طباعة هذه الصفحة

بمشاعر اختلط فيها الحزن والفخر

الجزائر تودّع شهداء الحرائق

هيام لعيون

بمراسم تليق بمقامهم، ودعت الجزائر، أمس، شهداء حرائق تيزي وزو من قوات الجيش الوطني الشعبي، إلى مثواهم الأخير، وسط مشهد مهيب، قبل أن تنقل جثامينهم إلى ولاياتهم الأصلية لإلقاء النظرة الأخيرة عليهم من قبل أهاليهم وذويهم، الذين انتظروا وصولهم على أحرّ من الجمر، وكلّهم يقين أن روح ودم أبنائهم لا تغلى على الوطن، وأنهم ضحوا من أجل الجزائر بالروح والنفيس ومهما كان الثمن، كما تعاهدوا عليه منذ ارتداء البزّة العسكرية.
تم توديع 26 شهيدا بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة، ونفس المراسم تمت بالمستشفى الجهوي للجيش بقسنطينة بالناحية العسكرية الخامسة، لتوديع 7 شهداء، رحمهم الله جميعا.  اختلطت مشاعر الحزن مع الفخر في مراسم تشييع رسمية أجريت لجثامين شهداء حرائق تيزي وزو التي اندلعت، الأسبوع الماضي، وأتت على الأخضر واليابس وراح ضحيتها أرواح بريئة من المدنيين أيضا، والذين توزعوا بين مختلف ولايات الوطن. وارتفعت «صيحات» وعبارات تكرّم الشهيد ممزوجة بزغاريد في مشهد أسال الدموع، واقشعرّت له الأبدان صنعها جزائريون شاركوا في توديع الشهداء إلى مثواهم الأخير وبمقر سكناهم. وكانت المشاهد نفسها عبر مختلف ولايات الوطن، التي احتضنت شهداءها، حيث امتزجت بين الحزن والفخر، وأطلقت الزغاريد عاليا ورفعت التحية العسكرية لهم، وكانت أكثر المشاهد المؤثرة، تلك التي صنعتها أرملة أحد الشهداء برفعها التحية العسكرية وهي تقف صامدة، أرفقتها بإطلاق زغاريد مدوية.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتفى النشطاء والمتابعون بالشهداء، ورثوهم كلّ بطريقته، بإطلاق العنان للكلمات عبر قصائد شعرية، وعبر رسومات خلدت المأساة. كما أشادوا بدور الجيش الوطني الشعبي بإحياء لحمة التضامن بين الجزائريين، مشيدين بالدور الكبير لقوات الجيش لمساندة الجزائريين في كل المحن، وقالوا إنهم أثبتوا في كل مرة أن المؤسسة العسكرية هي مؤسسة الشعب، والتأكيد على شعار «من الشعب وإلى الشعب».
وأكد النشطاء أيضا، أن الشهداء رفقة شهداء الحرائق من المدنيين ذهبوا ضحية مؤامرة دنيئة أحاطت بالجزائر، لكن تضافر الجهود والتلاحم مع المؤسسة العسكرية، أفشل مخططات جهنمية، كانت تريد أن تدخل البلاد في متاهة كبيرة يصعب الخروج منها، مؤكدين أن الشهداء سيبقون شاهدين على همجية ممنهجة ضد الشعب الجزائري.
ورثى شهداء الجزائر جزائريون وعرب، أئمة ودعاة، على حدّ قول أحد شعراء العراق «اذا الماء خاف لهبيا...  فها هم حماة الجزائر على النار أنفسهم صبوا»، فيما خصصت مساجد في غزة خطبة الجمعة الماضية حول حرائق الجزائر، وشهدائها الذين سقطوا من أجل البلاد، رافعين أكف الدعاء لله عز وجل لحفظ الجزائر أرضا وشعبا.