طباعة هذه الصفحة

الحكومة الأفغانية تبحث عن حل سياسي

«طالبـان» تطــرق أبــواب كابول

 في ظلّ الوضع الخطير الذي تعيشه البلاد، صرّح الرئيس الأفغاني أشرف غني، أمس السبت في خطاب إلى الأمة، أن مشاورات داخل الحكومة ومع الشركاء الدوليين، بدأت لإيجاد حل سياسي سريع يضمن السلام والاستقرار في أفغانستان، داعياً في الوقت نفسه إلى إعادة تعبئة القوات المسلحة، قائلا إن إعادة تعبئة قوات الجيش أولوية قصوى، وفي المقابل وأعلنت طالبان، أنها بدأت القتال لدخول مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ.

تقترب حركة طالبان يوما بعد يوم من كابول، ولم يعد يفصلها عنها إلا 50 كلم بعد أن سيطرت الجمعة على مدينة بولي علم، إلا إن الولايات المتحدة استبعدت أن تكون العاصمة الأفغانية في الوقت الحالي تواجه “خطرا وشيكا”، رغم عدم إخفاء قلقها إزاء الوضع. فيما اكتفت دول غربية أخرى بالتعبير عن مواقفها مما يجري في هذا البلد، دون إفصاح نوايا بشأن دعم عسكري للحكومة الأفغانية. وأكد الحلف الأطلسي أنه سيدعم كابول “قدر الإمكان”.
أصاب التقدّم العسكري السريع لحركة طالبان وسيطرتها على عواصم ولايات رئيسية في أفغانستان العالم بالصدمة وسط مخاوف من السقوط الكامل للبلاد في أيدي الحركة التي باتت على أبواب العاصمة، في وقت انتقد وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الانسحاب الأميركي محذراً من حرب أهلية في أفغانستان.
كابول ومزار شريف وجلال آباد.. في انتظار السقوط
وسيطرت طالبان في الساعات الأخيرة، على مدينة بولي علم عاصمة ولاية لوغار الواقعة على بعد 50 كيلومتراً فقط جنوب كابول، بعد يوم واحد من سيطرتها على غزنة جنوب شرقي العاصمة الأفغانية. وباتت الحركة تسيطر على نحو نصف عواصم ولايات البلاد وقد سقطت جميعها في أقل من ثمانية أيام، وأتى ذلك بعدما سيطر مقاتلو الحركة على لشكرقاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد، بعد ساعات قليلة على سقوط قندهار ثاني مدن البلاد على بُعد 150 كيلومتراً إلى الشرق منها.
وسيطرت طالبان كذلك من دون أن تواجه مقاومة الجمعة على شغشران عاصمة ولاية غور في الوسط. وأصبح الجزء الأكبر من شمال البلاد وغربها وجنوبها تحت سيطرة مقاتلي الحركة. وكابول ومزار شريف كبرى مدن الشمال، وجلال آباد (شرق) هي المدن الكبرى الثلاث الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
الدول تتسابق لإجلاء رعاياها
مع تواصل تقدّم قوات طالبان، تسابق معظم الدول الأوروبية و في مقدّمتها بريطانيا وألمانيا والدانمارك وإسبانيا الزمن لسحب أفراد من سفاراتها في أفغانستان و دعوة رعاياها للمغادرة .
و في السياق، أعلنت هولندا وفنلندا والسويد وإيطاليا وإسبانيا أمس الاول خفض وجودها في البلاد إلى الحد الأدنى، لافتة إلى برامج لإجلاء موظفيها الأفغان، وقالت ألمانيا أيضا إنها ستقلص طاقمها الدبلوماسي.
وفضلت دول أخرى مثل النرويج والدانمارك إغلاق سفاراتها مؤقتا، وأعلنت سويسرا التي لا سفارة لها إجلاء عدد من المتعاونين السويسريين ونحو 40 موظفا محليا.
كما تلقى موظفو السفارة الأميركية أوامر بإتلاف أو إحراق المواد الحساسة مع بدء إعادة انتشار 3 آلاف عسكريي أميركي لتأمين مطار كابول والإشراف على عمليات الإجلاء.

غياب المقاومة.. أمر محيّر
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، إن بلاده لم تتوقّع غياب المقاومة لدى القوات الأفغانية لوقف تقدم حركة طالبان على الأرض.
وفي لقاء مع شبكة “سي إن إن” التلفزيونية الأميركية، أضاف كيربي أن القيادة السياسية والعسكرية في أفغانستان تفتقد الإرادة لصد هجمات الحركة.
وأعرب كيربي عن قلقه بشأن السرعة التي تتحرك بها حركة طالبان في أفغانستان، مشيرا إلى أن الظروف المتدهورة في البلاد تشكل عاملا رئيسيا وراء موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن على إرسال قوات إضافية.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لا تثق بكل ما تقوله طالبان، بل ستنظر في أفعالها، وذلك ردا على إعلان الحركة أنها لن تستهدف المنشآت الدبلوماسية.

لن يعترف أحد بنظام تقوده طالبان
وفي بريطانيا، تعهد رئيس الوزراء بوريس جونسون بعدم إدارة الظهر لأفغانستان، داعيا الدول الغربية إلى العمل مع كابول لتجنب أن تصبح أفغانستان مجددا تربة خصبة لما سماه الإرهاب.
كما استبعد جونسون في حديث تلفزيوني، إثر “اجتماع أزمة” حكومي، فرضية اللجوء إلى حل عسكري للصراع الأفغاني.
في السياق ذاته، جدّد حلف شمال الأطلسي (ناتو) الالتزام بإيجاد حل سياسي للصراع الأفغاني، وعقب اجتماع عاجل في بروكسل قال الحلف، إنه لن يكون هناك اعتراف دولي بنظام طالبان في حال استيلائها على السلطة بالقوة.