طباعة هذه الصفحة

فيما طالبان تقترب من كابول

البنتاغون يرسل 3 آلاف عسكري لإجلاء الأمريكيين

واصلت حركة طالبان تقدمها أمس الجمعة في أفغانستان من حيث قررت الولايات المتحدة وبريطانيا إجلاء رعاياهما ودبلوماسييهما بسرعة في مواجهة الخطر الذي يهدد العاصمة كابول.
فرضت حركة طالبان سيطرتها امس على مدينة «بولي علم» الرئيسية في محافظة لوغار والواقعة على مسافة 50 كلم فحسب عن جنوبي العاصمة كابول، وفق ما نقل مسؤول محلي.
وقال سعيد قريب الله سادات إن «طالبان تسيطر على كافة المنشآت الحكومية في بولي علم، لقد فرضوا سيطرة تامة والمعارك متوقفة حاليا».
و كانت طالبان قد تمكنت امس ايضا من السيطرة على عاصمة ولاية هلمند الاستراتيجية، كما أحكمت قبضتها من دون أن تواجه مقاومة على شغشران عاصمة ولاية غور في الوسط. وقد صارت عواصم نصف الولايات «17 من 35» تحت سلطتها بعدما سقطت كلها خلال ثمانية أيام.
وأصبح الجزء الأكبر من شمال البلاد وغربها وجنوبها تحت سيطرة مقاتلي الحركة. وكابول ومزار شريف كبرى مدن الشمال، وجلال أباد (شرق) هي المدن الكبرى الثلاث الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة. بدأت حركة طالبان هجومها في ماي عندما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن رحيل آخر القوات الأجنبية من البلاد بعد عشرين عاما من تدخلها للإطاحة بطالبان من السلطة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. ويفترض أن ينتهي هذا الانسحاب بحلول 31 آوت.
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أنه بسبب «تسارع الهجمات العسكريّة لطالبان وتصاعد العنف وعدم الاستقرار الناتج عن ذلك في كلّ أنحاء أفغانستان»، قررت الولايات المتحدة «تقليص وجودها الدبلوماسي» في كابول.
ولضمان إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين بسلام، سترسل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ثلاثة آلاف جندي إلى مطار كابول الدولي لينضموا إلى العسكريين الأميركيين ال650 الموجودين في أفغانستان، حسب الناطق باسم الوزارة جون كيربي.  يأتي ذلك بينما بات مقاتلو طالبان على بعد 150 كيلومترا من العاصمة كابول بعد استيلائهم على غزنة.
وأكد الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن هذه الخطوة «ليست إعادة التزام عسكري في النزاع في أفغانستان»، بينما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أيضا إنها لن تستخدم مطار كابول لشن ضربات ضد طالبان. من جهة أخرى، أكد برايس أنّ واشنطن ستقوم بتسريع إجلاء المترجمين والمساعدين الأفغان الآخرين للجيش الأميركي عبر رحلات جوية ستصبح «يومية»، في ضوء احتمال تعرضهم للانتقام إذا استولت طالبان على السلطة. وفي الوقت نفسه، أعلنت بريطانيا أنها سترسل 600 عسكري لمساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة الأراضي الأفغانية.
وتأتي عمليات الإجلاء بينما تواصل حركة طالبان تجاهل الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة والأسرة الدولية.
اختتمت اجتماعات دولية استمرت ثلاثة أيام في العاصمة القطرية الدوحة الخميس بدون إحراز أي تقدم ملموس. وقالت الولايات المتحدة وباكستان والاتحاد الأوروبي والصين في بيان مشترك إنها لن تعترف بأي حكومة في أفغانستان «مفروضة بالقوة». في أفغانستان أدى تقدم طالبان إلى خسار بشرية كبيرة. فقد قتل 183 مدنيا على الأقل، بينهم أطفال في شهر واحد في لشكركاه وقندهار وهرات وقندوز حسب أرقام الأمم المتحدة التي تشير أيضا إلى أن نحو 390 ألف شخص نزحا بسبب النزاع منذ بداية العام.