طباعة هذه الصفحة

بالرغم من جاذبيتها واستقطابها

فيروس كورونا يخيّم على المعالم السياحية بالمسيلة

المسيلة: عامر ناجح

شهدت مختلف النشاطات التجارية والصناعات التقليدية والحرف بالمسيلة تراجعا كبيرا بعد أن ألقى انتشار فيروس كورونا كوفيد -19 بظلاله على جميع المعالم السياحية بالولاية، التي كانت مقصد أساسي للعديد من السياح في ظل الجاذبية السياحية التي كانت تغري مختلف الوافدين المحليين والأجانب وكانت سببا رئيس في انتعاش مختلف النشاطات التجارية، وبالأخص التقليدية التي تعتبر مصدر رزق الكثير من السكان.

ساهم انتشار جائحة كورونا كوفيد-19 منذ أكثر من سنة كاملة، في تراجع المردود السياحي وبشكل كبير على مختلف الأنشطة التجارية وبالأخص الصناعات التقليدية، جراء التراجع الملحوظ في عدد الزوار القاصدين لمختلف المعالم الأثرية السياحية التي تزخر بها عاصمة الحضنة المسيلة، والتي كانت ولازالت تشكّل بريق سياحي يتلاشى رويدا رويدا، في ظلّ تراجع عدد زواره من سنة إلى أخرى.

تراجع السياحة يرهن الصناعات التقليدية والحرف
تزخز عاصمة الحضنة المسيلة بالعديد من المعالم الأثرية السياحية التي كانت قبل ظهور فيروس كورونا كوفيد 19 تشكل جاذبية سياحية محلية ووطنية وتساهم بشكل كبير في تحريك نشاطات الصناعات التقليدية والحرف التي تعتبر مصدر رزق الكثير من سكان المسيلة وخاصة منطقة بوسعادة الأثرية.
 ومن أهم المعالم التي كانت مقصد للمئات من السياح المحلين والأجانب قبل ظهور فيروس كورونا كوفيد-19، قلعة بني حماد المتواجدة شرق عاصمة الحضنة ببلدية لمعاضيد والتي كان لها دور كبير في تحريك النشاط التجاري بالمنطقة، خاصة فيما تعلق بالصناعة التقليدية ومختلف الأنشطة الخدمية كالمحلات التجارية والمطاعم والمراقد، يضاف إلى هذا متحف نصر الدين ديني المتواجد بمدينة بوسعادة والذي كان مقصد المئات من الزوار في وقت سابق.
 مع انتشار الجائحة تراجع زواره بشكل كبير جدا إلا القلة القليلة من الزوار المحلين الذين تقودهم روح الاطلاع على ما بداخل المتحف من رسومات فنية وادوات الفنان إيتيان ديني، يضاف الى هذا برج الساعة أو ما يعرف ببرج كافينياك وطاحونة فيريرو، والنقوش السخرية بالعرائيس المتواجدة بواد الشعير وغيرها من المعالم الأخرى التي كانت تشكل البريق السياحي للولاية.
ولعل من أهم الأنشطة التي تراجعت وبشكل كبير على ضوء انتشار فيروس كورونا وتراجع السياحة بالمنطقة الصناعات التقليدية التي كانت تعرف في وقت سابق رواجا كبيرا، حيث تشتهر المسيلة وبالخصوص بوسعادة بالكثير من الصناعات التقليدية على غرار صناعة الموس البوسعادي، والقشابية والبرنوس، والحلي والفضة، دون الحديث عن تراجع كبير في الخدمات الفندقية والمطاعم المتخصّصة في الأكلات التقليدية كالشخشوخة والمهراس بعد أن كانوا يلقون رواجا كبيرا في وقت سابق لدى السواح الأجانب والمحليين.
وساهم الوضع الحالي لانتشار فيروس كورونا بشكل كبير في دخول العديد من المواطنين في شبه بطالة، خاصة فيما تعلّق بالنقل وعمل المرشدين السياحيين وأصحاب المراقد والفنادق وبالأخص الوكالات السياحية دفع الكثير منهم إلى التفكير في التخلي عن العمل، فيما فضل البعض الأخر إلى ممارسة نشاطات أخرى للاسترزاق منها.

الفنادق والوكالات والمطاعم أكثر تضرّرا
للحديث عن تأثير إنتشار فيروس كورونا كوفيد-19 على متخلف النشاطات ومدى تأثيره على السياحة بالولاية تحدثت جريدة «الشعب» إلى المرشد السياحي ورئيس الديوان المحلي للسياحة وببوسعادة أحمد شريف بختي والذي أكد في حديثه أن انتشار فيروس كورونا أثر على المعالم السياحية سواء على المستوى المحلي أو الوطني بل حتى العالمي، «أما في منطقتنا فمع بداية ظهور الفيروس السنة الماضية في مارس 2020، عرف النشاط السياحي تراجعا كبيرا، حتى الصناعات التقليدية»، فمن البديهي ـ حسبه ـ أن يوقف الحرفي نشاطه ما دام لا يوجد نشاط تجاري، خاصة في الفترة الممتدة بين مارس 2020 إلى جانفي 2021، حيث توقفت كل النشاطات سواء كانت سياحية أو صناعة تقليدية، أما مع بداية سنة 2021 سجلت بعض الأنشطة شبه انتعاش في السياحة الداخلية وفتحت دكاكين الصناعات التقليدية أبوابها لتنشط اعتياديا كما كانت عليه في وقت سابق.
وأشار المتحدث، أنه خلال تنقلاته مع الأفواج السياحية التي زارت بوسعادة طول السداسي الأول من السنة 2021، لاحظ أن المطاعم التقليدية عملت على إظهار كل الأطباق التقليدية التي تتميز بها المنطقة لأجل تحريك النشاط السياحي، بالإضافة إلى بعض النشاطات المختلفة التي تزخر بها المنطقة شهدت هي الأخرى شبه رواج على غرار العاب البارود والخيالة والفلكلور والنزهات في السيارات رباعية الدفع في الوديان والجبال والرمال.
 ومن جانبه، أكد المرشد سياحي ومنظم رحلات سياحية بالجزائر بن حوحو سعدي أنه بعد ما يقرب من أكثر من سنة على بداية الأزمة الصحية وزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، يواصل قطاع السياحة في ولاية المسيلة المقاومة لأجل للحفاظ على نشاطه، أين راهنت الفنادق ووكالات السفر هذا العام على السياحة الداخلية، لا سيما في بوسعادة.
ونوه المتحدث، إلى أن مدينة بوسعادة مدينة سياحية بامتياز لسحر جمالها وجذورها الضاربة في العصور الوسطى، وسوقها، وحرفها، ومتحفها الوطني إتيان دينيه، وبستان نخيلها، وواديها، وزاوية هامل، وأيضًا فنادقها التي لا حصر لها تضررت بشكل كبير من انتشار كورونا وتراجع مختلف النشاطات بشكل كبير، وخاصة الفنادق، وكالات السفر، المرشدين، المطاعم والحرفيين، فرق الفولكلور، أين وضع الكثيرون ـ حسبه ـ المفاتيح تحت ممسحة الأرجل لعدم وجود عملاء.
وأعتبر بن حوحو أن معالم الجذب السياحي في ولاية المسيلة، بوسعادة تعاني حالة كارثية على ضوء الجائحة، والظروف غير الصحية، وغياب الزوار، إلا أنه وبعد فترة هدوء طفيفة استمرت لبعض الوقت، أعطت الأمل للتجار في القطاع السياحي، خاصة وان الموسم السياحي في بوسعادة سيفتتح خلال شهر أكتوبر مع انخفاض درجات الحرارة.
معتبرا أنه إذا استمر الوباء حتى ذلك الحين، فستكون كارثة على قطاع السياحة ومن ورائه مئات العائلات، داعيا السلطات أن تفكر من الآن في المساعدة التي سيتم تقديمها لمختلف أصحاب المصلحة في القطاع، من أجل حماية النشاط، وإنقاذ الوظائف.