طباعة هذه الصفحة

الخطر قائم بسبب عدد الوفيات، البروفيسور مهياوي:

سنعرف ما إذا تجاوزنا الموجة الثالثة بعد ثلاثة أسابيع

صونيا طبة

الوضعية الوبائية «مستقرة نسبيا» والحذر مطلوب

أكد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا رياض مهياوي، أن الوضعية الوبائية حاليا «مستقرة نسبيا»، بعد تراجع حصيلة الإصابات وتخفيف الضغط نوعا ما عن المستشفيات مقارنة بالأسابيع الفارطة، ولكن الخطر يظل موجودا بسبب أرقام الوفيات التي ما تزال مرتفعة.
أوضح البروفيسور مهياوي في تصريح خص به «الشعب»، أن الخروج من الموجة الثالثة لا يمكن تأكيده إلا بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وذلك في حال تم تسجيل تراجع مستمر في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، مشيرا الى خطورة الفيروس المتحور «دلتا» الذي تسبب في الانتشار السريع للوباء وظهور أعراض صعبة جعلت أغلبية الحالات التي تم استقبالها في المراكز الاستشفائية بحاجة الى الأكسجين، كاشفا عن تراجع الاستشفاء اليومي للمرضى من 17 ألفا الى 12 ألف مريض في اليوم.
وحذر من التراخي والاستهتار في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، حتى مع تحسن الوضع الصحي، تفاديا لتكرار السيناريو الخطير الذي عاشه الجزائريون بسبب زيادة الطلب على مادة الأكسجين، ما أدى الى نفاده في العديد من المستشفيات. بالإضافة الى أن عملية التلقيح ضد الفيروس مستمرة ولا يمكنها أن تساهم في ضمان الحماية من مخاطر موجة أخرى من انتشار الفيروس، رغم المجهودات المبذولة لتكثيف الحملة وتلقيح أكبر عدد من المواطنين للحصول على المناعة الجماعية التي وحدها قادرة على مواجهة هذا الوباء.
وأضاف محدثنا في ذات السياق قائلا: «كلما تقدمنا في عملية التلقيح فإننا نقوم بإرجاع الفيروس إلى الوراء ونقلل عدد الوفيات بسبب الإصابات الخطيرة. يجب علينا تكثيف الحملة وتوحيد الجهود بين جميع القطاعات لبلوغ الأهداف المتمثلة في تلقيح من 70 الى 75٪ من المواطنين. ومع قدوم ملايين الجرعات من اللقاح يمكننا تحقيق المناعة الجماعية. علما أنه الى حد الآن لم نسجل أية آثار جانبية خطيرة مرتبطة باللقاحات المتوفرة في الجزائر، ما عدا بعض العلامات الخفيفة التي تتسبب فيها أغلبية اللقاحات».
ويرى عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة وباء كورونا، أن التعايش مع الفيروس أمر حتمي لابد منه، مع ضرورة الالتزام بقواعد الوقاية وتطبيق كافة الوسائل الاحترازية للحد من انتقال الفيروس، خاصة ما تعلق بتجنب التجمعات وإقامة الأعراس وحضور الجنائز، باعتبارها المتسبب الرئيسي في الانتشار الواسع للفيروس، مع أهمية ارتداء القناع الواقي والحفاظ على النظافة اليومية. مضيفا، أنه لا يمكن ضمان اختفاء وزوال هذا الفيروس إلى غاية تسجيل صفر إصابة.
وأبرز البروفيسور مهياوي، أن المتحور «دلتا» من الفيروس ينتقل بسرعة كبيرة، حيث يتسبب مصاب واحد بنقل العدوى إلى 8 أشخاص، زيادة على أن انتشاره تم في وقت قياسي وبشكل واسع من 6٪ الى أكثر من 90٪ حسب التشخيصات التي يقوم بها معهد باستور وأغلب المرضى يعانون من اختناق في التنفس وحدوث التهاب في الرئتين وظهور أعراض وعلامات خطيرة مختلفة عن الفيروسات الأخرى، مرجعا أسباب ارتفاع حصيلة الإصابات الى حوالي 2000 حالة في اليوم إلى التفشي الكبير لهذه السلالة في الجزائر.