طباعة هذه الصفحة

كلام آخر

أخطر من الوباء..

أمين بلعمري
02 أوث 2021

بمجرّد ارتفاع الإصابات بكورونا في هذه الموجة الثالثة التي تشهدها بلادنا، ارتفع معها عدد الأدعياء والمضاربين الذين اتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي منصات لإطلاق وعودهم الكاذبة من أجل المشاركة والحصول على «اللايكات» بدعوى أنّهم يتوفرون على قارورات أكسجين في أوْج حاجة المصابين بالوباء لهذه المادة الحيوية من أجل التنفس الاصطناعي. والأدهى من ذلك، أن هؤلاء يتركون أرقاما هاتفية للاتصال بهم عند الحاجة ولكن بمجرّد الاتصال إما يكون رقما خاطئا أو يرن ولا رد، أو هاتف خارج الخدمة تماما...إلخ. ولا يتعلّق الأمر بأفراد فقط ولكن هناك من يضعون أرقاما لمصانع لتعبئة الأكسجين، حسب تلك الاعلانات التي أصبحت تعجّ بها مواقع التواصل؟!
مثل هذه التصرّفات المشينة لا يمكنها إلا أن تزيد من حالة الهلع والقلق بين مواطنين يركضون ليل نهار من أجل الحصول على قارورة أكسجين لإنقاذ آبائهم وأهليهم من الموت، في ظل شح هذه المادة وزيادة الطلب عليها؟
إن هؤلاء المجرمين الذين سمحوا لأنفسهم بالتلاعب بمشاعر أشخاص تحت وطأة الحاجة والزيادة من حالة الهلع المعمّمة أصلا، يجب متابعتهم تحت طائلة القانون وصورهم موجودة على مواقع التواصل، مما يسهل وضع اليد عليهم وتوقيفهم وتقديمهم أمام العدالة لوقف هذه التصرفات المعتوهة، فهل يعقل أنه من أجل الإدمان على «اللايكات» والمشاركة والوصول إلى شهرة زائفة، وصل الأمر بهؤلاء إلى حد اللجوء إلى إعلانات كاذبة والتلاعب بمشاعر مواطنين يصارع ذووهم الموت البطيئ في المستشفيات والبيوت بسبب نقص التموين بالأكسجين؟!