طباعة هذه الصفحة

وسط ارتفاع مقلق لحالات الإصابة

أطباء يحذّرون من خطورة الموجة بورڤلة

ورقلة: إيمان كافي

يشير الوضع الوبائي بولاية ورقلة في الآونة الأخيرة، إلى تسجيل ارتفاع مقلق في عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19. وتعد الحالات الخطيرة الأكثر إثارة للمخاوف في الوسط الصحي، حيث تتفق آراء الكثير من الأطباء على تسجيل هذه الموجة لانتشار كبير في السلالة المتحورة «دلتا» وتوسع في دائرة الإصابات.
خلال الأسبوعين الأخيرين، توسعت مصلحة كوفيد بورقلة على حساب مصالح أخرى، أعلن في وقت سابق عن نقلها نحو مستشفى طب العيون، حيث وصل عدد المصالح المخصصة لعلاج مرضى كوفيد بين 6 إلى 7 مصالح استشفائية، بالإضافة إلى مصلحة للإنعاش وهو الوضع نفسه الذي تشهده ولاية تقرت الجديدة التي يعرف فيها الوباء هي الأخرى انتشارا خلال الفترة الأخيرة.
وصرح بعض الأطباء العاملين في مصلحة كوفيد بمستشفى محمد بوضياف بورقلة، بأن الحالة الوبائية بالولاية، مقلقة بعض الشيء، كما أن أعدادا كبيرة من المرضى يتوافدون على المصلحة وهم في حالة متقدمة وفي حاجة للأكسجين.
وهنا أشاروا إلى أن مادة الأكسجين متوفرة لحد الآن، إلا أن الطلب عليها يبقى كبيرا، لأن عدد المرضى الذين هم في حاجة للأكسجين خلال هذه الموجة كبير جدا، مؤكدين أنه لم يسبق للمصالح الاستشفائية وأن سجلت هذه الأرقام لا من حيث الحالات الاستشفائية أو حتى من حيث عدد الوفيات في الموجات السابقة لوباء كورونا.
في سياق متصل، أكد مدير مؤسسة كالغاز بورقلة نجيب خديم لـ»الشعب»، أن إنتاج المؤسسة من مادة الأكسجين يقدر بحوالي 160 ألف لتر، توزع يوميا من مصنع كالغاز بورقلة نحو 26 ولاية بما فيها الولايات الجديدة.

تحذير من خطورة الزيارات الجماعية للمرضى
وبالعودة للوضع الصحي الذي تشهده الولاية، فإن الكثير من المختصين حذروا من الزيارات الجماعية للمرضى داخل مصلحة كوفيد بالمستشفى ودعوا إلى ضرورة التخفيف منها والاكتفاء بشخص واحد فقط، نظرا لخطورة نقل العدوى من المصالح الاستشفائية إلى البيوت، خاصة أنه في الفترة الأخيرة، سجلت بعض العائلات إصابات بين أفرادها وبعضها، للأسف، فقدت أكثر من فرد واحد نتيجة الإصابة بالفيروس.
 هذا وتسجل من جهة أخرى العيادات الخاصة توافدا للكثير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض الإصابة بالفيروس، وهي أعراض متشابهة، بحسب ما أدلى به الكثير من الأطباء الذين استطلعت آراءهم «الشعب»، حيث أن عددا كبيرا من المرضى اشتبه في إصابتهم بالفيروس وبعد إجراء التحاليل، تأكدت إصابة نسبة كبيرة منهم.
واعتبر المختصون في الشأن الصحي، أن هناك أعراضا متفاوتة سجلت لدى الأشخاص الأصغر سنا، كما شهدت الموجة الأخيرة إصابات مؤكدة لدى هذه الفئة، بالمقارنة مع سابقاتها وعرفت أيضا تسجيل وفيات في فئة الأشخاص الأقل من 40 سنة، نتيجة مضاعفات صحية ناجمة عن الإصابة بالفيروس.

حملات واسعة لحصر دائرة انتشار العدوى

الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات، استدعى افتتاح العديد من نقاط التلقيح عبر الولاية، في المساجد والإدارات والمؤسسات المختلفة، بالإضافة إلى العديد من العيادات المتعددة الخدمات وحتى العيادات الخاصة وعبر الصيدليات منها 14 صيدلية بورقلة و4 بحاسي مسعود، كما تم إنشاء مركز تلقيح ثابت ضد فيروس كوفيد-19 على مستوى المعهد الوطني للتكوين العالي شبه الطبي بورقلة بحي باحميد وجميعها يتوفر بها اللقاح مجانا لكافة المواطنين.
مصالح مديرية الحماية المدنية أيضا، تواصل وبالتنسيق مع مديرية الصحة بورقلة عملية تلقيح المواطنين ضد فيروس كورونا، حيث يعمل أعوان الحماية المدنية المتخصصين شبه الطبيين في مناطق متفرقة بالقرب من المركز التجاري كريست لاين وفي مفترق طرق حي شي غيفارة وبحي الشرفة وحي بني ثور كذلك، كما يجري استعمال مكبر الصوت، من أجل حث المواطنين للتوجه نحو هذه النقاط المذكورة والتي ستظل ثابتة على مدار الأسبوع لتمكين المواطنين من تلقي اللقاح.
هذه العملية، شهدت إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين توافدوا في أعداد كبيرة لتلقي اللقاح وسجلت تلقيح نسبة لا بأس بها، منذ انطلاق الحملة، في انتظار توسع دائرة التلقيح أكثر لتحقيق المناعة الجماعية المطلوبة ومع ذلك فإن الحرص والحذر، يبقى واجبا كما يؤكد الأطباء، الذين نوهوا إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية حتى بعد تلقي الجرعة الأولى.