طباعة هذه الصفحة

حدث وحديث

حقيقة واضحة

فضيلة بودريش
08 أوث 2021

توافق واضح وصريح كما يبدو بين الموقف الأمريكي والمجموعة الأوروبية حول ضرورة التعجيل بتطبيق حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، والحسم في ملف آخر مستعمرة بالقارة السمراء عبر الامتثال للشرعية الدولية، ولعلّ آخر ورقة رابحة افتكها الشعب الصحراوي المكافح من أجل الحرية واسترجاع سيادته على أرضه، تمسك الرئيس الأمريكي بايدن بخريطة الصحراء الغربية، بعد أن برزت ضمن خريطة العالم، ويعد ذلك أحد المؤشرات الإيجابية على الإرادة الدولية القائمة للتعجيل بحل النزاع في إطار الأمم المتحدة والمواثيق الدولية.
لا يمكن لجميع الحيل أن تنطلي لوقت طويل على الجميع، بعد أن  تفطن نواب أمريكيون أن المساعدات التي ترسلها واشنطن إلى الصحراء الغربية وتمر عبر المغرب لا تصل إلى الشعب الصحراوي المحاصر بظلم الاحتلال، لذا تعالت مؤخرا دعوات نواب من الكونغرس تطلب تصحيح الوضع ومنح هذه المساعدات مباشرة إلى أصحابها، لتجنب تحويلها إلى من لا يستحقها، ويسجل كل ذلك وسط تسجيل استياء كبير لدى دول الاتحاد الأوروبي بسبب تجاوزات المحتل المغربي وخرقه لمبادئ حقوق الإنسان، في ظل استمرار ما يقترفه يوميا من محاصرة الصحراويين ومصادرة حقوقهم وحرياتهم وتكميم أفواههم للنيل من كفاحهم العسكري والسياسي والدبلوماسي والحقوقي.
والمتتبع لمستجدات القضية الصحراوية يمكنه رصد عدة انتصارات ثمينة ينتظر، منها الكثير خاصة على صعيد التعجيل بتصفية بقايا الاستعمار، عبر تحرك عاجل للأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء، ليقول الشعب الصحراوي كلمته الحاسمة وبالتالي تسوية نهائية للنزاع، تسمح بإرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة، خاصة بعد تجلي الحقيقة كاملة وعلى إثرها انقلبت جميع الموازين لصالح الشعب الصحراوي تاركة المغرب في حيرة من أمره، فنجد مركز «سترافور» الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية، اعتبر مؤخرا في تقريره أن إعلان جبهة البوليساريو تحللها من اتفاق وقف إطلاق النار، كان نتيجة مباشرة لعدم إحراز تقدم في استفتاء استقلال الصحراء الغربية الذي وعدت به الأمم المتحدة منذ عقود، وكذا خرق المغرب من دون سابق إنذار لوقف إطلاق النار. ويرى ذات التقرير الأمريكي أن جبهة البوليساريو التي تناضل من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي، تسيطر فعليا على أراض محررة تابعة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وباستياء صنف هذا المركز الأمريكي التصريحات الاستفزازية لمندوب المغرب بالأمم المتحدة ضمن محاولات يائسة يبذلها المخزن لمحاولة التأثير على الموقف الدولي بشأن الصحراء الغربية، في إشارة منه إلى أن الحقيقة صارت واضحة أمام الجميع ولا داعي للمزيد من الاستعراضات الفاشلة والأقنعة المزيفة التي يحاول بها المغرب عبثا تغليط الرأي العام الدولي.