طباعة هذه الصفحة

المختص في أمراض القلب حسام لوهاني لـ “الشعب”:

الاستخـدام العشوائي للأكسجين لــه أضـرار

سعاد بوعبوش

تخثر الدم يسدّ الشريان الرئوي والنتيجة سكتة قلبية

عرف كثير من ضحايا كوفيد-19 في الآونة الأخيرة، تداعيات لم تتوقف عند الرئتين، سواء في شكل التهاب رئوي حاد أو فشل رئوي، بل تعداها لمهاجمة القلب، بالرغم من عدم توفر تاريخ لهم في أمراض القلب والأوعية الدموية، ورغم الدخول في مرحلة الراحة وتعدل مستوى الأكسجين في الجسم الآن الكثير منهم تعرضوا لسكتة أو ذبحة قلبية ما أدى لإنهاء حياتهم بعدما استعادوا الأمل في التحسن.
أكد المختص في أمراض القلب د.حسام لوهاني في تصريح لـ “الشعب”، أنه بالفعل تداعيات كورونا لا تقتصر فقط على الرئتين والجهاز التنفسي، بل تتعداه إلى القلب، وهو أمر لا يقتصر فقط على من لهم سوابق في هذا المرض، بحيث يشكل عليهم كوفيد-19 عبئا إضافيا، بل حتى الذي لم يعانوا في حياتهم من أمراض القلب، إذ هناك إمكانية في التسبب في التهاب للأوعية الدموية، عضلة القلب.
أوضح د.لوهاني، أن الأمر بالنسبة لمرضى كوفيد الذيا ليس لهم تاريخ سابق في أمراض القلب، فلدى تعرضهم لمضاعفات كوفيد من خلال الانسداد الرئوي نتيجة تخثر في الدم الذي يتسبب فيه كوفيد باعتباره يجبر المريض على الراحة وقلة الحركة، كما يتسبب في إنتاج الصفائح الدموية ما يزيد في نسبة تخثر الدم وتكوّن حصوات دموية ابتداء من الأطراف السفلى، فجلطات، والتي تتنقل عبر الأوردة إلى غاية وصولها إلى القلب والذي يمررها للرئتين ما يتسبب في غلقها ما ينتج مضاعفات على القلب.
هذا التأثير المباشر لكوفيد على القلب يكون خاصة على عضلة القلب والدورة الدموية الصغرى التي تكون بين الرئتين والقلب التي يقوم بها الجزء الأيمن، حيث يحول تخثر الدم دون صعود الدم إلى كامل الأوردة على حد قوله – آنفا- ما يتسبب في حدود سكتات قلبية، في حين أن التأثير على الأوردة التاجية لم يثبت بعد بسبب انسداد الشريان الرئوي.
وأشار المتحدث إلى تسجيل حالات تعاني من امتداد وعاء تاجي تعرضت لذبحة قلبية رغم سلبية إصابتها بكوفيد، ولكن بمجرد القيام باختبار عليها فيما بعد يتبين أنه حامل للفيروس ولو بنسبة قليلة. ولهذا فإن الأطقم الطبية المرابطة بمصالح كوفيد، أصبحت تدرك هذه التداعيات، خاصة ما تعلق بالانسداد الرئوي، بحيث يتم وصف مبدئيا دواء “لوفينوكس 4 أو 6” لكل المرضى، فيما تحدد التحاليل الجرعة المطلوبة وحسب الصفائح.
ولذا فالأطقم الطبية أصبحت - بحسبه - تتعامل على هذا الأساس، خاصة مع الحالات المصابة بأمراض مزمنة كأمراض القلب، ما يساهم في تكفل أحسن بالمصابين من خلال توفير رعاية شاملة بهدف التقليل من الوفيات، وكذا تحديد الخطوات الطبية المستقبلة الخاصة بكل حالة، خاصة بعد تحديد الأكثر عرضة للإصابة بأمراض قلبية إذا ما قلت استجابته للأكسجين.
ودعا د. لوهاني إلى توخي الحذر من الاستعمال العشوائي للأكسجين من طرف المرضى واحترام المعيار التنفسي المعمول به، مشيرا إلى أنه لا يجب تجاوز القدر الذي يحتاجه الجسم، وذلك لما له من خطر على صحة الإنسان في حال تجاوز الكمية المستحقة في اليوم.
وأوضح المختص في أمراض القلب، أن معدل تواجد الأكسجين في الجسم في العادة، يجب أن يكون في حدود 92%. أما بالنسبة للمرضى إذا كان في حدود 88% فهو مقبول. علما أن الإنسان العادي يقوم بـ25 عملية تنفس/الدقيقة. أما بالنسبة للمصاب بكوفيد فيقوم بـ40 عملية تنفس. وبالنسبة لضربات القلب في العادي تتراوح بين 60 و100 ضربة/ثانية. وبالنسبة لمرضى كوفيد الذين يعانون من نقص في الأكسجين، فالقلب وكردة فعل يلجأ إلى زيادة ضرباته إلى 120 -130 ضربة/ثانية بهدف إيصال الأكسجين إلى كامل أعضاء الجسم.
وأشار المتحدث، أن نسبة الوفيات بالنسبة للانسداد الرئوي المتسبب في سكتات قلبية قليلة، خاصة وأنه أصبح يتم التحكم فيه، ماعدا في الحالات المتأخرة والتي عرفت تدهورا، فهي لا تتجاوز حالة أو حالتين في يومين، وهو مؤشر جيد، خاصة مع انخفاض حالات الإصابة الإيجابية بكوفيد.