلى الواقع لم نجد أي شيء نعتمد عليه للأسف.
لكن نحن نشجع هذه العملية لأنها موجودة في العالم بأسره بطريقة مختصة وبدقة لكي لا نضرب كفاءة التعليم العالي في الجزائر.
في اعتقادك لا نتخلى عن التدريس الحضوري؟
لا يمكننا أن نتخلى عن التدريس الحضوري واستشهدت بكلام الوزير يجب أن تكون فيه مرافقة فما بالك والأستاذ غائب، يجب تنمية التعليم الحضوري، كنا نتكلم عن مشاكل الجامعة الجزائرية والقدرات التعليمية للطالب الجزائري عندما كانت الأمور عادية فما بالك بالدراسة عن بعد، الدراسة عن بعد يجب أن تستمر لكن ليس بهذه الطريقة يجب التوجه بها إلى جامعة التكوين المتواصل مثلما توجهنا للمراسلة من قبل وبطريقة حقيقية.

- وما دور المجتمع المدني في مرافقة الجامعة وإشراكها في الإقتصاد؟.
كتنظيم طلابي يريدون أن ينزعونا من المجتمع المدني كأننا لسنا مجتمعا مدنيا ونحن لبه. التنظيم الطلابي الذي رافق الحركة الطلابية منذ 1919، يجب أن نذكرهم بذلك الذين مالوا نفس ميولها ومرافقين لها وآمال شعوبها، كان التنظيم الطلابي موجود عندما يحتاجه شعبه آنذاك.
 وفي أي مرحلة وجد لكنه شوه وضرب لأسباب سياسوية ضيقة لا نخوض فيها، أساس المجتمع المدني هي مؤسسات طوعية مبنية على التشارك والديمقراطية والمواطنة، لا تسعى إلى الوصول إلى السلطة بل تسعى من أجل التأثير على السلطة لإيصال آراء وتطلعات وآمال ومشاكل الشعب لمؤسسات الدولة الجزائرية وهي وسيط.
هذه المؤسسة التي يتكلمون عنها هي ليست نتاجنا هي موجودة في أوروبا منذ قرون تكونت بإرهاصات متعددة يظلمونها في الجزائر، للأسف الشديد ويريدون تحميلها فوق طاقتها، نعم الدستور الجزائري الذي أتى بالكثير من الامتيازات لهذه المؤسسة ليس لشخصها أو أفرادها.
 بل أتى لها للقيام بدورها لكن هناك عدة أمور مثل محاربة الفساد لا تستطيع القيام بها، في بعض الأحيان مناضل غير مكون يريد محاربة الفساد فسوف يقع هو نفسه في الفساد، وبالتالي نحن بعيدين كل البعد في مجال محاربة الفساد لأننا لا نملك الأدوات ولا الوسائل ولا الأمور التكوينية.
سمعت يقولون عن المجتمع المدني أن يرفع مستواه، يجب أن يقوم بالتخصص لأن الناشئة هي التي تتكون، إذن علينا أن نتوجه إلى الناشئة من أجل تكوينها، لا نستطيع صنع فرد لأن المجتمع المدني هو مجموعة من الأفراد تجمعهم أهداف أو تطلعات مختلفة مشتركة، يقومون بالتطوع نحن نشارك في الحياة السياسية.
 نقوم بالتطوع من أجل التأثير على السلطة القائمة في البلاد نقوم بالضغط عليها من أجل إيصال أصواتنا وأصوات غيرنا لذلك نعم نحن نمثل المجتمع المدني داخل الجامعة الجزائرية، نحن طرف أصيل في المجتمع المدني نحن الذين نمثل النخبة الوطنية، وبالتالي أي تغيير ينشدون إليه يجب أن تشارك هذه النخبة الوطنية في البناء سواء كان قاعدي أو هرمي هذا ما أعتقده.