طباعة هذه الصفحة

لكشف اغوار الحضارات المتعاقبة عليها

مطالب بتكثيف الدراسات العلمية بمدينة طبنة الأثرية

باتنة: حمزة لموشي

تكتنز ولاية باتنة بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تؤرخ لمراحل وحقب عتيقة من تاريخ الجزائر الضارب في اعماق التاريخ، وتعتبر آثار مدينة طبنة التاريخية ذات المعالم الإسلامية، من بين اهم هذه الكنوز تبعد عن مدينة بريكة بـ4 كلم و88 كلم جنوب الولاية باتنة، على الطريق المؤدية إلى مدينة بسكرة تعاقبت عليها عدة حضارات.
يطالب العديد من المثقفين والمهتمين بقطاع السياحة والثقافة والتاريخ بضرورة إعادة الاعتبار لهذه المنطقة التاريخية الأثرية واستغلالها في مجال الترويج السياحي لتكون بذلك احد الموارد المالية المهمة التي يعول عليها في تفعيل الحركة الثقافية بالولاية خاصة وأن المدينة وموقع طبنة الأثري احد اهم الكنوز الإنسانية على مر التاريخ.
وتتوفر طبنة على أحد اهم أقدم المساجد بالجزائر وهو مسجد يعود للفترة الأموية، بني حسب بعض المؤرخين المهتمين بدراسة تاريخ المنطقة في القرن الثامن ميلادي، ما ساعد على نشء عدة حضارات استقرت بالمنطقة خاصة في العصور الإسلامية ويظهر ذلك من خلال مخلفات وبقايا التواجد البشري على غرار العديد من الآبار التي حفرت بطريقة فنية وعلمية تؤكد مرور هذه الحضارات واستقرارها لوقت طويل بطبنة.
وكما هو معروف فإن مدينة طبنة ببريكة على الرغم من شهرتها العالمية إلا ان الأبحاث والدراسة حولها قليلة نسبيا ما حال دون اكتشاف بداياتها الاولى رغم المعالم الكثيرة الشاهدة على ذلك الامر الذي دفع بالمهتمين في كل مناسبة إلى ضرورة تركيز الدراسات والأبحاث العلمية على هذه المنطقة بداية بحمايتها من مختلف مظاهر الاندثار الطبيعية منها والبشرية وصولا إلى تكليف علماء مختصين في الأثار في البحث في اغوارها.
وكما هو معروف فإن الحضارة الرومانية والبيزنطية قد تعاقبت على طبنة حسب ما اكدته ابحاث هامة عقب العثور على ضريح يعود لأحد القادة الرومان، وكذا قرية سكنية وأبار وبرك لتجميع مياه شاهدة على هذه الحضارة العريقة، إضافة إلى مجموعة من معاصر النبيذ التي كانت من أهم الصناعات في تلك الفترة الزمنية وكذا وجود كهوف محفورة بالصخر كانت بمثابة سكنات لقاطني طبنة في تلك المرحلة.