طباعة هذه الصفحة

تزامنا مع ارتفاع كبير لدرجات الحرارة

شواطئ «بونة» تستقبل مصطافيها بعيدا عن الرقابة

عنابة: هدى بوعطيح

توقيف 850 شخص خالفوا إجراءات الحجر

بالرغم من الحظر المفروض على شواطئ بونة خلال هذه الصائفة، بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا عبر مختلف ولايات الوطن، إلا أن البعض من سكان هذه المدينة ضربوا عرض الحائط بتعليمات السلطات المحلية، حيث أن كورنيش عنابة هذه الأيام وجهتهم الأولى للسباحة، لا سيما في ظلّ الارتفاع الكبير في درجة الحرارة التي تشهدها بونة هذه الصائفة، في انتظار إعادة فتحها.
في الوقت الذي يشنّ فيه الأمن الوطني يوميا حملات واسعة لمنع ارتياد جميع شواطئ عنابة تفاديا لانتشار الوباء، إلا أن هذه الأماكن ما تزال تشهد إقبالا لبعض المصطافين حتى من خارج الولاية بهدف الاستجمام والسباحة، حيث أن منهم من يختار بعض الأماكن المنعزلة بعيدا عن الرقابة وأعين الشرطة والدرك الوطني، ولا يقتصر الأمر على الشباب فقط، وإنما العائلات المرفوقة بأبنائها أيضا، فمنهم من يجد ضالته في ذلك اليوم ويقضي يوما ممتعا، ومنهم من يكون يومه سيئا ليقع بين يدي الرقابة، ويكون الطرد من الشاطئ نصيبه.
العديد من شواطئ بونة تشهد ظاهرة إقبال بعض المصطافين عليها ونصب مظلاتهم الشمسية وكراسيهم وكأن شيئا لم يكن، يجربون حظهم ذلك اليوم مع السلطات الأمنية، فبالنسبة إليهم من المستحيل أن يمرّ موسم الاصطياف دون الاستمتاع بنسيم البحر وشواطئ جوهرة الشرق بونة المتعدّدة، دون الوضع في الحسبان ما قد ينجم عن ذلك من مخاطر في ظلّ الوضع الصحي المتأزم الذي تمرّ به البلاد.
 ولا تكاد تخلو شواطئ «بلفودار»، «لا كاروب»، «سيدي سالم» وفي بعض الأحيان «سانكلو» و»شابي» من هؤلاء المصطافين الذين لا همَّ لهم سوى قضاء يوم في عرض البحر معرضين حياة أبنائهم لخطر الإصابة بالفيروس، وهو ما استهجنه بعض سكان الولاية الذين اعتبروا الإقبال عليها يدخل في إطار اللامبالاة والاستهزاء بالصحة العمومية، مطالبين بدورهم بتوخي الحذر لا سيما في هذه الفترة انتشار الفيروس المتحوّر، وعدم الانصياع والتقيّد بالحملات التحسيسية والتوعوية للوقاية من مخاطر الوباء، وتحذيرات مسؤولي الصحة.
كما يلجأ بعض سكان المدينة أو زوارها إلى شواطئ بونة قبل بداية الحجر المنزلي، والذين لا يفوتون فرصة تناول العشاء هناك، حاملين معهم أكلات خفيفة فقط، على غرار «السندويتشات» أو «البيتزا»، حيث تعتبر الصخور المقابلة لواجهة البحر مكانهم المفضل لتنتهي هذه الجلسة قبل الساعة الثامنة مساء، مع العلم أن هذه الظاهرة عادة تطبع يوميات أبناء بونة، قبل ظهور الوباء الذي قضى على سهرات «المدينة التي لا تنام»، خصوصا وأنها تزخر بالعديد من الشواطئ أغلبها قريب من وسط المدينة، حيث يجد السكان متعة كبيرة في تناول وجبة العشاء أمام زرقة البحر، بعيدا عن أجواء الحرارة الشديدة، والروتين اليومي طيلة موسم الاصطياف.
 وهو ما جعل البعض من مرتادي الشواطئ يواصلون عادتهم الصيفية، مع احترام البعض منهم للإجراءات الوقائية أبرزها التباعد الجسدي، مرجعين ذلك إلى التنفيس عن أنفسهم قليلا وعن أبنائهم على وجه الخصوص قبل الدخول المدرسي المقبل، مع العلم أن العديد من زوار البحر يجدون الأمن الوطني في انتظارهم لمنعهم من قضاء يومهم على شاطئ البحر.
ومن جانب آخر تشهد مختلف شوارع عنابة دوريات مكثفة للشرطة والتي تقوم بالعديد من الخرجات الميدانية، للوقوف على مدى تطبيق إجراءات الحجر الجزئي المنزلي، التي تمتد من الساعة الثامنة ليلا إلى غاية السادسة صباحا، حيث أسفرت الخرجات الميدانية الأخيرة عن توقيف 850 شخص ووضع بالمحشر 332 مركبة و06 دراجات نارية، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في حق المخالفين.