طباعة هذه الصفحة

مركـب سيـدي مسيد الأثري عرضة للتدهـور

مسابـح وأحـواض قسنطينـة تتخبـــط في مشاريـع التهيئــة!

مفيدة طريفي

شهد مؤخرا قطاع الشباب والرياضة لولاية قسنطينة تقدما ملحوظا في استفادته من عديد المشاريع الجوارية التي من شأنها تحقيق مطالب سكان الولاية الرامية لتنمية حاجاتهم لملاعب جوارية وخدمات رياضية ترفيهية تخرجهم من دائرة الحاجة للبحث عن البديل في مرافق ترفيهية شبابية، هذه الأخيرة التي تغيب عن هذه المدينة تأتي في مقدمتها رياضة السباحة التي تنعدم تماما حيث لا وجود لمسبح واحد مؤهل سيما وأنها ولاية داخلية تحتاج إلى عدة مسابح وأحواض التي من شأنها أن تمتص العجز المسجل في مجال الترفيه، إلا أن المشاكل والعراقيل التقنية، المالية والإدارية وقفت حصنا منيعا أمام تجسيد المشاريع المسجلة والتي لم تعرف طريقها للتجسيد.
تتوفر الولاية على 12 حوضا موزعا عبر 12 بلدية و6 مسابح نظامية و03 أحواض تابعة لمديرية الشباب والرياضة، والتي في مجملها لا تقدم خدمات نظامية نظرا لجملة من المشاكل على غرار أن المسابح تتطلب إمداد بالمياه بشكل يومي وبكميات معتبرة ووفيرة وفي غياب خزانات المياه تتوقف معظمها عن العمل، فضلا عن غياب تام للإمكانيات التي من شأنها تقديم خدمة دائمة للشباب الباحث عن هياكل رياضية داعمة لطموحاتهم الرياضية، فضلا على أنها وجهات سياحية إستراتيجية لولاية تفتقر أساسا لمناطق ومساحات ترفيهية على عكس ولايات داخلية أخرى.
وقفت «الشعب» على وضعية أقدم وأعتق مركب سيدي مسيد، وسط مدينة قسنطينة، والذي يعتبر معلما سياحيا وأثريا فريدا من نوعه حيث افتتح لأوّل مرّة سنة 1872، والذي كان في الماضي القريب موقعا استجماميا ووجهة للشباب والعائلات الجزائرية، أين يحتوي المسبح على ثلاثة أحواض الصغير 50 مترا، المتوسط 33 مترا والمسبح الأولمبي 50 مترا إلى جانب مطعم، والذي تحول اليوم لبيت شباب، فندق صغير وموقف للسيارات على مساحة تقدر بـ 176.284 متر مكعب غير أن هذا الفندق عرف سنوات طويلة من الغلق ما ساعد في تدهوره.
 المركب عرف تراجعا بسبب توقف الأشغال إعادة التهيئة والترميم وتدهور المساحات الداخلية للمشروع وكذا المساحات المحيطة به حيث أن خيار تهيئة وتأهيل مجاري السيول بالمنحدرات المحيطة بالمركب حيث تعرف كل سنة في نهاية شهر أوت تساقط أمطار غزيرة حاملة معها أوحال وقمامة لتتراكم في باحة المركب وبأحواض السباحة والمستودع، أين تتواجد أجهزة التصفية وتنقية مياه المسبح. وهو الأمر الذي يصعّْب من تعثر عملية التهيئة التي تواجهها عديد العراقيل التقنية الإدارية والمالية.
وفي جولة استطلاعية داخل المركب الرياضي لاحظنا غياب تام لطرق الحماية والتأمين بالنسبة للأتربة المحاذية لبناية بيت الشباب والتي لا تزال في طور الإنجاز، فضلا عن تعرض قنوات الصرف المتواجدة سابقا للردم والتشويه من طرف السكان خلال إنجاز سكناتهم مما أدى إلى انسدادها وصعوبة استعمالها هذا في ظل غياب وانعدام الأمن مما أدى إلى تعرض أعوان أمن المسبح إلى تجاوزات تعيق من أداء مهامهم، هي مشاكل جعلت من المركب التاريخي يغرق في مشاريع التهيئة والترميم التي لم تجد لحد اليوم طريقها للتجسيد والخروج بنتائج تجعله يدخل الخدمة ويستعيد بريقه في ظل مطالب حثيثة لسكان الولاية بضرورة إيجاد حلول للمشاكل التي تقف دون فتحه نهائيا في وجه السكان سيما مع الغياب التام لمناطق ترفيهية مماثلة ما يجعل أطفال الولاية يتوجهون نحو أحواض ونافورات تشكل خطرا محدقا على حياتهم.
وهي ذات الوضعية التي وقفنا عليها بالمسبح الأولمبي المجاهد الشريف بن يحيى والواقع ضمن المعهد العالي لتكوين إطارات الشباب والرياضة والمتكون من مسبح أولمبي ومسبح صغير، أين يفتقد الهيكل الرياضي لأجهزة التهوية وأجهزة تعديل الرطوبة مما أدى إلى عدم التحكم في درجة حرارة المسبح بما يتطابق مع المعايير التقنية والقوانين التي تنظم عمل المسبح، فضلا عن وجود تسرب لمياه الأمطار الناتجة عن بعض النقائص. ففي غياب الإرادة القوية في رفع مستوى التهيئة والعمل على حل المشاكل التي تعاني منها جل المسابح والأحواض تبقى ظاهرة اللجوء للسدود والحواجز المائية والنافورات وخزانات المياه التي تشكل خطرا على حياة المواطنين عامة والأطفال خاصة فمسألة إعادة إحياء هذه الرياضات لتكوين وتأهيل جيل جديد من الأبطال وتشجيع النخبة، كما تعتبر مدخل هام للدخل وامتصاص جزء من نسبة البطالة.  
ومع غياب مسابح عمومية أصبحت الأحواض والمسابح التابعة للخواص وجهة بعض المواطنين الذين يقصدون حتى مسابح الفنادق بحثا عن فترات من الانتعاش والترفيه، رغم الثمن الباهظ والمرتفع، إلا أن التمتع بمياه نظيفة وسباحة مضمونة بعيدة كل البعد عن الأخطار والتلوثات أو حتى عن مخلفات مشاريع التهيئة وإعادة الاعتبار.